القائمة الرئيسية

الصفحات


إذا كان الوهم ضربا من الخيال وطيفا من السراب ، فلماذا ندرس أولادنا الخيال ونقص عليهم قصص الخيال ونسمح لهم بمشاهدة الخيال ، ولعل بعض الخيال يكون حقيقة إن لم يكن ترهات أو خزعبلات ، وأحيانا يصنع الإنسان أشياء فتكون عند غيره خيالا وأحيانا يتحقق ما كان خيالا وذلك لأن الإنسان يؤمن بالمنطق والعقل من حيث لا يعلم أن المنطق والعقل مخلوقان خلقهما الله، إذًا كيف المنطق وهو مخلوق بل وكيف العقل وهو مخلوق أوليس المخلوق يعجز عن أشياء كثيرة لا يستطيع أن يدركها لماذا لأنه مخلوق والإنسان يتصور أشياء يقتنع بها أولا يقتنع  لأنه الذهن البشري المحدود رأيه يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب ، لكن الإنسان الذي يلهث وراء المنطق والعقل يغفل عن الحكمة والنفس فيضر نفسه من حيث لايدري أما الحكمة فهي ضالة المؤمن حيثما وجدها أخذها قال تعالى ( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) وأما النفس ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِيَ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) وقوله تعالى ( ولا أقسم بالنفس اللوامة ) وقوله عز من قائل ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ...) وقوله ( قد أفلح من زكاها وقدخاب من دساها ) .
 إذا كان الاعتماد على العقل والمنطق ولاسيما إذا كان بمنطق القوة كفرعون الذي قال ( وما أريكم إلا ما أرى ) ، ( وهذه الأنهار تجري من تحتي ) فأجراها الله من فوقه حتى أدركه الغرق ففاق وقالت آمنت بعد فوات الأوان ، ومن هنا ما آن لخلف المنطقيين العقلانيين بمنطق القوة أن يعتبروا بأسلافهم لئلا يقعوا فيما وقعوا فيه، وهي عبرة لكل متجبر كفار..
 أما آن لملك المغرب أن يعتبر بأسلافه بل بأبيه الذي خفقت آماله ومنطقه حتى توفاه الأجل أولم يجعل قضية الصحراء الغربية لقمة سائغة بمنطقه فصارت علية حنظلا عصية يريد أن يمجها فما استطاع فورثها لابنه وكأنها وخز الإبر ليتعافى بها من المرض  فأصبح لا هو حي بها فيرجى ولا بها ميت فينعى لأنه جعلها قضية وهمية من الخيال فإذا بها كقضية بني شيبان عند ذي قرن أرادهم ملك روم لقمة فجعلوه مضغة ، لأن أحيانا يكون للخيال أشباح يسببون الوهن والجنون للمتخيل ، فيصيروا يتخبط من المس ليوهم غيره من العالم ليستنصر ه ، لأن الضحية لأهلها وفية تعمل بالنية وتقدم نفسها فدائية وتقول كلمتها علانية حتى تموت موتتا سوية  خير ذلك من عتبةالعبودية إلا لرب البريئة ، وهذا مصير كل عدوانية ، أو ليس من الحسن أن يؤخذ بعقل وحكمة بلقيسة - إن الملوك - أهكذا عرشك ،  العقل  :  كأنه هو ، ثم : آمنت مع سليمان ،   وبهذا نجت وقومها من الهلاك لأنها ابتعدت عن الخيال ومنطق القوة ودولة الوهم ، ومن هنا يعلم الجميع أن قضية الصحراء الغربية لم تكن يوما وهما ولا خيالا فهي حقيقة قائمة برجالها وأبطالها و إذا كانت خيالا فلها أشباح يجعلون من الخيال حقيقة ومن المفترس الغاصب مهبولامنخوسا منحوسا منكوسا موكوسا  مخبولا فينقلب السحر على الساحر ويرجع المفترس ذئبا مهووسا مغبونا 

                                    الاستاذ : سيدي سالم بهاهة

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...