القائمة الرئيسية

الصفحات

تعزية في وفاة المناضل محمد لغظف ولد حسن ولد فظيلي



بسم الله الرحمن الرحيم
«كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت…»
بقلوب يعتصرها الحزن، وبنفوس مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقّينا رحيل الفقيد الغالي محمد لغظف ولد حسن ولد فظيلي؛ ذلك الرجل الذي لم يكن مجرد اسم بين الناس، بل حضورًا أخلاقيًا وإنسانيًا مميزًا، وروحًا جميلة ظلّ أثرها خالدًا في محيطه ودوائره وعلاقاته جميعًا.
كان الفقيد، رحمه الله، نموذجًا فريدًا في طيب الخُلُق: رقيق الكلام، سهل العشرة، تنساب ابتسامته قبل حديثه، وتشي بسعة صدر وتواضع لا يتكلف. رجلٌ لم يعرف الضغائن، ولم ينشغل بصغائر الأمور، بل كان قريبًا من الناس، يستقبلهم ببشرٍ ولطف، ويترك في كل مجلس بصمة محبة واحترام.

ولم يكن حضوره الإنساني وحده ما يميّزه، بل أيضًا تاريخه النضالي ومسيرته في خدمة الحق. فقد عاش، رحمه الله، صادق الالتزام، ثابت الموقف، يرى في الدفاع عن قضايا مجتمعه واجبًا لا يترك، ومسؤولية لا يتراجع عنها. خاض سنوات طويلة من العمل النضالي الهادئ الرصين، بصبر الرجال الذين لا يسعون إلى الظهور، ولكن إلى الأثر. كان يقف حيث يجب أن يقف الشرفاء، ويقول كلمة الحق حين يصمت كثيرون. يشهد له القريب والبعيد بنزاهته، وشهامته، واستقامته الفكرية والسلوكية.

وبرحيله، لا تفقد أسرته فقط سندًا رحيمًا، بل يفقد محيطه رجلًا من طراز نادر، ووجهًا ظلّ حاضرًا بالخير، وبالمواقف التي تُحفظ في الذاكرة بامتنان كبير.

نتقدّم إلى أسرته الكريمة، وإلى كل من عرفوه وأحبّوه، بأصدق مشاعر العزاء وأحرّ المواساة، سائلين الله تعالى أن يتغمّده برحمته الواسعة، وأن يبدله دارًا خيرًا من داره، وأن يجعل ما قدّم من عمل نافع ونضال شريف نورًا بين يديه.
رحم الله محمد لغظف ولد حسن ولد فظيلي
وجعل مثواه جنات النعيم
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

سلامة مولود اباعلي

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...