17آغشت 2025
تُعتبر مالي من أبرز منتجي الذهب في إفريقيا، حيث يُشكل الذهب أكثر من 80% من صادراتها ويُساهم بنحو 10% في الناتج المحلي الإجمالي. تُعتبر مناجم مثل "فيكولا" و"لولو-غونكوتو" من أكبر المناجم، وتديرها شركات كندية، أهمها B2Gold التي تملك 80% من أسهم "فيكولا"، بينما تمتلك الحكومة المالية 20%، مع عائدات مهمة تصل إلى مئات الملايين سنويًا.
حجم الإنتاج والعائدات
إنتاج الذهب 2023: حوالي 66.5 طنًا، مع إضافة الإنتاج الحرفي نحو 6 أطنان إضافية، ليصل الإجمالي إلى نحو 72.5 طن.
إيرادات الحكومة: منجم "فيكولا" وحده حقق إيرادات تقدر بحوالي 1.14 مليار دولار، دفعت B2Gold للحكومة نحو 297 مليون دولار في 2023.
الصراع على الموارد
الحركات المسلحة في شمال ووسط مالي تسعى للسيطرة على مناطق التعدين كمصدر تمويل لأنشطتها، ما يجعل الصراع على الذهب صراعًا غير معلن لكنه جوهري.
السيطرة على الذهب تمثل مفتاح قدرة الحكومة على تمويل الجيش والحفاظ على الولاءات السياسية، وأي فقدان له يُهدد مباشرة استقرار الحكم العسكري.
الذهب غير المستغل في أزواد
إلى جانب المناجم الرئيسة، توجد احتياطيات كبيرة من الذهب غير المستغلة في منطقة أزواد شمال مالي، خصوصًا في مناطق كيدال وغاو.
هذه الاحتياطيات لم تُستغل بسبب:
الظروف الأمنية: سيطرة الحركات المسلحة على أجزاء واسعة من المنطقة.
نقص البنية التحتية: صعوبة الوصول والتشغيل.
القيود القانونية والسياسية، أزواد منطقة نزاع خارج السيطرة المباشرة للحكومة.
وجود هذه الثروات غير المستغلة يزيد من جاذبية الصراع على الشمال ويبرر التوسع العسكري للحركات المسلحة غربًا وشمال غرب باتجاه مناجم الذهب القريبة من الحدود الموريتانية والسنغالية ، بما يهدد استقرار مناطق الحدود مع السنغال وموريتانيا.
التداعيات الإقليمية
تمدد النزاع نحو الغرب والجنوب الغربي يعكس رغبة الحركات المسلحة في الاستفادة من الذهب لتمويل عملياتها، ولتضييق الخناق الاقتصادي على باماكو ، ويهدد استقرار دول الجوار مثل السنغال وموريتانيا.
أي توسع في النزاع قد يتحول إلى تهديد أمني وإقتصادي إقليمي.
خلاصة
حرب الذهب في مالي ليست مجرد صراع داخلي، بل هي صراع استراتيجي على الموارد الحيوية يربط السيطرة على المناجم مباشرة باستقرار النظام العسكري.
إضافة الذهب غير المستغل في أزواد يزيد من هشاشة الوضع ويجعل احتمالية تمدد النزاع نحو حدود السنغال وموريتانيا أمرًا شبه محتوم.
ما يفرض على المجتمع الدولي ودول المنطقة التفكير في حلول أمنية واقتصادية عاجلة ، تمنع توسيع رقعة الحرب ، وتدفق اللاجئين ، خاصة باتجاه موريتانيا