القائمة الرئيسية

الصفحات

السفير الصحراوي بالجزائر في حوار لـ المحور اليومي:المغرب يحاول إقحام الجزائر لتغيير طبيعة النزاع وكسب التعاطف الغربي


-المغرب أكبر ممول للجماعات الإرهابية بالمنطقة من عائدات "الحشيش"
قال السفير الصحراوي بالجزائر عبد القادر الطالب عمار، أن المغرب يعيش حالة "تخبط" غير مسبوقة جعلته يتخذ إجراءات عشوائية لصرف النظر عن أزماته الداخلية وكذا رفضه فكرة استقلال الصحراء الغربية، مؤكدا أن الملك محمد السادس غير من استراتيجيته تجاه القضية الصحراوية من خلال قطع العلاقات مع إيران ومحاولة جعل الجزائر طرفا مباشرا في النزاع لكسب ود "المعسكر الغربي" من أجل الدعم والحماية من أي موقف مستقبلا يخص القضية خاصة بعد قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2414 الذي دعا طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو إلى الحوار من أجل السلام دون شروط مسبقة وبحسن نية.
وقال السفير في حوار مع "المحور اليومي" إن المغرب يسعى من خلال فتح العديد من الجبهات إلى تغيير طبيعة النزاع في الصحراء الغربية وإخراجه من سياقه المسجل لدى الأمم المتحدة بأنه "قضية تصفية استعمار".
بداية، لماذا يُصرّ المغرب على إقحام الجزائر في قضية الصحراء الغربية؟
النظام المغربي بإقحامه الجزائر يحاول تحوير سير القضية وجوهرها والمتمثل في حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وأن الجزائر تسعى لبسط نفوذها بالمنطقة، وأكبر دليل على ذلك أن الجزائر ليست وحدها التي تقدم الدعم بل العديد من الدول الأخرى لكن بعدها الجغرافي يمنع المغرب من اتهامها مثلما يفعل مع الجزائر، حيث يمكن اعتبار هذه الاتهامات "دعاية مغرضة" ولا تتجاوز حدود المغرب، إذ يستخدمها النظام لكسب رضى شعبه وإغفاله عن مشاكله الداخلية، لأن باقي العالم يعلم الحقيقة وهو ما تأكد بقرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن الذي وضّح طرفي النزاع الحقيقيين وهما جبهة البوليساريو والمغرب.د
ماهي الخلفيات الحقيقية التي استند عليها المغرب لقطع علاقاته مع إيران؟
في الحقيقة، المغرب يعيش تناقضا وتضاربا في مواقفه، فبعدما أقرّ في الفترة الأخيرة بأن سياسة الكرسي الشاغر والقطيعة وقطع العلاقات الدبلوماسية لا يفيد ناقض نفسه وطالب بالانضمام للاتحاد الإفريقي وأعاد العلاقات الدبلوماسية مع كوبا بالرغم من علمه أن هذه الأطراف تقدم الدعم والمساندة لجبهة البوليساريو، وها هو يقدم اليوم على موقف معاكس بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بحجة غير موجودة" هي - كما يزعم - "تقديم طهران دعما" لجبهة البوليساريو، حيث يبحث عن مقابل هذه الاتهامات دعم لاحتلاله للصحراء الغربية وإبعاد الضغط الممارس عليه وتحويله للصحراويين والاستفادة من هذه الوضعية الجديدة مثلما فعلها من قبل، أما بالنسبة لهذه الاتهامات فهي "باطلة بالحجة والدليل" إذ "لا توجد أية علاقة عسكرية، لا في التدريب ولا في التسليح بين جبهة البوليساريو وجيشها مع إيران أو حزب الله" كما أن "الشيء المطمئن هو أن الأسس التي يعتمد عليها المغرب باطلة وكاذبة وكل المراقبين الدوليين وحتى القوى الغربية التي حاول المغرب التودد إليها يعلمون جيدا أن هذا كله باطل ولا أساس له من الصحة"، كما أن "هناك نوايا أخرى لقرار المغرب قطع علاقاته مع إيران، وهي محاولته الاصطفاف مع فريق معين لكسب الدعم والتأييد والحماية من أي موقف قادم فيما يخص القضية الصحراوية".
ما هو موقفكم من قرار مجلس الأمن الدولي وما مدى تأثير المبعوث الأممي الجديد؟
اللائحة الأممية الأخيرة تعتبر تقدما بعد حالة الجمود التي يعرفها الملف، حيث تمثل قطيعة مع القرارات السابقة وهو ما سجلناه عندما نستمع لشرح مواقف بعض الدول" والتي أجمعت في مجملها على أن "حالة النزاع في الصحراء الغربية أصبحت مثالا لحالات النزاعات المجمدة وأن بعثة المينورسو تعمل دون غايات سياسية، وهذا غير مقبول ولا بد من رؤية أخرى" لتحقق تقدما بعد 45 عاما من عمر النزاع، حيث أنه بالنظر لاستمرار حالة الانسداد والجمود في ملف القضية الصحراوية "أصبح اتخاذ إجراء ملموس ومحدد وحصول تقدم لازم، خاصة بعد سقوط كل الحجج التي استعملت من أجل تأجيل مفاوضات التسوية السياسية، لهذا فإن تصرف مجلس الأمن بهذا الشكل كان لازما لوضع حد للتهديدات التي يقوم بها النظام المغربي والذهاب نحو إيجاد حل سياسي سلمي للنزاع"، ولهذا يجب على مجلس الأمن والمجتمع الدولي التصرف بشكل "جدي وقوي" تجاه الطرف المعرقل للمفاوضات وهو المغرب وفرنسا الداعمة له، والتي "كلما كان هناك تقدم إلا وتعمل فرنسا على عرقلته"، ونحن مع الدخول في مفاوضات مباشرة تنفيذا لتوصيات مجلس الأمن الدولي من منطلق "قضية تصفية استعمار مثلما هو واضح ومسجل لدى الأمم المتحدة" عكس ما يدعيه المحتل المغربي الذي "يحاول تغيير طبيعة النزاع"، أما بالنسبة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، فله أسلوب خاص وكذا شبكة معارف واسعة بحكم المناصب التي تقلدها سابقا، حيث وسع المشاورات مع أطراف أخرى مثل الاتحادين الإفريقي والأوروبي، إضافة إلى بحثه في الإشكالات القائمة وكيفيات التأثير، وركز على أن يحظى بدعم مجلس الأمن حتى يمكنه أن يحقق تقدما".
المغرب يتهمكم بالدّوس على الاتفاقيات وانتهاك المناطق العازلة...ما تعليقكم؟
هذه الاتهامات لم نكلف أنفسنا حتى الإجابة عليها، بل ردت عليها الأمم المتحدة نفسها، حيث أكدت أن الأراضي الصحراوية المحررة، بير لحلو وتيفاريتي لا تقعان ضمن المنطقة العازلة الكركرات مثل ما يزعم المغرب، حيث صرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الأممي، ستيفان دوجاريك، خلال ندوته الصحفية قائلا "يمكننا القول إن منطقتي بير لحلو وتيفاريتي لا تقعان ضمن المنطقة العازلة"، وهو ما يعتبر تفنيدا قاطعا للادعاءات التي كان يريد المغرب من خلالها إدراج هاتين المنطقتين الموجودتين تحت إدارة الحكومة الصحراوية ضمن هذه المنطقة الموضوعة تحت مراقبة الأمم المتحدة، حيث يقوم المغرب بحملة لنشر معلومات مضللة حول الوضع بالميدان من خلال محاولته خلط الأمور بخصوص المعطيات الجغرافية لهذه المنطقة.
ماذا عن الموقف الخليجي من القضية الصحراوية؟
دول الخليج يمكن أن نعتبرها دولا عربية وإسلامية، لكن يجب عليها العودة للسير بالشريعة في مواقفها، والدفاع عن الشرعية دون خلفيات والاقتداء بالموقف الكويتي الذي ننوه به من خلال السعي للصلح والاقتداء بالآية الكريمة "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"، حيث أبرز مندوب دولة الكويت لدى الأمم المتحدة، في تدخله أثناء الجلسة الخاصة بقضية الصحراء الغربية في مجلس الأمن الدولي، أن "دولة الكويت صوتت لصالح مشروع القرار نظرا لأنه يعكس رغبة الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر لاستئناف الحوار السياسي بين المغرب وجبهة البوليساريو، ونظرا لقناعتها بأن وجود بعثة "المينورسو" في هذه الظروف أمر في غاية الأهمية ويسهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة".
المغرب يتهم تكرارا البوليساريو بالإرهاب ... كيف تعلقون على هذه الاتهامات؟
المغرب لا يدخر أي طريقة وأي جهد لمحاولة كسب التضامن معه ضد الجمهورية الصحراوية، بتشويه صورتها وإلصاق تهمة الإرهاب بها من خلال نسب العديد من الأسماء الناشطة في الجماعات الإرهابية إلى البوليساريو، مع تجاهل تورط المغاربة في أغلب القضايا والهجمات الإرهابية عبر مختلف دول العالم خاصة في أوروبا، كما أن النظام المغربي متورط بصفة مباشرة في قضايا خاصة بالجريمة المنظمة من خلال تمويل الجماعات الإرهابية من عائدات المخدرات التي تعتبر أهم مصادر الدخل لخزائن المخزن بشهادة المنظمات الدولية، أي تصل إلى 23 مليار دولار سنويا يحول جزء منها لتمويل أجندات خاصة.
حاوره: أسامة سبع
المصدر المحور

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...