يبدو بأن الأوضاع في المغرب ليست على ما يرام، ولقد بات المغاربة محكومين بالظروف القاهرة التي تلاحقهم في كل مضامين حياتهم، فلا يجدوا بدا من الاستسلام لحالهم، ذلك أنهم سئموا من الشكوى والتذمر من المعاناة التي ظلت لصيقة بهم، وأوضاعهم التي أبت أن تتغير في ظل ظروف وأسباب تدفعهم إلى الاعتياد على واقعهم المرير، وهكذا بقي هذا الواقع مريرا دون وجود مؤشرات تؤكد على أنه يمكن أن يتغير نحو الأحسن تلكم هي حالة الاوضاع المزرية في المغرب
تسيُر الأوضاعُ في المغرب في مسارٍ مجهولٍ وغامض، وذلك راجع للعديد من الاسباب في مقدمتها الارادة السياسية نحو حل الازمات في المغرب ليبقى المواطن المغربي مرهونا وحبيسا لسياسات لاتخدمه في شي
وقد يبدو للعموم أن المغربَ يسير في طريقِ النمو، وأنه يملك إرادة قويةً للتقدمِ والتطور، لكن البحث في التفاصيل، التي تخص المجتمع المغربي سياسيا ,اقتصاديا واجتماعيا، كلها تؤكد على أن هذا المسار لا يبشر بخير
يبدو واضحا أن النظامَ في المغرب لا يهمه هذا المجتمع بالدرجة الأولى، بقدر ما يهمه أن ينالَ النصيبَ الأكبر من الأموالِ التي يُفترض أن يتمَ إنفاقها في مشاريعٍ من شأنها أن تسير بالمغرب وشعبه نحو الأمام، لكن سياسةَ "جوع كلبك يتبعك " التي ينتهجها النظام الملكي في المغرب واتباعه هيمنا بها على الشعب المغربي , الذي لا ينظر إلى أن واجبه الأول هو تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، النظام في المغرب هدفه نهب الثروات ومن الخيرات ما يكفي للقضاء على الفقر الذي يتضخم يوما بعد يوم، وما يكفي لإنشاءِ مشاريعٍ قد تقضي على البطالةِ في المغرب، وما يكفي من مستشفيات لمواجهةِ والحد من الأمراض، وما يكفي من مدارس للقضاء على الجهل هناك .
كان ذلك سيكون لو كان النظام الملكي في المغرب يعمل بواجب وضمير انساني يدفعه إلى القيام بالمسؤوليةِ الملقاة على عاتقهِ على أكملِ وجه، وتجاوز مسألة المصالح الفردية التي تجعله يسرق وينهب من المال العام، والمساهمة في نشر الفساد عن طريق الرشاوي المنتشرة في مختلف المؤسسات المغربية ، والتي تغذى بها المحسوبية والزبونية وشراء الذمم ، والتي تدفع بالمغرب إلى الهاوية في هذا المجال. كان ذلك سيكون لو كانت هناك إرادة سياسية قوية لتجاوز هذه العراقيل والسياسات الخبيثة والمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يتخبط فيها المغرب ، والبحث عن حلول للقضايا العالقة والشائكة، وكانت الأمور ستسير كما ينبغي، وسيصبح المغرب واحدا من الدول التي تبدي إرادة قوية لتغيير
الأوضاع المزرية على جميع الأصعدة، لكن ذلك لن يكون ممكنا في ظل هذا الواقع، والذي يؤكد على أن النظام الملكي في المغرب مصاب بهستيريا الخبث وخداع الشعب المغربي في شتى المجالات بسبب سوء التدبير والحكامة وغياب الديمقراطية وانتشار الفساد وترسيخ الجهل.
لقد بات التعليم في المغرب في أزمةٍ، ففقد بذلك بوصلة السير إلى الأمام، فأصبح التلاميذ والطلاب لا يملكون من الوعي ما يكفي لنقول عنهم إنهم متمدرسين، وباتوا خاضعين لذلك الجهل الذي ترسخه المنظومة التعليمية المغربية، ويتجلى الفشل في هذا السياق في المناهج التربوية التي يتم اعتمادها في هذا الباب خاصة بعد ادراج مواد من الثقافة الصهيونية ضمنها، ثم نمط التعليم الذي يقدمونه، والذي ما ينفك يكون سلبيا في عموميته، أما الأطر التدريسية فبدورها تحتاج إلى المزيد من التكوين والتشجيع والتحفيز لتعطي وتبذل ما في جهدها لتنشئة أجيال واعية، لكن المنظومة تدفعهم إلى الفشل عن طريق المخططات الفاشلة التي لا تشجع ولا تنمي الوعي في كل ما يتعلق بالتعليم، ومن ثم بات التعليم فاشلا.
عندما نتحدث عن مجال الصحة في المغرب، فأمر فشله لا يتناقش حوله اثنان، لأن واقع الصحة في المغرب يؤكد على أنه لا زل في طور الانجاز حسب ملاحظين ومتابعين للشان الصحي في المغرب وعلى نحو واسع، بل عبر عنه المواطن المغربي عكس ما يتشدق به النظام في المغرب ,كل المخططات التي تهم هذا الشأن باءت بالفشل، بسبب سوء التخطيط والإدارة والتدبير، فبات المواطن المغربي أمام أزمة صحية بكل المقاييس والدليل كشفت عنه جائحة كورونا
يبدو بأن الخدمات العمومية في المغرب ليست على الشكل المرغوب فيها، لأنها وبدون أدنى شك تساير المسار الفاشل للتعليم والصحة، هذه الخدمات كان مفترضا أن تقدم للمواطنين بشكل يرضيهم وبطرق مناسبة، لكن تظل المعاناة لصيقة بالمواطنين، وتتعقد الأمور كلما كانت الخدمة التي يريدها المواطن ذات أهمية، وبقدر أهميتها تتعقد مهمة حصوله عليها وخير دليل تصاعد الاحتججات والمظاهرات التي عمت مختلف المدن والقرى المغربية والتي لازل لهيبها متواصل الى يومنا هذا
وبصورة مختصرة كل المجالات في المغرب، تصب في خانة أن الحياة في المغرب تسير الى الاسوى ونحو المجهول وتزيد من معاناة الشعب المغربي التي ظلت لصيقة بهم مادام النظام الملكي في المغرب يواصل المكر والخداع ومستمر في سياسة الفساد والرشوة وشراء الذمم على حساب شعبه .