القائمة الرئيسية

الصفحات

دراسة أمريكية: إسلاميو موريتانيا ساهموا في مكافحة الارهاب وتقليص تجنيد القاعدة للشباب


كشفت دراسة أمريكية أن الإسلاميين في موريتانيا ساعدوا في تقليص التجنيد لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مؤكدة أن الإسلاميين المعتدلين عززوا الديمقراطية الموريتانية "التي تعاني من الخلل من خلال توجيه الغضب الشعبي نحو المشاركة في الحياة السياسية".
وأرجعت الدراسة التي أصدرتها مؤسسة كارنيغي الأمريكية مارس 2012 تحت عنوان: "الإسلاميون في موريتانيا" نمو الإسلام السياسي في موريتانيا إلى التغيرات السياسية والديمغرافية التي عرفتها البلاد منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث دفع الجفاف البدو الرحل إلى الهجرة إلى المدن ما أدى لزيادة عدد سكان المدن من 8% من السكان 1962 إلى 25% عام 1975.
وأكدت الدراسة أن الضغوط الجيوسياسية على موريتانيا عززت عن غير قصد من شعبية الإسلام السياسي، مضيفة أن التغيرات في علاقات موريتانيا السياسية مع العالم الخارجي أضرت بشعبية الدولة وزودت الإسلاميين بالنبرة الخطابية لاستخدامها ضد الحكومة، مقدمة سياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في مجال التحرير الاقتصادي نموذجا على ذلك.
وأشارت الدراسة التي أعدها الباحث أليكيس ثورستون إلى أن حملة الاستهداف التي تعرض لها الإسلاميون في العام 1994 على يد ولد الطايع لم تؤد إلى تباطؤ نمو الإسلام السياسي، وإنما أدت إلى شرذمة قيادته، ما دفع بعض النشطاء إلى الفرار إلى دول الخليج، وآخرين للتصالح مع الدولة وقبول مناصب حكومية، مضيفة أنه حالما تقاعد الجيل القديم من الإسلاميين ظهرت قيادات جديدة مثل جميل منصور السياسي البارز في موريتانيا و[محمد] الحسن ولد الددو الواعظ السلفي البارز في البلاد. تقول الدراسة.
وكشفت الدراسة عن ما وصفته باتفاق الإسلاميين مع "هدف مكافحة الإرهاب"، مشيرة إلى أنهم يرون أن موريتانيا وحلفاءها قادرون على تسوية مشاكلهم دون مساعدة من واشطن أو باريس، ناقلة عن رئيس حزب تواصل محمد جميل ولد منصور تلميحه في ندوة في نواكشوط في أكتور 2010 إلى أن "المشاركة الفرنسية في توجيه ضربات ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد تؤدي إلى شكل من أشكال الاستعمار".
واعتبرت الدراسة أن العوامل السابقة ساهمت في نمو حركة إسلامية واسعة ومتنوعة للغاية، تضم في قيادتها مثقفين متعلمين، وسياسيين من ذوي الخبرة، وناشطين مخضرمين، مقدمة لمحة عن حياة خمس شخصيات إسلامية موريتانية، هم –حسب ترتيب الدراسة- محمد جميل ولد منصور، ومختار [محمد] الحسن ولد الددو، ومحمد غلام ولد الحاج الشيخ، وياي انضو كوليبالي، وعثمان ولد أبي المعالي، مضيفة أن هذه الشخصيات تجسد اتجاهات عدة بين القادة الإسلاميين، فهم حاصلون على التعليم الجامعي، ولهم علاقات قوية مع الدول الأجنبية، وإحساس حاد بالرمزية السياسية، وهم ناجحون في استخدام وسائل الإعلام، ويرفضون استخدام العنف في خدمة القيم الإسلامية.
ورأت الدراسة أن فترة التنظيم السري أكسبت القادة الإسلاميين مهارات وتمرس على العمل السياسي، مضيفة أنها ظهرت أكثرت أثناء مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية، وكذا تأييدهم لمرشحي المعارضة خلال عامي 2003 و2007.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...