ويسجل التاريخ بأن ليبيا اول من زود الصحراويين بالسلاح والعتاد الحربي وقدم الدعم السياسي والمادي للشعب الصحراوي وفتحت الجماهيرية ابوابها أمام الطلبة الصحراويين للتدريب والدراسة بالكليات العسكرية والمدارس والمعاهد.
وبدلا من رد هذا الجميل إلى الشعب الليبي وقيادته التاريخية طالعتنا وزارة الاعلام الصحراوية اليوم الخميس ببيان غريب مريب ويحمل في طياته من التحامل والجهل بتاريخ العلاقة بين القيادة الثورية في ليبيا والثورة الصحراوية في بداياتها الشيء الكثير.
وبالرغم من أن المقصود بالبيان القيادي الليبي السابق عبد السلام جلود المعروف بمواقفه الداعمة للشعب الصحراوي، كان من المفترض الإشادة بشهادته التاريخية التي تؤثق كلام ملك الاحتلال المغربي الهالك الحسن الثاني والتي يقول فيها بأن الصحراء الغربية ليست مغربية وأن النظام المغربي لديه ما يكفيه من الألغام والقنابل التي تكفيه عن خوض مغامرة خارج حدود المغرب.
هذه الشهادة تكفي لتجعل منها وزارة الاعلام الخبر العاجل وتحيطها بالتحليل والنقاش المستحق لفضح الاحتلال وتناقضاته.
لكن للأسف وقع العكس ما يجعلنا نضع البيان في خانة الرصاصة الخطاء في ظهر الصديق واختلاط الحابل بالنابل على وزارة يفترض فيها القراءة المتأنية للمواقف الدولية ومعرفة العدو من الصديق.
كما أن اللغة المتشنجة ومحاولات خلق أعداء جدد يناقض البحث عن نسج علاقات جديدة وترميم القديمة بما يمكن للدبلوماسية الصحراوية التي باتت محاصرة بسبب مثل هذه التصرفات والمواقف الارتجالية.
فمتى يستوعب القائمون على الشأن العام بأن عبثهم وصل مستويات خطيرة على القضية الوطنية.