الفهم: ب (الانبطاح الإسباني أمام المغرب). لا بد من تكبير زاوية الرؤية،و التذكير بأن الصراع بين المغرب واسبانيا هو صراع حدود،ليست الصحراء الغربية،البعيدة جغرافيا عن إسبانيا،جزءا منه، لكنها استعملت فيه كورقة للمساومة!! كيف تم ذلك؟
بالنسبة للمغرب. الصحراء الغربية هي: "قضية وطنية مقدسة لا يمكن المساومة عليها"!!
وبالنسبة لإسبانيا.(سبتة)، و(مليلية)، تعتبران : " أقصى حدود الاتحاد الأوروبي الجنوبية"!!
وكلما طالب المغرب الرسمي ب( بسبتة)، و(مليلية)، إلا وأشهرت إسبانيا؛ ورقة الصحراء الغربية، باعتبارها المستعمر السابق للأرض، وارغمت، بذلك، المغرب على التناسي،المؤقت، لوضع المدينتين، المحتلتين!!
وفي حين يذهب المغرب بعيدا في (التضحية)، بكل شيء، وأي شيء، من أجل التمسك بالصحراء الغربية، تفعل إسبانيا، الشىء نفسه، من أجل أن تظل مدينتي:(سبتة)، و(مليلية)، جزءا من إراضيها…!!
الاتفاق (الجديد)، بين المغرب واسبانيا، هو عبارة عن تجذر لحالة من النكران المتبادل، لحقيقة الصراع على (سبتة) و(مليلية)، استعملت فيه قضية، كبيرة، هي قضية الصحراء الغربية!!
رئيس الحكومة الإسبانية،الذي لم يضحي بشبر من بلاده، استخدم نسخة قديمة، معدلة، من اتفاقية مدريد الثلاثية (1975)، كعقد بيع عرفي، يجعل من الممكن أن يبتلع المغرب الصحراء الغربية، مقابل السكوت عن وضع معين في شمال المغرب، يسبب حالة من الضيق والحرج، لمدريد..
الشعب الصحراوي، الذي يراقب المشهد، بحرقة وحسرة،
يعرف بأن اسبانيا، هي مصدر مأساته،وبالتالي، لا يمكن لها -بأي حال من الأحوال- أن تكون مصدرا لسعادته،رغم ما تتدثر به من ألوان (الدعم الإنساني)...
هناك أمر مهم للغاية: هو إننا شعب نبيل، يحترم حرية اختيار الشعوب الأخرى في تدبير أمورها، وفق مصالحها؛ لكن، ليس على حساب حقوق الغير…
في النهاية.
و مهما طار الحمام….
ومهما حط الحمام….
ومهما يكن حجم (التضحيات)، ستبقى الكلمة الفيصل في الوضع النهائي للصحراء الغربية، بيد الشعب الصحراوي، وكذلك، بالنسبة للشعب المغربي، فيما يخص سبتة، ومليلية…
الأستاذ: ازعور إبراهيم