رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالإعلان عن اتفاق يقضي بإنهاء حرب الإبادة على قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الصهيوني منها، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى.
وفي بيان له مساء الأربعاء، حث غوتيريش جميع الأطراف على الامتثال الكامل لبنود الاتفاق، قائلا: “يجب تأمين وقف دائم لإطلاق النار. يجب وقف القتال نهائيا. يجب ضمان الدخول الفوري وبدون عوائق للإمدادات الإنسانية والمواد التجارية الأساسية إلى غزة. يجب إنهاء المعاناة”.
وأكد أن الأمم المتحدة ستدعم التطبيق الكامل للاتفاق، وستوسع نطاق توصيل المساعدات بشكل مستدام وقائم على المبادئ، وستعزز جهود التعافي وإعادة الإعمار في غزة، داعيا إلى اغتنام هذه الفرصة لإقامة مسار سياسي ذي مصداقية نحو إنهاء الاحتلال والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتحقيق حل الدولتين.
من جهته، رحب رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، بالتوصل إلى الاتفاق، معربا عن أمله بأن يشكل “مقدمة للوصول إلى حل سياسي دائم يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأكد عباس “استعداد دولة فلسطين للعمل مع الوسطاء والشركاء لإنجاح هذه الجهود من أجل تحقيق الاستقرار والسلام الدائم والعادل وفق الشرعية الدولية”، مشددا على “ضرورة التزام جميع الأطراف بالتنفيذ الفوري للاتفاق والإفراج عن جميع الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، وضمان عدم التهجير أو الضم، والبدء بإعادة الإعمار”.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” قد أعلنت، اليوم الخميس، التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء حرب الإبادة على قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الصهيوني منها، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى، بعد مفاوضات وصفتها بـ”المسؤولة والجادة”.
ودعت الحركة الرئيس الأمريكي والدول الضامنة للاتفاق، والأطراف العربية والإسلامية والدولية، إلى “إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة وعدم السماح لها بالتنصل أو المماطلة في تطبيق ما تم التوافق عليه”.
كما رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بالاتفاق، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل ببنوده وإرساء وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء المعاناة، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه لإيصال المساعدات إلى غزة واستعداده للمساهمة في إعادة الإعمار.
وفي السياق ذاته، باركت فصائل المقاومة الفلسطينية التوصل إلى الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية وقطرية وتركية، معتبرة إياه “نتاجا طبيعيا لصمود الشعب الفلسطيني”، ومؤكدة أن أولوياتها كانت رفع الحصار وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار وصفقة تبادل للأسرى.
وشددت حركة الجهاد الإسلامي على أن “التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الفلسطيني وشجاعة مقاتليه جعلت المقاومة تقف ندا قويا على طاولة المفاوضات لإجبار الاحتلال على إنهاء العدوان”، مضيفة أن الاتفاق “لم يكن منحة من أحد”.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فوصفت الاتفاق بأنه “خطوة أولى في طريق طويل لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني”، مؤكدة أنه “ثمرة صمود أسطوري وتضحيات جسيمة للشهداء والجرحى والأسرى، وصلابة المقاومة التي واجهت العدوان حتى اللحظة الأخيرة”.
