القائمة الرئيسية

الصفحات

الوحدة الوطنية بعين بنتيلي: روح مقاومة وإرادة شعب.

   


الوحدة الوطنية ليست شعارًا يرفع في المناسبات، بل هي سرّ بقاء الشعوب ومفتاح انتصاراتها. وفي مسار الثورة الصحراوية، تجسدت هذه الوحدة بأبهى صورها في محطة عين بنتيلي يوم 12 أكتوبر 1975، حين اجتمع الصحراويون على قلب رجل واحد ليؤكدوا للعالم أن إرادتهم لا تُشترى ولا تُقهر.
عين بنتيلي: لحظة مفصلية
لم يكن تجمع عين بنتيلي مجرد لقاء عابر، بل كان إعلانًا صريحًا بأن الشعب الصحراوي قادر على حسم خياره، بعيدًا عن الإملاءات الخارجية. هناك اجتمعت القبائل بمختلف امتداداتها الجغرافية والاجتماعية، لتتجاوز الحساسيات الضيقة وتعلن ميلاد وحدة شعبية صلبة.
في لحظة تاريخية مشحونة، كان العدو يتربص، وكانت القوى الإقليمية تسعى لاقتسام الأرض، لكن إرادة الشعب صنعت جدارًا منيعًا: وطن واحد، شعب واحد، و مصير واحد.
الوحدة كقوة تحرر
الوحدة الوطنية أعطت الثورة الصحراوية شرعيتها وقوتها.
لولا هذا التلاحم لما استطاعت الجبهة الشعبية أن تفرض نفسها كحركة تحرر معترف بها دوليًا.
الوحدة هي التي منعت المشروع الاستعماري الجديد من تقسيم الأرض والإنسان.
لقد برهنت التجارب التاريخية أن الثورات التي انقسمت على ذاتها انتهت إلى الهزيمة، أما تلك التي صانت وحدتها فقد انتصرت، مهما طال الزمن أو اشتد باس العدو.
ما وقع في عين بنتيلي كان درسًا بليغًا: أن الانتماء للوطن يسمو على الانتماءات الضيقة، وأن العدو الحقيقي ليس القبيلة أو الجهة، بل الاحتلال والظلم. الوحدة هنا لم تكن مجرد إجماع شكلي، بل كانت تجديدًا للعهد بالتحرر والسيادة.

في هذا السياق التاريخي، جاءت كلمة مفجر الثورة، الشهيد الولي مصطفى السيد يوم 12 أكتوبر 1975 لتمنح اللقاء زخمه الثوري ورؤيته الواضحة.

الولي لم يتحدث كزعيم فوق الجماهير، بل كمجاهد مؤمن بشعبه، تحت سقف خيمة ومن فوق حصير. نبرته كانت قوية، صارمة، لكنها عميقة وواعية. كان يعرف أن اللحظة لا تحتمل الخطاب العاطفي فقط، بل تحتاج إلى توجيه تاريخي يضع أسس بناء الثورةوالانسان معا.
تثبيت الهوية الوطنية في وجه الأطماع الإقليمية.

تعزيز الوحدة الشعبية باعتبارها السلاح الأقوى ضد كل المؤامرات.

فضح مخططات التقسيم وكشف الخيانة التي تستهدف الأرض وتقوض مستر التحرير.

تعبئة الجماهير للمرحلة القادمة من النضال المسلح و العمل السياسي.

بإيمانه المطلق بالشعب، خاطب الشهيد الولي الصحراويين كصناع للمصير لا كأتباع.
نقد شجاع: لم يتردد في تسمية الأخطاء والأطماع بأسمائها.
 لم يختصر الخطاب في اللحظة، بل ربطها بمسار طويل من الكفاح.
لقد كانت عين بنتيلي يوم 12 أكتوبر 1975 تجسيدًا عمليًا لمعنى الوحدة الوطنية، وكانت كلمة الولي مصطفى السيد بمثابة مانيفستو ثوري وضع الأسس الفكرية والسياسية لهذه الوحدة.
الوطنية لا تُقاس بالتصفيق الأجوف، والخطبةالمكررة، بل بصدق الموقف وجرأة النقد وإرادة التضحية. وهذا ما جسّده الولي حين جعل من وحدة الشعب الصحراوي سلاحًا لا يُقهر، وأيقن أن قوة الشعوب في وحدتها، وأن الحرية والسيادة لا تُمنح، بل تُنتزع بالإرادة والدم.
سلامة مولود اباعلي

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...