القائمة الرئيسية

الصفحات

السيبر شاي،،اكتشاف جديد وتوظيف قديم للمعلوماتية.


هكذا دوما تربو ثمرة العلم والمعرفة لدينا كل يوم، ويمتد غصن التجربة ليغطي الشعب كله تحت مظلة العادات والتقاليد، وهكذا يصبح المواطن الصحراوي ويمسى على النت ولو بعد تناول وجبة الشاي، في ذات المكان المفضل والاصيل لتبادل الاخبار والمعلومات على اختلاف انواعها وتنوع مصادرها، هكذا يسري الخبر في قلوب الناس مثلما يجري الدم في العروق والابدان، تماما كما تجول المعلومات وتتحرك بحرية في افكار اصحابها وبين خيوط الشبكة العنكبوتية على صفحات الانترنيت، فتصبح جلسة الشاي منبرا حضاريا لتدوال وتناول اخر ماطرأ من اخبار فترى احدهم يسأل عن احوال المناطق المحتلة والاخر يسال عن اخبار الخاطفين للرعايا الاجانب من مخيمات اللاجئين الصحراويين، وسيدة عجوز تسأل عن السرقة التي وقعت ليلة امس في الدائرة او الحي الفلاني.و.و...الخ، ولا احد البتة يكاد يسأل عن المصير والقضية، ليمتد الخبر من خلال جلسة الشاي الى مسمع واذهان كل الحاضرين، حتى  الصغار لهم نصيب من الاخبار تماما مثلما تتناول وسائل الاعلام على شبكة الانترنيت باختلاف اعمارها وتتعدد توجهاتها وانتماءاتها نفس الاخبار، إن سبقا فيها او نقلا لها عن مواقع او قنوات اعلامية اخرى حضرت بنفسها الى عين المكان لتنقل الخبر اول بأول، ولكن عندما يتوقف الخبر ـ والجديد منه على وجه الخصوص ـ عن جسلة الشاي او يصبح قديما على مسامع الناس وتسيطر جفوة الروتين على يوميات المواطن، يصبح مع الوقت كما هو الحال على شبكة الانترنيت اي خبر مهما كان، حديثا للناس وتصبح معه ابسط الاحداث موضوعات ساخنة تشغل بال المواطنينن، ولو تعلقت بالامن، أوسلامة الاشخاص،  أوالجريمة، أوحتى اخبار العالم واشياء اخرى قد تصل الى درجة تكون معها الاخبار موضوعا جوهريا يضفي على حياة الناس لونا متميزا من الحماس والتواصل غير المبرمج كما يحدث عادة عندما يتعلق الامر بتناول الاخبار التي تحيط بعالمنا الذي نعيش فيه كل يوم..
   ربما اردت ان احدث الاخربن في عالمنا الكبير عن واقع بشري لشعب اراد الحرية دهرا ومازال ينتظر، وكابد قساوة الظروف ومشاغل اللجوء لسنوات ومايزال، لينتظر سماع خبر مهما قل شأنه او كان موضوعه، ومهما بعد صداه او تشعب مداه، الا انه بات يمثل معلومة اوخبرا  من اجله يلتقي الناس ويتحدثون ببراءة ونهم واحيانا يتناولونه بلهفة شديدة كالعادة حول مائدة الشاي، و تراهم يبحثون في تفاصيله كانه اصابهم هم انفسهم المجتمعين حول مائدة الشاي تلك، لكنه في الاخير لايصل الى الاخرين في العالم كما لو انهم تداولوه على مائدة النت او على احد المواقع الصحراوية المتاحة للجميع على شبكة الانترنيت، ولايمتد مجاله ليصل الى اصقاع العالم باختلاف همومه وكثرة مشاكله...، ظل يحدث كل ذلك على مدار الايام والسنوات المتعاقبة علينا ونحن مازلنا تحت الاحتلال، لينحصر بيننا فقط حول جلسة الشاي او انتظارا لسيارة الاجرة او في مكالمة هاتفية لم تخصص غالبا لهذا الخبر او لذاك الحدث، وحدهم المنشغلون بعالم الانترنيت يمكنهم ايصال تلك الاخبار و اعلام الاخرين في العالم بمايجري حقيقة عندنا وربما بماقيل من اخبار لسنوات عشناها تحت الاحتلال واخرى لازلنا نعيشها في اللجوء وفي المنفى فقط حول جلسة الشاي تلك، وكأننا لم نحاول ان ننقل مالدينا الى العالم عبر الانترنيت الذي اصبح متاحا لنا اكثر ممامضى، عسى ان يكون شاهدا على ماقلناه ومازلنا نشغل به ايامنا في مايطرأ علينا من اخباراو احداث..
الى هنا ارجوا ان نفتح اعيننا يوما على موائد لتصدير المعلومات والاخبار على الاقل حتى نستفيد من سنواتنا التي قضينا نتواصل من خلالها على مائدة الشاي، ان لم يكن بمقدورنا فتح نوادي او صنع مقاهي انترنيت لتناول معاناتنا ومشاغلنا وإيصالها للعالم كما عشناها بدلا من التمادي في صنع وجبة الشاي المحببة الينا كثيرا، ولو ان زمنها مايزال ينتظر معنا حتى تكون شاهدا على فتح نوادي ل"السيبر شاي".
بقلم الاستاذ : ابراهيم محمد امبارك 

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...