القائمة الرئيسية

الصفحات

الفراغ "مطية" الانحراف في شبكات الجريمة و حبال التطرف..?


الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية في ظل الازمة الدولية والبحث عن مخرج للكثير من المشاكل والمصاعب التي يمر بها العالم من حولنا و المنطقة المغاربية بصفة عامة امام "انسداد الافق" في تسوية للقضية الوطنية وما يغذيها من عوامل في مقدمتها عدو يتربص بنا الدوائر وسماء مفتوحة ( فضائات، انترنيت..) واجواء غير مواتية ،خاصة بالنسبة لشعب شمخ  شبابه في ظل انعدام فرص العمل والتوظيف، وشب في واقع  باتت الغلبة فيه  لثقافة الاستهلاك و مطالب السوق على غيرها من القيم والمبادى...كلها عوامل  بنظر المراقبين والدارسين، تدفع بالشباب وغيرهم  الى ركوب جياد "التطرف والانحراف"في غياب "بيئة خطاب تعبوي "قادر على الإمساك بزمام السفينة من الجنوح في "المطبات و المزالق" في ظل فقدان"مصداقية" الخطاب السياسي ..
فضبابية عدم وجود حل والجمود "المستديم" وهبوب رياح البحث عن التغيير تحت مسميات وذرائع متعددة يسود فيها "خطاب مواجهة "الفساد واقامة العدالة الاجتماعية ورفع المظالم بدل خطاب السبعينيات والستنيات القائم على مواجهة الاستعمار والتحرير من ربق العبودية وترسيخ مكانة الهوية الوطنية، والذي وجد في المجتمعات وقواها الحية الاذان الصاغية والبئية الخصبة
  فلماذا افلح ذاك وانتكسح الاخر ، الاكيد ان الطبيعة لا تقبل الفراغ كيف ما كان نوعه او مظاهره،وان قوة الاخر وضعف الثاني متاتي من فراغ  سواء في المحتوى او في الاسلوب او كلاهما
ورغم البون الشاسع بين مفردات الخطابين الا ان ثمة خيط رفيع بينهما في "المنهل" مع الاختلاف في الاسلوب بحسب البعض .
فمثلا جبهة البوليساريو التي اتخذت من مبادئ وقيم التحرير واقامة الدولة الصحراوية المستقلة والترسيخ لعروبة واصالة الشعب الصحراوي،عبر اسلوب الكفاح المسلح،هي اليوم مطالبة ب"تأصيل" ذلك الخطاب وتكريسه عبر ممارسات عملية "مبتدعة" خاصة في مواجهة "النمطية والجمود" التي نتجت  عن سنوات من الانتظار بفعل وقف اطلاق النار وجمود مسار التسوية 
فما يطلق عليه ب"الربيع العربي" ليس سوى ردة فعل على "فراغ ملموس و مواجهة متأصلة " لعقلية الفساد والظلم وعودة لصحوة ضمير الانسان من اجل اقامة مثل العدالة
والدمقراطية والمواطنة  ورفع ظلم تسببت فيه "نمطية" في التسير والادارة في كثير من الانظمة التي فشلت في تطوير وتكييف نفسها مع مستجدات وتطورات
العالم ..
فعادت الشعوب لذاتها ونهلت من ذات المبادئ والقيم التي من اجلها حمل الاجداد السلاح وطردوا المستعمر عندما هبت رياح تصفية الاستعمار وحركة المقاومة في بداية القرن العشرين و كأن التاريخ يعيد نفسه لكن باساليب متغيرة وفي صور مغايرة .
 بقلم عابر سبيل  

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...