القائمة الرئيسية

الصفحات

الصحراء الغربية مشكلة تصفية استعمار

صدقني هذا ليس من اختراعي، طبقا لمؤتمر برلين سنة 1884 والذي على ضوءه عملت القوى الأوربية على تقاسم إفريقيا، أصبحت الصحراء الغربية من نصيب إسبانيا، و نشير أنه في ذلك الزمن لم توجد أية سلطة مغربية على الصحراء الغربة " بدأت الحماية الاسبانية في سنة 1884 ثم سجلت الصحراء الاسبانية ضمن لائحة الدول التي لم تتمتع بعد باستقلالها، بموجب الفقرة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة ( أ) 1514 ملحق 3 .." (6). 

في نونبر سنة 1960 أعلن ممثل إسبانيا في الأمم المتحدة ألف مرة أن بلاده مستعدة للإدلاء بجميع المعلومات حول الصحراء الغربية، وفي 18 ماي 1961 قام الملحق بالممثل الاسباني في الأمم المتحدة و لأول مرة أمام لجنة المعلومات حول الدول التي لم تتمتع بعد باستقلالها بإعطاء معلومات حول الصحراء الغربية، و منذ 1961 و بمختلف المجالس المختصة قي الأمم المتحدة تولي اهتماما بملف الصحراء الغربية ، على أنه مشكل تصفية استعمار و تعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال، و بموجب قرار الأمم المتحدة 1514 ومن بعد ذلك واظبت إسبانيا على تقديم تقارير بانتظام حول مستعمرتها حتى سنة 1975. 

انطلاقا من 1965 طلبت الجمعية العامة من القوة التي تدير الإقليم إتخاذ الإجراءات الضرورية لإنهاء الاحتلال للصحراء الاسبانية.، إجراءات حددت من خلالها القرارات 2072 في نونبر 1966 و 2354 في 15 ديسمبر 1968 و 2591 في 16 ديسمبر 1969 و قرار 2711 في ديسمبر 1970. قرار 2983 في 14 ديسمبر 1972 و قرار 3162 في ديسمبر 1973. 

و في قرارها في 16 نونبر اللجنة الخاصة للأمم المتحدة " طلبت من الدولة المديرة للإقليم " إسبانيا " العمل على خلق و بدون اجل الشروط الملائمة لتقرير مصير الصحراء الاسبانية (الصحراء الغربية) " (7). 

و في ديسمبر من نفس السنة دعت الجمعية العامة " القوة المديرة إنهاء الاحتلال في أقرب وقت، و تماشيا مع إرادة ساكنة الإقليم و باستشارة مع الحكومة المغربية و الموريتانية بحكم أنهم أطراف معنية، و تنظيم استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة، يمكن سكان الإقليم من التعبير و بحرية في تقرير المصير و لهذا الغرض يجب : 

* توفر جو سياسي ملائم للاستفتاء والذي سيجري على أسس حرة و ديمقراطية يسمح بعودة المنفيين من الإقليم. 

* أخد جميع التدابير الضرورية لمشاركة ساكنة الإقليم فقط في الاستفتاء. 

* الكف عن أية محاولة لتعطيل تصفية إستعمار الصحراء الإسبانية. 

* توفير جميع التسهيلات الممكنة للجنة الأمم المتحدة من أجل المشاركة بفعالية في تنظيم و سير الاستفتاء " (8). 

ملاحظة، أخي، في هذا القرار لم تكن أية استشارة للدولة المغربية حول الصحراء الغربية، و يجب الإشارة أيضا أن ممثل المغرب " داي ولد سيدي بابا"، قد أعلن أثناء اجتماع اللجنة الخاصة في 17 يونيو 1966 بأديس أبابا ( اثيوبيا) أن " تؤكد الحكومة المغربية على أنه يجب تحرير جميع الأراضي التي تحت هيمنة الاستعمار الإسباني"، مضيفا " أن الحكومة المغربية تقترح استقلالها في أقرب الآجل " (9)، و خلال الدورة التي تلتها للجنة الخاصة أكد مفوض المغرب " على أنه منذ 1966 و المغرب يطالب بتقرير مصير سكان الصحراء الغربية و حرية الاستقلال" (10). 

هذه الإعلانات الصادرة عن الحكومة تكتسي صبغة قانونية، و كما عبر وزير الخارجية السيد بوطالب، على أن " المغرب و جيرانه قرروا الإتفاق على تسهيل تقرير مصير سكان الصحراء، وذلك بالتعاون مع المنظومة الدولية و القوة الإدارية، و لهذا فإن إسبانيا مدعوة إلى تنظيم إستفتاء يمكن سكان الصحراء من التعبير بكل حرية عن إرادتهم" (11). 

ما بين سنة 1967 و 1968 كررت الجمعية العامة الطلب إلى القوة المديرة للصحراء، وفي سنة 1969 تأسفت " بأن الإستشارة مع القوة المديرة أي إسبانيا لازالت جارية حيث أكدت هذه الأخيرة على عدم توفر الظروف الملائمة لتنظيم الإستفتاء" (12). 

و كررت الدعوة لإسبانيا بتنظيم إستفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، و في سنة 1970 لاحظت الجمعية العامة على أن الإستفتاء لم ينظم بعد، و دعت الدول إلى الكف عن الإستثمارات في الإقليم و الإعتراف بشرعية كفاح الصحراويين " ومن أجل تنظيم حق تقرير المصير و التعبير بكل حرية فعلى الدول التعاون بكل ما يلزمها لمروره في ظروف ملائمة" (13). 

وفي قرارها لسنة 1972، حثت الجمعية العامة على مبدأ تقرير المصير و الاستقلال للشعب الصحراوي، سنة بعد ذلك، و في قرار آخر عبرت عن تضامنها مع الشعب الصحراوي، وفي سنة 1973 الدول الثلاثية المجاورة للصحراء الغربية : المغرب، الجزائر، موريتانيا أكدوا " تمسكهم الغير قابل للتغيير بمبدأ تقرير المصير و أنهم يسهرون على أن يجري هذا المبدأ في جو يضمن لسكان الصحراء التعبير بكل حرية عن إرادتهم و ذلك طبقا لقرارات منظمة الأمم المتحدة " (14). 

و ما بين 1973 و 1974 يتضح أن الحكومة المغربية كانت متشبثة علنا و رسميا و تدعم الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال غير أنها غيرت رأيها منذ 1974 ، وسنعرف لماذا ذلك : بداية نظرا لظروف سياسية داخلية حيث أن الملكية كانت في خطر و بالتالي يجب خلق " عدو في الخارج " وذلك لحمايتها و تغيير إنتباه الشعب عن العرش، أقر أن الحسن الثاني كان حقا ذكيا، و لكن لا يجب حل مشكل عن طريق آخر، يصعب حتى اليوم إيجاد طريق لحله.

#رسالة_الى_اخي_المغربي كتاب لصاحبه #الفقيد_فاضل_اسماعيل_السويح الله يرحمه

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...