وجهت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم صفعة قوية للمغرب بإعلانها رسميا بأن أراضي جمهورية الصحراء الغربية ليست مغربية.
وأقرت الهيئة الكروية الإفريقية، أخيرا، بأنها بدأت تتخلص تدريجيا من "اليد" المغربية المهيمنة على دواليب صنع القرار على مستواها، بفعل الموقف الجزائري الثابت بشأن هذه القضية والمترجم عمليا على أرض الواقع قبل أشهر حين احتكم الطرف الجزائري، بواسطة اتحاد كرته إلى محكمة التحكيم الرياضي بلوزان لإحقاق الحق بافتكاك قرار رسمي من "التاس" يؤكد فيه عدم مغربية الأراضي الصحراوية، حيث كسبت الجزائر القضية أمام الكاف التي تورطت في قضية قمصان الخريطة الوهمية لنادي نهضة بركان المغربي.
ومنذ ذلك المكسب الذي عرى المغرب سياسيا، حرصت الكاف على عدم التورط من جديد في قضية "التعدي" على أراضي بلد (الصحراء الغربية) يعتبر أحد مؤسسي الاتحاد الإفريقي، بدليل اعتماد الهيئة الكروية القارية، رسميا، لومضة ترويجية لنهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات، تجري حاليا بالمغرب، تحمل الخريطة الحقيقة للمغرب الخالية من الأراضي الصحراوية المغتصبة عنوة من المغرب.
واللافت للانتباه أن الطرف المغربي لم يجرؤ على منع بث الومضة الترويجية، بل إن قناة "الرياضية" المغربية الناقلة لمباريات كأس إفريقيا للأمم سيدات، اضطرت لبث الومضة بالشكل المعتمد من الكاف، ما جعل "البعض" في المغرب ينتفض أمام هول صدمة الحقيقة الثابتة.
والأكثر من كل ذلك، والمغرب يبث، رغما عنه، وعلى قنواته، الومضة الترويجية الخالية من الأراضي الصحراوية المغتصبة، راحت إدارة قناة "الرياضية" المغربية ترد على الانتقادات بتوضيح دون إلغاء بث الومضة، وذكرت إدارة القناة على صفحتها على الفايسبوك بأن "الوصلة الإشهارية لا تحمل توقيع القناة، وإنما هي جزء من "الإشارة الدولية الرسمية" التي تبثها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم(كاف) ضمن التغطية المباشرة لمباريات كأس إفريقيا للأمم للسيدات"، موضحة في السياق بأن دورها "يقتصر على نقل البث كما يوفره المنظم دون أي تدخل في المحتوى"، مشددة أيضا على أنها "مجرد ناقل تقني" لما تنتجه وتوزيعه "الكاف" على كافة المحطات الناقلة للحدث".
وأمام قبول المغرب، وهو يحتضن بأرضه الحدث الكروي القاري، بحدوده الحقيقية المبتورة من الأراضي المغتصبة، فإنه يعترف وبصفة رسمية بأنه حقا بلد محتل، ويقر أيضا بأنه رفع الراية البيضاء أمام الموقف الجزائري الثابت، وهو موقف فضح ألاعيب المغرب أمام الرأي العام العالمي، الذي ينتظر من هيئة الأمم المتحدة اتخاذ القرار المناسب في قضية أضحت أكثر وضوحا على أن الأمر يتعلق بآخر مستعمرة إفريقية وجب تخليصها من المستعمر المغربي المعترف رسميا بجريمة اغتصابه للأراضي الصحراوية.