القائمة الرئيسية

الصفحات

الملك والمغالطة المكشوفة


لم يَحِد ملك المغرب وهو المتعب بالمرض وبالأزمة البنيوية التي تعيشها بلاده، عن أسلوب التضليل والمغالطة وإظهار نفسه كالحمل الوديع. في خطابه ليوم أمس يتجاهل الملك الوحل الذي فيه بلاده ماليا واقتصاديا واجتماعيا التي أصبحت أرضا وثروات رهينة للشركات والأبناك العالمية.
فعوض أن يمد يده الى القضاء في بلاده، لينقذه من الفساد والتعليم من الانهيار والصحة من العدمية الموجودة فيها،

وعوض أن يمد يده لإنقاذ المغرب من تغول البوليس السياسي الذي كمم أصوات من يطالب بنزر قليل من الحرية، ومن استحواذ شرذمة من رجال السلطة والمخابرات وكبار ضباط الجيش على مقدرات المغرب وتحويلها الى ممتلكات خاصة وسيولة مالية في الأبناك الأجنبية،

عوض أن يلتفت جلالته الى الأذى الذي ألحقه بدول المغرب العربي بغرس بين صفوفها الكيان الصهيوني، حتى أصبح يصعب على شعوب هذه الدول التفريق بين من هو مروكي ومن هو إسرائيلي لأن كل منهما يحمل جواز سفر مغربي وبالمناسبة المخزن يفتخر بأن له مليون صهيوني من أصول مغربية ولهم الحق في حمل الجنسية المغربية.
عوض كل هذا يطالعنا الملك المنهك باليد الممدودة نحو الجزائر ويطالبها: "بحل لا غالب فيه ولا مغلوب"!!؟
الجزائر وكأنها هي التي تخوض حربا شرسة ضد المملكة منذ عام 1975 حتى اليوم، أوهي التي وقعت مع المغرب اتفاقية وقف إطلاق النار سنة 1991 أوهي التي تفاوضت مباشرة وأكثر من مرة تحت اشراف الأمم المتحدة ووقعت مع ممثلي المغرب اتفاقيات "هوستن " تحت اشراف المبعوث الأممي جيمس بيكر ومساعده جون بولتن. الجزائر مثل موريتانيا دولتان جارتان معنيتان ومهتمتان بحل نزاع الصحراء الغربية الموجود على حدودهما. لكن لا الجزائر ولا موريتانيا ترغبان ولا حتى تستطيعان إحلال محل صاحب القضية: الشعب الصحراوي ممثلا في طليعة كفاحه جبهة البوليساريو. فهل الملك محمد السادس يدرك أن والده الحسن الثاني في تصريح له لمجلة Le Point الفرنسية سنة 1987 استعمل نفس الكلام بالقول:" إننا نتوجه الى الجزائر بحل لا غالب فيه ولا مغلوب" وكرر ذلك في عدة مناسبات لكن عندما أدرك بأن الباب الذي عليه أن يطرقه واليد التي عليه أن يصافحها هو باب البوليساريو ويد قادة البوليساريو، كان شجاعا وحكيما واستقبل في قصره بمراكش ممثلي الشعب الصحراوي وجنح الى السلم بعد ستة عشر من الحرب الضروس التي اقتنع أنه لن يربحها.
إذا على ملك المغرب أن يستفيد من الدروس وألا يتمادى في الكذب على نفسه وتضليل المغاربة الذين سئموا الجري خمسين عاما وراء سراب:" الصحرا الديّلنا " ويدرك أن التعلق باعترافات مزعومة له بالسيادة على الصحراء الغربية أو بالخديج الحكم الذاتي، هو ضرب من الخيال ، فالجهة التي بيدها السيادة و"الحل بلا غالب ولا مغلوب" هو الشعب الصحراوي وبالتالي عليه ألا يمد يديه فقط بل أن يُقدم برجليه الى جبهة البوليساريو كما فعل والده قبله الذي القم حجرا للمزايدين ورمى بزعيم حزب الإتحاد الاشتراكي في السجن عندما عارض إجراء الاستفتاء. عليه أن يتسم بشجاعة وحكمة "أمراء المؤمنين" ويقدم على الحل التوافقي الذي يحفظ ماء وجه الجميع وهو الحل الديمقراطي المطابق للشرعية الدولية الذي يعترف للشعب الصحراوي بتقرير المصير والاستقلال غير ذلك إنما هو هراء ومغالطة مكشوفة ومضيعة للجهد و الوقت وفتح للباب أمام التدخل الأجنبي.
بقلم: محمد فاضل محمد سالم الهيط

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...