القائمة الرئيسية

الصفحات

البوليساريو تفقد أحد أدمغتها الإدارية: المهدي محمد لمين في ذمة الله؛


في مثل هذا اليوم أعلن عن رحيل أحد أبناء الشعب الصحراوي المخلصين و الأوفياء، المرحوم المهدي محمد لمين، المدير الوطني للإحصاء بالجمهورية الصحراوية، الذي أصيب مؤخراً بمرض عضال، إستدعى رحلة علاج بدولة أوروبية
المهدي محمد لمين، شكل طيلة مساره العملي، نموذجاً حياً للإطار الجاد، الملتزم و المجتهد و المثابر، الذي كرس حياته خدمتاً لشعبه و أهدافه المشروعة، دون ملل ولا تراجع ولا تهاون، إلى أن كتب الله أمراً كان مفعول.
خالص التعازي و أطيب المواساة، لكافة أبناء شعبنا البطل، و من خلالهم إلى أسرة الراحل و رفاقه و زملائه ... ولا نقول إلا ما يرضى الله رب العالمين: إنا لله و إنا إليه راجعون.
أصدرت رئاسة الجمهورية بيانا تعزي فيه الشعب الصحراوي برحيل احد ابنائه الإطار المدير الوطني للإحصاء والوثائق الشخصية المهدي محمد لمين الذي وافاه الأجل المحتوم إثر مرض عضال .
وأضاف البيان أنه برحيل المهدي محمد لمين يكون الشعب الصحراوي قد فقد واحداً من رجالاته الأفذاذ، مناضلاً وطنياً مخلصاً، وإطاراً منضبطاً ملتزماً، ومسؤولاً مواظباً مثابراً. لقد أفنى المهدي شبابه في خدمة القضية الوطنية، بكل صدق وإخلاص وتفانٍ، بكل تواضع وتضحية وسخاء، حتى أقعده المرض اللعين.


نص البيان :الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
الرئاسة
التاريخ : 20 غشت 2022
بيـــــــــــــــــــــــــان
بسم الله الرحمن الرحيم
" مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا " صدق الله العظيم
ببالغ الحزن والأسى، بقلوب خاشعة راضية بقضاء الله وقدره، علمت رئاسة الجمهورية برحيل المغفور له بإذن الله، الأخ سيد المهدي محمد لمين سيد أحمد، المعروف بالمهدي، المكلف بالإحصاء الوطني والوثائق البيومترية في اللجنة الوطنية الصحراوية للاستفتاء.
ولد المهدي بتاريخ 25 ماي 1962، متزوج وأب لـطفلين. كان من الطلبة المتفوقين، ثم تلقى تكويناً عسكرياً، وعمل في المؤسسة العسكرية مدرباً، تخرجت على يده العديد من دفعات جيش التحرير الشعبي الصحراوي. بعدها أحيل للعمل في مهمة نضالية جديدة مطلع التسعينيات من القرن الماضي، فالتحق باللجنة الوطنية الصحراوية للاستفتاء، حيث قام مع رفاقه بعمل جبار في معركة تحديد الهوية.
مما لا شك فيه أن الشعب الصحراوي قد فقد واحداً من رجالاته الأفذاذ، مناضلاً وطنياً مخلصاً، وإطاراً منضبطاً ملتزماً، ومسؤولاً مواظباً مثابراً. لقد أفنى المهدي شبابه في خدمة القضية الوطنية، بكل صدق وإخلاص وتفانٍ، بكل تواضع وتضحية وسخاء، حتى أقعده المرض اللعين.
كان المهدي رحمه الله نموذجاً متميزاً للإطار الصحراوي، بما حباه الله من صبر وحكمة ورزانة، فاستطاع أن يجمع بين الجد والحزم والصرامة، بما تقتضيه مهمته النبيلة، البالغة الأهمية والحساسية، وبين الطيبة والبشاشة والابتسامة التي لا تكاد تفارق محياه.
لقد عمل الراحل مع طاقم متميز بإشراف الشهيد أمحمد خداد، في اللجنة الوطنية الصحراوية للاستفتاء، بصبر وثبات واستمرارية، بتواضع ومهنية عالية، من أجل بناء صرح وطني صحراوي، بلغ درجات عالية من الكفاءة والاقتدار في مجال الإدارة والإحصاء، هو أهل للتقدير والاحترام، ومصدر للفخر والاعتزاز.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد سيد المهدي محمد لمين سيد أحمد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن يتقبله شهيداً مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رفيقا. وتتقدم رئاسة الجمهورية بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى عائلة الفقيد المهدي وإلى الشعب الصحراوي قاطبة، سائلين العلي القدير أن يلهمنا جميعاً جميل الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب، إنا لله وإنا إليه راجعون.

المهدي محمد لمين أو مهدي "الإحصاء" كما عرفه كثيرون ، يرحل في صمتٍ ، كحال هدوءه الطاغي دوما ، إذ يأسرك الرجل بلطفه وإطلاعه وخفة ظله ولباقته ، فوق إتقانه لعمله وقدرته بذكاء متقد على معرفة كل جزئياته مهمته وتعقيداتها.
شكل رفقة فريق تقني إخصائي صحراوي تجربة نظيمة وإدارية وتقنية في واحدة من أكثر مؤسسات الدولة حساسية وأهمية ، فأستطاع أن يكون الحازم المهذب ، والصارم في حدود اللباقة ، والطيب الخلوق أياً كانت ظروف وأجواء تأدية واجبه النضالي .
ما يسترو الإحصاء بتعدد مراحله ، كان يخفي المهدي الإنسان المتواضع ، القريب من القلب ، رغم ان كثيرين يتفاجئون لمعرفته اليوم ذكرى وتأريخاً حافلاً ، ولم يكونوا بمسافة القرب تلك ، وما أكثر رجال أهل الصحرا ونساءهم من جيل الرجل أو ممن سبقوه وسيلحقون ضرورةً ، إذ نذروا أنفسهم لخدمة الناس ، ما كلفهم ذلك من ثمن أو تضحيات .
غاب الرجل عن الانظار خلال السنوات الأخيرة لمرضه ، لكنه لم يغب يوما عن بال من عرفوه وأحبوه وأدركوا تفانيه وإخلاصه ، وهو الذي ودع بالأمس باكياً رفيقه أمحمد خداد واليوم في ركبه حيث تتجدد الرحمات .
أتذكر مروره كل مساء جمعة رغم أنه يوم عطلة في المطلق ، إلا في مهمة كالتي نؤدي ، حاملاً قوائم المستفيدين من العائلات الصحراوية من برنامج تدابير الثقة من وإلى الأراضي المحتلة ومخيمات اللاجئين والتي تذاع حينها عبر الإذاعة الوطنية في ختام نشرات الأخبار ، من بين كثير مواقف ومحطات وضاءة للرجل رحمه الله .
رحم الله المهدي محمد لمين وأغفر له أللهم يارحمن يارحيم وتجاوز عنه ، وأرزق عائلته جميل الصبر والسلوان وللشعب الصحراوي قاطبةً وإنا لله وإنا إليه راجعون .

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...