"....ولقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير من خلقنا تفضيلا".
سورة :"الإسراء"، الآية:"70".
"...و الله خلق كل دابة من ماء،فمنهم من يمشي على بطنه و منهم من يمشي على رجلين و منهم يمشي على أربع،يخلق الله ما يشاء، إنه على كل شيء قدير".
سورة:"النور"، الآية"45".
موضوع اليوم سيكون - حصرآ - عن العلاقة الجدلية بين من يمشي على "رجلين" و من يمشي على"أربع".
أنا الآن أتواجد بإحدى الدول الإفريقية.
كنت قبل يومين شاهدآ على حادثة هزت كياني.
في إحدى القرى النائية شمال هذه الدولة تعرض السكان لسطو"مسلح" من قبل مجموعات من الكلاب البرية الخارجة على"القانون".
سكان هذه القرية يعيشون حياة كفاف.
عام جفاف، يبس فيه الضرع و إسود فيه الزرع.
الكلاب البرية، لم تكن في يوم من الأيام تتمتع بالكثير من"التربية" و بالكثير من حسن الخلق.
و لكنها في السنوات الأخيرة أصبحت تشكل هاجسآ لسكان هذه القرية و للقرى المجاورة.
لم يترك السكان بابآ إلا و طرقوه، للبحث عن حل لمشكلة هذه"لبخانيس".
لم يجدوا آذأنآ صاغية.
قرروا"التسلح" و الوقوف في وجه جحافل"بطاح" و كل من سار على نهجه.
كبد سكان القرية، المهاجمين خسائر فادحة في"الأرواح" و في الأنياب و في المخالب.
مزال غبار المعركة"يفتق" و دم الصايل لم يجف بعد، سمعت جمعيات و منظمات"حقوق" الحيوان بالخبر و حركت"لمعيط".
لقد تم المساس ب"حقوق" الحيوان.
"مجزرة" تطال حيوانات، محمية بقوة"القانون" الدولي.
يجب فرض حصار بري و بحري و جوي على هذه الدولة حتى يتوقف سكانها عن المس بحقوق الحيوان.
قدم وفد يضم الكثير من جمعيات الرفق بالحيوان و جمعيات حماية الحياة البرية لهذه الدولة.
هل فيكم من سمع شيئآ عن منظمة"بيتا"؟
هذي، هي المنسوخة ألي طلست لعياط.
وصل منتسبوها على متن سيارات فارهة للقرية.
تنادى سكان كل القرى المجاورة، ل"إستقبال" جمعية الرفق بالحيوان.
وضع عمال الجمعية ورقة كتبت باللهجة المحلية، فيها"...معاهدة و إتفاقية حماية الحيوان، هي معاهدة شاملة تتناول جميع قضايا حقوق الحيوان و هي كذلك تشمل جميع البروتوكولات ألتي تخص نقل الحيوانات من مكان لمكان و مرافقتها قانونيآ و صحيآ خلال فترة النقل، منع الصيد الجائر، حماية الحياة البرية و الحماية من المعاملة القاسية".
نظر سكان القرية و القرى المجاورة لسكان"الفضاء" هولاء بهدوء و قالوا لهم، أولآ، مرحبا بيكم و سهلا.
أنزدنا و الله.
طيب، لقد تحدثهم بإسهاب عن"حقوق" الحيوان.
نحن، كذلك لا يوجد ما يهمنا على هذه الأرض أكثر من حقوق الحيوان.
الرجاء، إعطاءنا جوابآ واضحآ على السؤال التالي:
لماذا،"حيواناتكم" ألتي تدافعون عنها تأكل حيواناتنا و أنتم لكم الحق في الدفاع عن حيوانات لا تملكونها و نحن لا نملك الحق في الدفاع عن حيوانات نملكها؟
صمت في الحقل، أين عقد"الإجتماع".
تحركت عجوز من سكان إحدى القرى و أخرجت من"ظفيرتها" ورقة إصفر لونها من كر الجديدين و قدمتها للوفد الزائر.
فتح"الزوار" الورقة، ألتي كانت مكتوبة بلغة إنجليزية، يحسدهم عليها"وليام شيكسبير".
قالت، تحدثهم عن"حقوق" الحيوان، و الآن دعونا نتحدث قليلآ عن "حقوق"الإنسان.
كتب في الورقة"...عند الحديث عن حقوق الإنسان، يجب الحديث عن الحقوق الأصلية و الحقوق المكتسبة.
الحقوق الأصلية لا يسمح المساس بها من قبل أي كان و هي مكفولة لكل فرد دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللون أو على أساس الإنتماء الجنسي أو الإثني أو اللغوي أو الديني.
أهم، هذه الحقوق، هو الحق في الحياة و المساواة أمام القانون و حرية التعبير و الحق في العمل و في الضمان الإجتماعي و الحق في التعليم".
قرأ، "محامو" الكلاب البرية هذه الورقة و نظروا لبعضهم و قبل أن يركبوا سياراتهم، قالت لهم السيدة العجوز بلغة إنجليزية رائعة و بكل كبرياء، أنا خريجة جامعة"أكسفورد" و قد عملت 40 سنة في بريطانيا في مجال حماية حقوق الإنسان، و الآن رجعت لمسقط رأسي حتى أدفن في مقبرة العائلة مع والدي و والدتي و أجدادي و تأتون أنتم اليوم لتحموا حقوق الكلاب البرية و تنسون حماية الفلسطينين في قطاع"غزة".
قبل، أن تحموا"الكلاب" من الإنسان، إذهبوا و إحموا الإنسان من الكلاب.
لقد كثرت الكلاب في هذا العالم.
لقد كنت، هذا السبت في إحدى تلك القرى، ألتي وقفت في وجه حملة"لواء" الدفاع عن"حقوق" الحيوان و نست أو تناست بأن للإنسان كذلك حق، لأن سبحانه و تعالى كرمه و حمله في البر و البحر.
أحمد الله إني كنت شاهدآ على"فوز" من يمشي على"أربع" على من يمشي على"رجلين".
أنا، شخصيآ مع"حق" الحيوان في الحياة، يغير خاصو ما"يدسر" على أغنم عباد الله و بقرها و لا إبات ليل مولانا"إفيلز" فيها.
لو كان، كال ولا ألا أرفد"كلب" من أكلابهم عينو فبقرة فالهند، بيو ما تلا إشوف إسما مولانا و لا أتلى يمشي على أترابو.
ظرك، حتى أنتوما يالصحراويين، لا تعودوا منفوشين و لا إعودوا سكان"القرى" أخير منكم.
"بطاح" و رجليه، أوفات أخبارهم.
أغنم و أبقر، أهل"القرى" شفتها أنا"أرزان" ترعى بكل طمأنينة.
فوت ليلتين مع أهل"القرى" و لم أسمع نباح كلبآ واحدأ.
"زيان الصنعة" الله لا أعقبني ماهو للخير.
دكتور : بيبات أبحمد.
