القائمة الرئيسية

الصفحات

المؤتمر 16: إمتحان للعبقرية الصحراوية



القضية الوطنية تمر بمنعرج خطير وذلك ليس تهويلا أو تضخيما للحقيقة، فهل المؤتمرون يدركون ذلك؟ المسؤولية كاملة تقع على عاتق كل مؤتمرٍ مؤتمر عن ما سيصدر عن مؤتمر الشهيد امحمد خداد من خطط و سياسات واستراتجيات قابلة للتطبيق وعن الأداة الفعالة و الناجعة و القادرة على تحويل تلك المقررات الى حقائق ملموسة و مكاسب تقاس و ترى بالعين المجردة.

إننا لا نخشى المُكاشفة و المُصارحة بين المؤتمرين الذين يُفترض أنهم نخبة النخبة الصحراوية و زبدة الأطر الصحراوية، أو هكذا يتصور عامة الشعب الصحراوي، لا نخشى صراع الأفكار و حُمى وطيس النقاش فإننا نختلف و لكن لا نتخالف مادام الهدف هو الوصول الى أنجع السبل لعكس على أرض الواقع شعارالمؤتمر: “تصعيد القتال لطرد الإحتلال و استكمال السيادة”، فالخلاف مصدر الثراء و كما يقال: إذا تزاحمت العقول خرج الصواب، خاصة أن قدرا من النضج و الطلائعية و القدرة على التحليل و الإقناع و تشريح الواقع والإستشراف، تميز لا شك أغلبية المؤتمرين مما يضاعف عليهم عبء ليس فقط نجاح المؤتمر السادس عشر بل مصير الشعب الصحراوي في هذه المرحلة النهائية من كفاحه و التي هي من اخطر مراحله.

فالعدو الإسرائيلي بعد أن داس جهارا نهارا على شرف المغاربة يتحرش اليوم بشعوب المنطقة و يهدد شعبنا مباشرة و حلف الناتوأصبح عند خاصرتنا و ماهو إلا وقت و سيحط بكلكله في موريتانيا حيث كل التقارير والمعطيات تؤكد ذلك والولايات المتحدة الأمريكية عينها على كنز جبل”التروبيك” في الواجهة الأطلسية للصحراء الغربية مما زاد من ضغطها على إسبانيا لتأييد أطماع المغرب في أرضنا والدفع بالشركات العابرة للقارات لرسم خطط الإستلاء على الثروات بما يخدم سياسة الدول الغربية في المنطقة و الساحل الإفريقي من فوسفات و معادن ثمينة في الصحراء الغربية مرورا بغاز وذهب موريتانيا الى معادن “تاودن” للذهب في مالي و التي يعتبر إحتياطها هوالثالث عالميا الى خليج غينيا المصنف في الصحافة الأمريكية بخليج البترول و الذي سبق للرئيس بوش الإبن أن صرح أنه سنة 2025 سيكون بترول هذا الخليج بديلا لبترول الشرق الأوسط.

إن القضية الصحراوية أمام “سونامي” التكالب الدولي الذي يُرتب أوراقه منذ مدة طويلة لإخضاع منطقة الشمال الغربي الإفريقي و الساحل لمشيئتة. فقط الحرب الجارية في أوروبا عطلت الى الآن هذا السونامي ولذا تم الإتفاق غير المعلن بين القوى الغربية على تجميد قضيتنا الوطنية و وضعها في الرفوف الدولية كقضية و صراع “منخفض الحدة” لا يشكل خطرا. وإن سألنا عن السيد دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص أين هو؟ إنه ينام نوم أهل الكهف حتى أجل غير مسمى رغم أن الصحراويين لا يرجون منه خيرا و لو استفاق.

لانبالغ إذا كررنا أن الطلائع من أبناء الشعب الصحراوي المنعكفين على إيجاد الحلول و رسم استراتجيات مواجهة السونامي القادم يدركون حجم المخاطر كما يدركون أيضا بأن النظام المغربي في أضعف ضعف مما يتخيل المرء، و لا نبالغ أيضا أن الصحراويين من أقصى الشمال الأوروبي من السويد الى جزيرة لانثاروطي آخر نقط في القارة الأوروبية و من وادنون الى لكويرة و من أي مكان يوجد فيه صحراوي جميعهم، انظارهم موجهة الى المؤتمر الشعبي العام لجبهة البوليساريو و أعناقهم تشرئب لرؤية وحدة الصف و تعانق الرفاق و الخروج بقرارات تجعل من سُلم أولوياتها تفعيل مباديء و أفكار و سلوكات الجبهة الشعبية بتعزيز روح التضحية والإنتقال فكرا و روحا من حالة الإستقرار الملغوم على أرض الغير الى الإندفاعة الواعية و المدروسة في إتجاه الإنقضاض على العدو و إنهاء إحتلاله لأرض الوطن قبل أن تتعقد الأمور أكثر ونصبح أمام تحديات أخطر.

الآمال معلقة على العبقرية الصحراوية و أعين الشهداء تراقبكم أيها المؤتمرون فلا تخيبوا حلم أم الشهيد و زوجة الفقيد وأخت المعتقل و الأرامل و الجرحى و اليتامى من شعبكم البريئ العطوف الحنون. إرفعوا رأسه عاليا بين الأمم فكفى من عقد المؤتمر في “عوينة بن لكرع” فحان عقده في “عيون المَدلشي” بعاصمة الوطن.
إن التاريخ لا يرحم يا من تقررون بإسم الشعب الصحراوي الآن في مؤتمر الشهيد امحمد خداد ، كونوا عند حسن الظن.

بقلم: محمد فاضل محمد سالم الهيط

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...