فيما عثر عليه من بقايا اثره الجميل.. كان المرحوم محمد سالم ولد الناتو يحمل مصحف صغير ويكتب بعض الخواطر عن البادية. هناك في أفق الصحراء الممتد كالمتاهة كان أنيسه خير كتاب ورفيقه قلم طبع به خواطر المكان المتغير انه البادية بين عالمين متغيرين في عرف العالم المتطور الريف مصدر الثروة وملجأ الراحة وفي عالمنا الثالث البادية نهاية حدود الدولة إنها الربع الخالي إلا من أهلها الذين طحنتهم عجلات التغير أيضا فلم تعد طباعهم تشبه الأسلاف او هكذا خط محمد سالم الناتو خواطره العظيمة. ثم يعود إلى النبع الصافي الذي لايكدره شيء إنه كتاب الله العزيز كتب عن استحباب الدعاء بعد ختم قراءة القرآن الكريم مستشهدا بأسانيد ورواة.
بين صفحات كتاب الله وتأمل في فسيح كونه المفتوح قضى المرحوم يومياته الأخيرة موقنا ان مشيئة الله هي النافذة
بعد ربع قرن يعثر على تلك الخواطر وتلك الشواهد مصحف وبطاقة سياقة لم تمسها عوامل التعرية لكي تكون دليل العثور عليه إنها مشيئة الله الحي القيوم الذي لايموت
فاللهم تقبله بكل حرف قرآن كان يتلوه وحيدا في الفلوات وشفع فيه كتابك العظيم وتقبله مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا
في الصورة قبر المرحوم بعد ان ضمه باطن الأرض
خواطر كتبها بخط يده كشاهد انه كان من الذين حباهم الله بنور العلم ونفاذ البصيرة
ولله مااخذ ومااعطى وله البقاء وكل شيء عنده بأجل مسمى
الأستاذ: أحمد بادي
