لأولِّ مرةٍ أخذ قلمي وأحاول ان أكتب في رحيل شخصية وطنية نادرة ، وزميلة مناضلة من الطراز الخاص فأستجدي خطاه و أتهيَّبُ فكرةَ الحديثِ عنها كوني لن أوفيها حقها.
احيانا كثيرة لا يجد الانسان الكلمات التي يستطيع ان يُعبر بها عما يدور بداخله من مشاعر وعما يشتعل في صدره من احاسيس وتفاعلات وفي مثل هذه الحالة يكتفي الانسان بأن يخرج كل مشاعر الحزن والاسى عبر دموع صامتة أو من خلال استرجاع شريط ذكريات اناس ربطتنا بهم المهنة .
من لايعرف الممرضة "جيمي " فليسأل عمال المستشفى الوطني سابقا، وعمال مسشفى الجراحات (البشير الصالح ). إسألوا غرف العمليات و جدران التمريض وغرف الإستعجالات ....
كانت الممرضة مينتوا بمبة امرأة قلبها منارة للعطاء والنبل ،وممرضة مخلصة منذ أكثر من عقود . حملت على كتفها رسالة إنسانية سامية وعرفت بين الناس بـ الممرضة النموذج "جيمي" التي كانت تُعطي ولا تأخذ… وتحرص على التواجد .وكانت أيقونة وطنية مشرقة تجمع بين حب الوطن واعتزازها بالمهنة
ظلت تدواي الجرحى والمصابين في الحرب الأولى . لم تعش حياتها كأي أمراة ظلت تركض من مستشفى لآخر .و حملت شعاع الدفاع عن الشعب و القضية.. ووقفت صامدة أمام ظروف اللجوء القاسية
زغردت للمجد ..وأضاءت الشموع في زمن الوجع.
لقد كانت الفقيدة مثالًا يُحتذى به في الخلق الطيب، والتواضع، والاجتهاد، حيث عرفها الجميع بدماثة أخلاقها، و إنسانيتها وروحها النبيلة
نسأل الله أن يتغمّد ها بمغفرته ورضوانه وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة ويجزيها خير الجزاء على ما قدمته من خدمة للإنسانية وذخيرتها من الوفاء لهذا الشعب . لقد كانت رمزًا للنبل والشجاعة ولأهل المخيم جميعًا. تقبّلها الله في عباده الصالحين وألهم أسرتها الصبر الجميل .
إنا لله وإليه راجعون
قال رسول الله صلى آلله عليه وسلم
"دَعْوةُ المرءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابةٌ، عِنْد رأْسِهِ ملَكٌ مُوكَّلٌ كلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بخيرٍ قَال المَلَكُ المُوكَّلُ بِهِ: آمِينَ، ولَكَ بمِثْلٍ" رواه مسلم.
أدعوا لها بالرحمة والمغفرة جزاكم الله خيرا .