نجحت قوات المشير خليفة حفتر في إسقاط طائرة مسيرة تركية في محيط العاصمة الليبية، وهذا يؤكد الفشل الذريع للنموذج التركي من الطائرات دون طيار والتي تحاول أنقرة تسويقها للعالم وقد نجح هذا التسويق مع الاحتلال المغربي الذي ابرم صفقة لشراء عدد من هذا النوع من الطائرات لاستخدامها في حرب الصحراء الغربية.
حيث كان المغرب من بين أبرز الدول التي أثارت "بيرقدار TB2" اهتمامها، وفي أبريل/نيسان الماضي أعلنت الرباط اقتناء 13 من المسيرات التركية بمبلغ يقارب 80 مليون دولار، قائلة بأنه "سيتم توزيع هذه الطائرات على كامل مناطق البلاد" بما فيها إقليم الصحراء الغربية المحتلة. وأبرزت كذلك نيتها شراء النسخة المتطورة منها، "بيرقدار TB3"، التي من المرتقب أن تشرع أنقرة في تسويقها مع حلول 2023. هذا وأعلن المغرب شهر سبتمبر/ أيلول الماضي تسلم أول شحنة من المسيرة التركية.
لكن عملية إسقاط هذه الطائرة المسيرة في ليبيا، وهي الثانية في غضون 24 ساعة، عكس حجم الخلل في هذه الطائرة، خاصة أن تركيا الداعمة لحكومة الوفاق تعول عليها لتحقيق اختراق في صفوف قوات خليفة حفتر.
وأعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة لحفتر، تمكن منصات الدفاع الجوي من إسقاط طائرة مسيرة تركية في محيط منطقة سوق الخميس جنوب طرابلس.
ويأتي هذا بعد أقل من 24 ساعة على إعلان مماثل، عن إسقاط طائرة مسيرة من طراز "بيرقدار" التركية في محور جنوب العاصمة الليبية.
وكان خبراء عسكريون قد كشفوا في تقرير استخباري يوناني عن وجود عيوب أصلية في إنتاج طائرات "بيرقدار" التركية وعدم قدرتها على الاستمرار في العمل لفترة أطول. وتراهن أنقرة على الطائرة المسيرة في بسط نفوذها في المتوسط خاصة مع الاكتشافات الكبرى في مجال الغاز.
وسوّقت أنقرة في السنتين الأخيرتين لمجموعة من الصفقات تركز أغلبها مع قطر وليبيا، بالإضافة إلى صفقة أخرى مع أوكرانيا لبيع طائرات دون طيار من طراز بيرقدار (تي بي-1 وتي بي- 2).
وصناعة الطائرات المسيرة "الدرون" شهدت صعودا لافتا منذ أن سلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مفاتيحها إلى صهره المهندس سلجوق بيرقدار والشركة التركية للصناعات الدفاعية (بيكار).
وتُمثل بيرقدار تي بي 2 العمود الفقري للصناعة الجوية الدفاعية التركية، وأحد أكثر منتوجاتها مبيعا. لكنها اليوم تواجه انتكاسة لافتة بعد صدور تقارير موثّقة تكشف أن هذه الطائرة ليست بـ”الكمالية” التي يروّج لها النظام التركي. وكان أول من اعترف بذلك جنود أتراك فرّوا من بلادهم ليلة عملية الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016. وتأكدت صحة ذلك إثر عمليات إسقاط متتالية لطائرات من هذا النوع تعود ملكيتها إلى حكومة الوفاق في ليبيا.