تمر خمسون سنة على واحدة من أعظم محطات تاريخنا المجيد، ذكرى الوحدة الوطنية، التي أعلنت في 12 أكتوبر 1975 بعين بنتيلي، فكانت الحدث الفاصل الذي وحد الصفوف، وجمع الكلمة، ورسم ملامح كفاح طويل من أجل الحرية والإستقلال .
لقد سطر الشعب الصحراوي ملاحم خالدة منذ بزوغ فجر الثورة، وما زال يواصل المسيرة بنفس العزيمة والإصرار. من إعلان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، إلى إستمرار النضال في كل الميادين، تبقى الثورة الصحراوية شاهدا على إرادة شعب لا تقهر.
ومن بين المحطات المضيئة التي تخلدها ذاكرتنا الجماعية شهر أكتوبر :
10 أكتوبر – اليوم الوطني للخيمة: ذكرى بناء أول خيمة في مخيم الكرامة، مخيم التحدي بمنطقة أگديم إزيك، رمز الوحدة والكرامة والصمود، (حيث لايزال يقبع مجموعة من خيرة أبناءنا معتقلي ملحمة أگديم إزيك بالسجون المغربية) .
12 أكتوبر – ذكرى الوحدة الوطنية: اليوم الذي أصبح الصخرة التي تحطمت عليها جميع أطماع المستعمرين، واليوم الذي جسد فيه الشعب الصحراوي أسمى معاني التلاحم والوفاء للوطن، فكانت الوحدة درعا واقيا وحصنا منيعا أمام كل المؤامرات ومحاولات التقسيم والإلتفاف على حق الشعب الصحراوي في إختيار مستقبله السياسي في الحرية والإستقلال.
أيها الشعب الصحراوي العظيم،
سجل تاريخك بفخر، واذكر شهداءك الذين خطوا بدمائهم الزكية ملاحم التحرير، وأبطال الثورة الذين ما زالوا ثابتين على العهد، في ميدان الشرف، في المناطق المحتلة، في الجامعات، في مخيمات العزة والكرامة ، وفي الجاليات عبر العالم.
وفي هذه الذكرى الخمسين، لنجعلها مناسبة لتجديد العهد والوعد:
هبوا جميعا لنصرة قضيتنا الوطنية العادلة، كل من موقعه وبما يملك من إمكانيات، لتكن انتفاضة وحدة وإصرار تعانق كل ساحات وجود الجسم الصحراوي، وتعبر عن إرادتنا الجماعية في فرض حقنا في تقرير المصير والاستقلال.
إنها خمسون عاما من القوة، التصميم، والإرادة...
خمسون عاما من الوفاء للوطن، والعهد مستمر حتى يتحقق النصر والسيادة.
قوّة – تصميم – إرادة،لفرض الإستقلال والسيادة .
بقلم:يوسف محمد عبد القادر.