القائمة الرئيسية

الصفحات

برلمان شباني تحت المجهر


فتح الباب واسعا امام الشباب ليجسد طموحاته وآماله بعد المؤتمر الأخير لجبهة البوليساريو الذي يمكن ان يطلق عليه  مؤتمر الفرصة الأخيرة ليس للشباب فحسب، بل لجميع قيادات الجبهة كل حسب منصبه، لان الشعب تنبأ بصعوبة المرحلة وتداعيات الملفات الحساسة التي حاولت النيل من الجبهة كتنظيم سياسي يتحمل كامل المسؤولية تجاه المصير الذي آل إليه الشعب .
إذن اعطيت الفرصة أخيرا للشباب ليقول كلمته من خلال الثقة التي منحهم إياها الشعب عندما اعتبرهم ممثلين شرعيين يدافعون باسمه عن مصالحه ، فالكرة إذن في ملعب الشباب إما ان يسجل هدفا ويفوز بثقة المواطن وهذا فإعتباري بداية لعهد جديد سيكرس عدة إصلاحات هي في الحقيقة ترجمة لتطلعات القاعدة الشعبية التي بدأت تشعر بتململ يصل في بعض الاحيان حد الياس والإحباط، نظرا لانعدام معطيات تبرر وجوده في اللجوء إذا لم يتحقق شيء ملموس ومقنع في طريق البناء والتحرير، فالعامل الزمني إذا لم يقاس بانجازات على ارض الواقع سيكون وقعه على المواطن مالا يمكن تصوره ، فهذه الحقيقة لابد من مراجعتها والتامل فيها وإيجاد حلول لها، لانه قد يتشتت الشعب بين دول الجوار بحثا عن حياة افضل تعوضه مرارة البعد عن الوطن وتنسيه قضيته العادلة هاربا من قساوة جحيم اللجوء الذي بدأ يحرق من فيه.
 وإما ان يخسر المقابلة وبذلك يضيع فرصة العمر التي قد لا تأتي مرة أخرى وبذلك يقضي على وجوده كقوة فاعلة لها وزنها الاجتماعي وكنتيجة لذلك يفقد الثقة التي منحت له شعبيا لتمشي جميع الفئات المتبقية في جنازته تودعه وقد لا تترحم عليه ليكون النسيان تحصيل حاصل لماله.
 فمن وجهة نظري يجب على الشباب الذي انتخب لتمثيل الشعب ان يتأكد انه يعمل باسم جميع الشباب لانه تحمل المسؤولية وان يكون في المستوى المطلوب جماهيريا من خلال الجدية في العمل ونقل هموم المواطن اليومية ومناقشتها والسعي لايجاد حلول كفيلة لها بضمان استقراره وتطويره لانه في اعتقادي سر نجاح أي برلماني يعتمد على تحقيق وعوده في الأساس ومدى الاستجابة لمن كان سببا في وجوده كنائب برلماني .
إذن ايها الشباب انتم تحت التجربة والتاريخ لن يرحمكم، مالم تشفع لكم اعمالكم ، فإما ان تكونوا او لا تكونوا.
والعمل يتطلب الفطنة والوعي بما هو موجود من تجاذبات خارجية وداخلية وكيفية الموازنة بينهما وتوظيف كل هذا لصالح القضية والشعب باعتباره مصدر كل السلط ، ويتطلب أيضا وضع المصلحة العامة فوق كل مصلحة مهما كانت خصوصيتها وتأكدوا أن المرحلة القادمة في مسيرة الجبهة ستكون حساسة ومعقدة حسب ما هو متداول محليا وكقراءة بسيطة لما يجري من أحداث متسارعة.
أتيتم في وقت مناسب إذا ما نظرنا الى أهمية المرحلة ومتطلباتها فكلنا آمل فيكم فلا تخيبوا آمالنا باسم الثقة التي وضعت فيكم وبرهنوا على ان جميع التحركات التي يتحركها الشباب إنما هي من اجل خدمة الوطن والتفاني من اجله وكونوا عبرة للذي يشكك في وطنيتكم ويقلل من شأنكم وأنكم قادرون على تحمل المسؤولية والسير بالحركة نحو دولة مستقلة كاملة السيادة .
وفي الاخير اود القول لهذه النخبة الشابة نحن معكم مادمتم في خدمتنا لتحقيق ما يصبوا اليه الشعب وان القاعدة الشعبية تنتظر منكم الكثير وان هذه فرصتكم لتظهروا للجميع انكم في المستوى المطلوب وهذا يجب ان يترجم واقعيا من خلال عملكم وأريد ان أوجه لكم رسالة مفادها كونوا مخلصين لضمائركم ولشعبكم وليكن هذا دستوركم في التعاطي مع قضايا الوطن .
بقلم : الصالح البهالي البلال

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...