القائمة الرئيسية

الصفحات

ملتقى حوار الأديان من أجل السلام فضاء لتبادل الآراء ولإبراز نقاط التوافق بين الديانات

رغم الاختلافات العقائدية بين المجتمعات , تبقى نقاط التوافق والانسجام قائمة , ولكن لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال حوار بناء وهادف يقوي العلاقات بين تلك المجتمعات , وهو ما يحتاج إلى كثير من التعقل والحكمة والإنصات إلى رأي الآخر بغية الوصول إلى ما يجمع المنتمين إلى ديانات مختلفة ويوحدهم من أجل تحقيق أهداف إنسانية في مقدمتها نبذ الظلم والكراهية ومؤازرة المظلوم.ولعل ملتقى الأديان الذي تحتضنه مخيمات اللاجئين الصحراويين منذ سبع سنوات قد حقق خطوات في هذا الاتجاه ـ حسب مشاركين ومهتمين بموضوع الحوارـ , فأصبح فضاء للنقاش وتبادل الآراء بين مسلمين ومسيحيين ,كل طرف يصرح بأنه أصبح أكثر فهما للآخر ,الشيء الذي يحقق التكامل ويوحد الجهود لخدمة القضايا الإنسانية وفي مقدمتها تحرير الإنسان والشعوب وتحقيق السلام .

افتتاح الملتقى .. كلمات ومداخلات
في قاعة المحاضرات بالشهيدة النعجة , وبحضور مشاركين من الديانتين الإسلامية والمسيحية , من بينهم مهتمون ورجال دين وآخرون في مناصب سياسية , أفتتح الملتقى السابع لحوار الأديان من أجل السلام بكلمة ترحيب لمديرة مركز الشهيدة النعجة ,ثم تلتها كلمات كل من :
ـ الأمين العام لاتحاد الشبيبة الصحراوية 
ـ الوزير الأول الصحراوي 
ـ كلمة الوفد الأمريكي, 
ثم أعقب ذلك مداخلات لرجال دين جزائريين وأميركيين , وتطرقت تلك الكلمات والمداخلات إلى الهدف من تنظيم الحوار وأهميته , وركز بعضها على الموضوع المخصص للنقاش في الملتقى السابع , وهو سيرة النبي موسى . 
.
محاضرات .. قصة موسى في القرآن والإنجيل والتوراة 
قدم مجموعة من المشاييخ والمهتمين والقساوسة محاضرات تطرقت إلى جوانب من حياة النبي موسى عليه السلام , وذلك حسب ما وردت في الكتاب الذي يؤمن كل واحد منهم به.

حمة المهدي ـ أستاذ و محاضر قدم محاضرة بعنوان " ومضات مضيئة عن حياة النبي موسى ", يتحدث عن المشاركة الصحراوية في الملتقى ويقول :

المشاركة الصحراوية في الملتقى السابع لحوار الأديان من أجل السلام , تهدف إلى إثراء النقاش ومضمون الحوار وهي محاضرة على جزئيين , الأول تتبعتموه وكان تحت عنوان "ومضات مضيئة من حياة النبي عليه السلام ", والثاني يحمل عنوان " موسى في القرآن الكريم ".

الشيخ أبو عبد الجليل من الجزائر قدم محاضرة عن حياة النبي موسى عليه السلام منذ الولادة إلى أن صبح نبيا مكلفا بتبليغ رسالة الله إلى قومه , وقسم حياة النبي إلى ثلاث مراحل , الأولى وهو طفل يعثر عليه في تابوت ويجلب إلى قصر فرعون أين ترعرع , والثانية وهي فترة الشباب والخروج من مصر خوفا على نفسه من بطش فرعون , والثالثة وهي مخاطبة ربه له و إخباره له بنبوته ودعمه له لإبلاغ رسالته , كما تطرق المحاضر إلى معاناته التي واجهها بسبب تنكر اليهود لعهودهم له 

الشيخ الحاج عيسى من الجزائر تطرق هو الآخر إلى جزء من حياة النبي موسى, وهي قصته بعد الخروج من مصر ونبه المشاركين إلى أنه أكثر الأنبياء ذكرا في القرآن الكريم وبين أوجه التشابه بين دعوة موسى عليه السلام ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم .

جانيت ـ من الولايات المتحدة ـ تحدثت عن قصة موسى كما وردت في الإنجيل ومعاناته في الصحراء وصبره لتعود إلى الحاضر وتتحدث عن الشعب الصحراوي وصبره وكيف أن القدر قاده إلى هذا الوضع الصعب الذي يعيشه متحملا الصعاب في سبيل تحقيق حريته وإعطاء المثل للشعوب الأخرى.

مداخلات وملاحظات
تدخل عدد من المشاركين للرد على بعض الشروحات التي وردت خلال استعراض المحاضرين لمادتهم . 
الشيخ الحاج عيسى من الجزائر أشار إلى أن هناك تشابه بين رسالة النبي موسى ورسالة محمد , فكلاهما جاء بشريعة لكن عيسى لم يات بشريعة , واستعرض ما تميز به محمد عن موسى كإخباره عن العالم قبل نهايته , ونبه المتدخل إلى أن بعض الترجمات تورد بعض المغالطات . 

الشيخ أبو عبد الجليل ذكر الحاضرين بأن أنبياء الله يشكلون سلسلة واحدة متواصلة كلهم يتلقون رسائلهم من الله , ولاحظ على بعض المتحدثين من المسيحيين التوقف في الحديث عند النبي عيسى عليه السلام " كأن الأنبياء ومهمتهم انتهت بعيسى عليه السلام ",وتابع قائلا : الهدف من الحوار هو الوصول إلى وحدة ولا يمكن أن يتحقق ذلك مادامت هناك خلافات. . 

جيف هيز من الولايات المتحدة , قال بأنه قضى أربعين سنة في قراءة الإنجيل وخمسة وثلاثين سنة في قراءة القرآن , وأضاف قائلا :" أحب الحوار لإبراز النقاط المشتركة , و لا أوافق على منهج الهجوم , من طرف أو آخر. 

الأستاذ احمد محمود خون من الجزائر أشار في مداخلة إلى أنه قد حان الوقت لاختيار موضوعات جديدة لطرحها للنقاش في الملتقيات القادمة كموضوع العدل في الديانات والحرية وغيرها .

انطباعات 
بعد سبع سنوات من تنظيم الحدث, سألنا بعض المشاركين ـ الذين من بينهم من واكب الحدث وساهم بمحاضرات لإثراء النقاش وتشجيع الحوار ـ حول أهمية الملتقى والنتائج التي حققها ورؤيتهم المستقبلية للحوار ومادته . 
حمة المهدي يقول بشأن ملتقى حوار الأديان : 
لقد كان حوار الأديان ومازال حوار مفيدا , لأنه مناسبة يلتقي فيها مهتمون من أتباع الديانات السماوية , ويجري بينهم نقاش جدي حول بعض القضايا , وكانت القضية الصحراوية حاضرة , فالمتدخلون يتطرقون إلى واقع الشعب الصحراوي ويربطون معاناتهم , بالمعاناة التي عاشها الأنبياء والمرسلون في سبيل تبليغهم رسالاتهم , كما أن الملتقى يتطرق إلى جوانب إنسانية وسلوكيات مدانة كالظلم والاضطهاد , وفي هذا الإطار يسلط الضوء على الشعب الصحراوي وما يتعرض له من ظلم ,.أتمنى أن يستمر حوار الأديان , وأن تطرق موضوعات آنية , 
وان يلامس النقاش واقع الناس حاليا ويعالج قضاياهم الراهنة بدل الاستمرار في سرد تاريخي لنصوص مقدسة , فهناك موضوعات كالظلم ونظرة الديانات إليه ,و الاستعمار و التشريد واللجوء , وبهذا سيكون النقاش له فوائد بتوجيه الناس وشد انتباههم لمعالجة قضايا الحاضر لضمان مستقبل آمن وخال من الظلم والاضطهاد .

مري سانر, أمريكية تشارك في الملتقى منذ أربع سنوات , تقول عن ملتقى الحوار :
أثمن هذا النوع من الحوارات , وإنها لفرصة للاستماع لما يقوله الآخر , عن القرآن الكريم والإنجيل , وعن النبي موسى , واعتقد أن هناك تشابها بين الديانتين , فنحن نؤمن بأن هناك الاها واحدا , والهدف من الحوار هو التفاهم من اجل خدمة السلام , أحيانا يجهل بعض الناس الهدف من النقاش ويركزون على نقاط الجدل والخلاف , ولكن الهدف عندي هو الاطلاع على نقاط التلاقي والقيم , مثل حب الناس ومساعدتها, والسير في الطريق الصحيح , إنها مناسبة ليتعلم كل منا من الآخر ,فيما يخص مادة النقاش, اعتقد انه من المهم اختيار موضوعاته , وجعلها أكثر تحديدا لكي لا يفتح النقاش بشكل لا يتناسب مع المدة الزمنية القصيرة للملتقى , وهي ثلاثة أيام . .

محمد أمربيه ـ خريج كلية الشريعة جامعة باتنة يتمنى أن يحقق الملتقى الهدف الذي وجد من أجله ويقول :
إنه الملتقى السابع من نوعه الذي ينظم في المخيمات من أجل تشجيع الحوار بين الأديان , وهو حوار جيد , وأتمنى أن يفضي إلى الهدف الذي أنشئ من اجله , وهو التقارب بين الأديان وإزالة الخلافات بينها والكثير من أسباب الصدامات والصراعات في العالم .. 

ميخائيل فولكلرـ شاب من الولايات المتحدة ـ يشارك لأول مرة في الملتقى , يقول بأنه اكتشف الكثير من النقاط المشتركة بين الديانتين ويقول:
إنها أول مشاركة لي في ملتقى حوار الأديان , وهو حدث هام , فأنا لدي خلفية دينية ومطلع على الكثير من جوانب حياة النبي موسى , الأمر الايجابي هو أن نلتقي ونتبادل الأفكار , وقد اكتشفت أن لدينا الكثير من النقاط المشتركة كمسيحيين ومسلمين.
.

الأستاذ أحمد محمود خونا ـ من الجزائرـ يقول أن ملتقى الحوار يحقق الخير وينشر ثقافة التفاهم بين الديانات , وقد تعلم منه الكثير حيث يقول : 
ملتقى الأديان هو لحظة من لحظات الإبداع الصحراوي , لان الصحراويين استطاعوا على ارض اللجوء, وفي الحالة التي تمر بها قضيتهم أن يقيموا على هامش الأحداث , وبعيدا عن السياسة ومعارك الجدل حوارا راقيا يهدف إلى تحقيق التقارب وفهم الدين , وهذا الفهم من خلاله يتم إرسال رسائل جيدة عن الإسلام وعن المسلمين من خلال محاورة طائفة من المسيحيين البروتستانت الانجيليين , ولكن استطاعوا من خلال هذا الملتقى أن يوصلوا رسائل جيدة , ونحن من خلال حوار القساوسة الذين كنا نظن أنهم على شيء من الاطلاع , وجدنا أن ثقافتهم كانت ضحلة عن الإسلام وعن المسلمين , وصرحوا لنا أساتذة جامعات ودكاتر كبار في السن والمستوى العلمي أنهم اكتشفوا أشياء جديدة بعد مجيئهم إلى مخيمات اللاجئين ومشاركتهم في الحوار تحت هذه القاعة المتواضعة ,وأن هذه الأشياء غيرت من حياتهم ونظرتهم نحو المسلمين و الإسلام , و نحو الجزائر والصحراء الغربية , فطيلة سبع سنوات ـ حقيقةـ وهم يسرون على الحضور, ومن لم يحضر منهم يرسل اعتذاره عن تغيبه , وهذا شيء ايجابي بالنسبة لنا كمسلمين , ونرى انه يحقق الدعوة إلى الإسلام , لان الدعوة ليست هي الدعوة داخل المسلمين ـ وهذه تسمى بالنصيحة والإرشاد ـ ولكن ـ حقيقة ـ الدعوة هو أن تدعو غير المسلم إلى أن يستمع إلى القرآن الكريم .ـ فبين قوسيين ـ حوار الأديان عبارة أصبحت تخيف الكثير من الدعاة من بعض المسلمين , ولكن نحن نطمئن الجميع بأننا كجزائريين وصحراويين مسلمين ولا خوف على ديننا أو أن يلحقنا ضرر من هذا الحوار. فهو حوار مفيد لان الشعب الصحراوي , ومن يأتي من النخب المشاركة من الدول هم على تمسك جيد بدينهم, وعلى فهم كذلك به , ومن المضحك أنني وجدت بعض المشاركين في الملتقى قالوا أنهم استفادوا في الإسلام واكتشفوا أشياء لم يكونوا على علم بها بفضل المحاضرات التي يلقيها المشاييخ , وخاصة حول قصص الأنبياء " عيسى ومحمد, و إبراهيم , وموسى , وموضوعات مختلفة كانت تفيد المسلمين سواء كانوا من الصحراويين أو من غيرهم , خلال مشاركتي في الكثير من الملتقيات استفدت كثيرا ووجدت أنني كنت جاهلا لكثير من المعاني في الديانات الأخرى كالإنجيل والتوراة , وأضفت إلى مكتبتي كتبا جديدة ـ ولا يشك احد بأنني سوف أضل , وإنما سأزداد معرفة , ودفعني هذا أيضا إلى تعلم اللغة الانكليزية التي ادرسها لآن , فالملتقى كان خيرا كله , ونتمنى أن يديمه الله بما فيه الخير لجميع المشاركين.


جيف هيزـ مترجم ومهتم بدراسة الديانات يتحدث عن أهمية الحوار ويقول:
هذه المرة السادسة التي أشارك فيها في ملتقى حوار الأديان من أجل السلام , وحسب متابعتي لمجريات النقاش , أرى أن اجتماع الطرفين من الديانتين المسيحية والإسلامية يسمح لكل منهما بالتعرف على الآراء وتكوين الصداقات , وارى أيضا في الاجتماعات الحوارية التي تعقد بين الأئمة والقساوسة فائدة , ففي الاجتماعات شبه المغلقة نتكلم بحرية أكثر , ونطرح الأسئلة العميقة التي لدينا حول المحاضرات التي تقدم , أو الآراء الخاصة للطرف الآخر, وطبعا هذا يفيد في بناء الصداقة والتفاهم والعلاقات الأحسن مع بعضنا البعض .

ورشتان حول الزواج في الديانتين 

على هامش الملتقى نظمت ورشتان حول الزواج في الديانتين الإسلامية والمسيحية , وكانت مناسبة ليتعرف أتباع كل من الديانتين على طبيعة الزواج ,وقد ابرز المشاييخ خصوصية الزواج في الإسلام , وما أحاطه من قدسية حيث وضعه بمثابة العبادة , واعتبره نصف الدين, كما تطرقوا إلى الحقوق والواجبات لكل من الزوجة والزوج وما يترتب عنها .

توصيات ورسائل
ثلاثة أيام من الحوار و النقاش توجت ببيان وإصدار توصيات , كما وجه المؤتمر رسائل إلى رؤساء دول ومنظمات من أجل الوقوف إلى جانب الحق وإنصاف الشعب الصحراوي من خلال مساعدته على تقرير مصيره , وكانت التوصيات على الشكل التالي :
ـ ضرورة مواصلة الحوار بين الديانات 
ـ النظر في طرق موضوعات جديدة وآنية في الملتقيات القادمة , . 
أما الرسائل فقد وجهت إلى كل من :
ـ الرئيس الأمريكي 
ـ الرئيس الفرنسي 
ـ مجلس الأمن الدولي
ـ البرلمان الأوروبي 
ـ منظمة الوحدة الإفريقية

المصدر : اسبوعية الصحراء الحرة

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...