الكل في محافظات غزة يعيش الأزمة الحالية المتمثلة في انقطاع المحروقات ، وكذلك الغاز المنزلي ، هذه الأزمة التي أثرت سلباً على معظم مناحي الحياة ، إضافة إلى تهديد حياة المواطنين وخاصة المرضي منهم نتيجة عدم توفر المحروقات في المشافي والمراكز الطبية .
بين الحين والآخر تدخل كميات بسيطة من المحروقات للقطاع ، ويتم تزويد المحطات بها ، هذه المحطات التي من المفروض أن تزودها للمواطن مقابل المال ، ووفقاً للتسعيرة التي تحددها الجهات الرسمية ، وكذلك العمل على عدم حجب هذه المواد عن المواطنين في إطار عمليات الإستغلال أو التلاعب بالأسعار .
الحاصل اليوم هو وجود عدد كبير من سماسرة المحروقات ، الذين تجدهم يصطفون في محطات التوزيع وبحوزتهم عشرات الجالونات ، حيث يتم تعبئتها بسعرها الأصلي ، وبعد ذلك يقوم السمسار ببيعها في السوق السوداء بمبلغ إضافي ، مستغلين بذلك حاجة المواطنين .
أصحاب المحطات والعاملين بها يعرفون الزبائن جيداً ، وهم يدركون أن السماسرة يأخذون حقوق الغير ، وبرغم ذلك تستمر حالة التساهل ، على حساب المواطنين الذين لا يقبلون على أنفسهم الاصطفاف في طوابير تشهد الكثير من المشاكل والصراعات ، والتي في معظم الأحيان تتطلب تدخل الشرطة لتنظيم المواطنين الفوضويين الذين يتعمدون خلق هذه الحالة من أجل مكاسبهم وأطماعهم .
وبرغم تحذيرات وزارة الداخلية للسماسرة ، وقيامها بمتابعة هذا الأمر ، إلا أن القضية لم تنتهي ، ولازال هناك من يستغل معاناة الناس ، في ظل وجود من لا يستطيع الحصول على المحروقات لتشغيل ماتور الكهرباء مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ، ونحن في موسم امتحانات ودراسة .
من المفترض أن يراعي أصحاب الأطماع الشخصية حالة الناس ، والتضامن الأخلاقي معهم ، لأن القضية تحتاج إلى تراحم بين الناس وتكاثف الجهود من أجل وصول هذه المواد لكُل المواطنين بشكل يضمن استمرارية الحياة والصمود لحين انتهاء هذه الأزمة.
نتمنى من كُل المواطنين وأبناء شعبنا رفض هذه الفئة التي تتاجر بمعاناة الناس ، وتبيع ضمائرها من أجل مبلغ تافه من المال ، في حين أن هناك عائلات تتوسل الحصول على القليل من المحروقات لإنارة منازلها أو قضاء أعمالها التي تسترزق من وراءها أو تعليم أبناءها
بقلــم: رمــزي صادق شاهيـن صحفي وكاتب فلسطيني
Ramzi.s.shaheen@gmail.com
