القائمة الرئيسية

الصفحات

انطباعات مشاهد حول وقائع استقبال الولي أميدان

كان حفل الاستقبال الذي نظمته الجماهير الصحراوية بمدينة العيون المحتلة وهي تستقبل ابنا بارا للشعب الصحراوي الشاب الولي أميدان والذي قضى خمس سنوات  وراء قضبان سجن الاحتلال بتارودانت معتقلا سياسيا ، كان الحفل والمشاركون فيه قمة في الجمال والتنظيم والشجاعة وتحدي الاحتلال المغربي،  وهو الذي   أوقف ذات ليلة  الولي أميدان لمشاركته في مظاهرة مناهضة لوجوده في الصحراء الغربية ،فإذا الشاب يشارك ساعة خروجه من السجن في حفل هو عبارة عن تظاهرة سياسية لا لبس فيها يهتف كل من فيها بحياة الجبهة الشعبية ويطالب بأعلى صوت بجلاء الاحتلال المغربي عن أرضنا الطاهرة في رسالة تأكيد على صحة النهج والثبات عليه ، فسيفساء من النساء و الرجال ، الشيوخ والأطفال والكل سافر المحيا يتدلى على كتفيه علم الدولة الصحراوية.
الولي أميدان وان بدا شابا في مقتبل العمر إلا انه في كلمته التي ألقاها في حفل استقباله اظهر بلاغة ونضجا سياسيا وإحاطة متمكنة بقضية شعبه ومعرفة بدقائق الوضع الراهن سواء في الأرض المحتلة أو في الدولة بالمنفى والأرض المحررة دلل على ذلك من خلال رسائل مفعمة بالمعاني والإشارات وجهها إلى قيادة الشعب الصحراوي مفادها أن هيبتها واحترامها تكتسبها من خدمتها للشعب ومدى وفائها لعهد الشهداء وفي رسالة أخرى إلى الشعب الصحراوي أكد أميدان  أن انتفاضة الاستقلال خيار ورهان يجب دعمها ومساندتها إلى ابعد الحدود فهي التي بفضلها أرغم الاحتلال على التعايش اليومي مع الإعلام  والأناشيد الوطنية الصحراوية وبفضلها دوت الشعارات في سماء الأرض المحتلة تطالب برحيل الاحتلال المغربي وتنعته  بالمجرم والمحتل وسارق ثروات الشعب الصحراوي ، أميدان قال في رسالة أخرى حكيمة وعميقة انه يخجل من ذكر مدة اعتقاله خمس سنوات إذا ما ذكرت المدة التي قضاها المعتقل السياسي السابق محمد ددش ثلاث وعشرون سنة   وهذا تواضع لا يعرفه إلى المناضل الحقيقي الذي خبر السجون ومكايد الاحتلال ومعاناة شعبنا جرائها وهو  الذي دخل السجن ولم يكد يتم العشرين من عمره ، ومن بين رسائله أيضا و التي حفلت بها كلمته وجاءت في صيغة بديعة استدعت بلاغة الآية القرآنية الرابعة من سورة قريش حين شدد على أن الجزائر هي من – بعد الله تعالى – من اطعم الصحراويين من جوع وأمنهم من خوف. .
لم تكن ملحمة اكديم ازيك  غائبة عن الحفل وما ينبغي لها أن تكون وهي التي عرت الاحتلال المغربي أمام الرأي العام العالمي من آخر ورقة يتستر بها وجعلت ما يسمى مخطط الحكم الذاتي هشيما تروه الرياح، فكان لكديم ورمزيته وشهدائه حاضرون بقوة تكاد تحس أرواحهم تحف المكان .
تناوب على الخطابة شيوخ وشباب ،نساء ورجال ، غير أن كلمة الطفل الذي لا يتجاوز عمره في تقديري العشر سنوات قطعت قول كل خطيب فعلى قصرها وبراءتها ، ضجت بالمعاني والدلالات أولها أن التحرير مسؤولية وأمانة أجيال وان رهان المغرب على الزمن والنسيان خاسر ،وثانيها تركيزه على شهداء الانتفاضة ومعتقليها ومحطاتها الحاسمة اكديم ازيك والداخلة المحتلة .
فمن تابع وقائع حفل الاستقبال عبر التلفزيون الوطني يكون قد تابع عرسا وطنيا صنعته إرادة شيوخ وشباب وأطفال تحدت الاحتلال  بل تمادت في تحديه وإذلاله وهي تسمي الأشياء بأسمائها دون خوف ، فكانت الكلمات مباشرة وغير مشفرة بل كانت واضحة وساطعة  ، صريحة ومجلجلة ،فالوجود المغربي في الصحراء الغربي احتلال غير شرعي ومقاومته حق وواجب تكفله جميع شرائع السماء والأرض، والاهم أن الجميع أكد أن  الاحتلال المغربي  طال أكثر مما ينبغي وقد أزفت ساعة رحيله .

اسلامه الناجم

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...