أشاد وزير الثقافة السيد موسى سلمى لعبيد بالمرافعة والالتزام المبدئي للجزائر في دعم القضايا العادلة ، وفي مقدمتها القضية الصحراوية .
وزير الثقافة وفي كلمته خلال اختتام اشغال مهرجان المرأة الصحراوية الذي احتضنته ولاية مستغانم ، أوضح أن الجزائر تشكل مدرسة في الالتزام والمرافعة المبدئية عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضية الصحراء الغربية .
وأضاف موسى سلمى أن التظاهرة التي تعتبر محطة من محطات التضامن الأخوي العميق، هي فرصة لتعميق أواصر الاخوة والتواصل بين المجتمع المدني في البلدين، وتعزيز حضور القضية الصحراوية في وجدان الأحرار، عبر الفكر والفن، والثقافة، والتاريخ المشترك .
واشار قائلا " ليس مجرد مشاركة رسمية عابرة ، بل هو امتداد لتاريخ طويل من النضال المشترك، وتلاحم مصيري بين شعبين ارتويا من نفس معين الثورة، وتشبعا من نفس روح التحرر والكرامة" .
وأعتبر وزير الثقافة احتضان ولاية مستغانم لهذا العرس التضامني في هذه اللحظة التاريخية المتزامنة مع عيد استقلال الجزائر المبارك ، هو استمرار طبيعي لرسالة الجزائر الأصيلة، التي لم تكن يومًا محايدة حين تعلق الأمر بالحق ، ورسالة مدوية إلى العالم، تؤكد بأن الجزائر بكل مكوناتها الرسمية والشعبية، الثقافية والمجتمعية، لا تساوم على المبادئ، ولا تبيع تاريخها، ولا تخون دماء شهدائها، بل تواصل حمل مشعل التحرر ، وتزرع وتنمي وترسخ وتورث قيم ثورة نوفمير في نفوس ووجدان وذاكرة الاجيال الجديدة ،
" لقد عبّرت الجزائر عبر عقود طويلة عن موقفها الثابت تجاه قضيتنا الوطنية، ليس فقط في المحافل السياسية والدبلوماسية، بل في عمق نسيجها الشعبي، من خلال المجتمع المدني الواعي والمنخرط في معركة الوعي والتضامن ، وهو ما يدفعنا إلى ان نثمن عاليا الدور البارز للمجتمع المدني الجزائري، الذي ظل عبر كل المحطات جسرًا حيًا للتواصل والتضامن مع شعبنا" يقول وزير الثقافة.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة وزير الثقافة:
كلمة وزير الثقافة الصحراوية بمناسبة اختتام المهرجان التضامني مع الشعب الصحراوي بولاية مستغانم
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين،
السيدات والسادة، أصحاب المعالي والسعادة كل من مقامه وبإسمه الكريم ، ممثلو المجتمع المدني الجزائري والصحراوي ،الأخوات والإخوة ، الحضور الكريم :
من مستغانم الشامخة، من هذه الأرض الطيبة التي أنجبت شعراء الثورة وروّاد الوعي الوطني، يشرفنا أن نُلقي هذه الكلمة امامكم لا بوصفنا ضيوفًا، بل بوصفنا أهل بيت، تجمعنا بكم صلات الدم والذاكرة، وتاريخ مشترك من الألم والمجد، من الجراح المتشابكة والأحلام المرفوعة على رايات التحرير.
في هذه الأيام المجيدة الخالدة التي تحتفي فيها الجزائر بذكرى استقلالها الخالد، وفي هذا الفضاء الوفي الذي تحتضنه ولاية مستغانم العريقة ، مدينة الشهداء والمجاهدين والعلماء، نقف اليوم أمامكم باسم الشعب الصحراوي والحكومة الصحراوية ، نحمل بين أيدينا رسالة حب وعربون وفاء، ونبعث من أعماق قلوبنا تحية تقدير وامتنان لشعبٍ حمل لواء العزة والكرامة، وفتح ذراعيه منذ البدايات الأولى لقضيتنا العادلة، وما زال حتى اليوم وفياً، نبيلاً، عظيماً في مواقفه ومبادئه. ونؤكد بان حضورنا اليوم في هذه التظاهرة التي تعتبر محطة من محطات التضامن الأخوي العميق، وفرصة لتعميق أواصر الاخوة والتواصل بين المجتمع المدني في البلدين، وتعزيز حضور القضية الصحراوية في وجدان الأحرار، عبر الفكر والفن، والثقافة، والتاريخ المشترك ـــــــ ليس مجرد مشاركة رسمية عابرة ، بل هو امتداد لتاريخ طويل من النضال المشترك، وتلاحم مصيري بين شعبين ارتويا من نفس معين الثورة، وتشبعا من نفس روح التحرر والكرامة .
السيدات والسادة ، الحضور الكريم :
إن احتضان ولاية مستغانم لهذا العرس التضامني في هذه اللحظة التاريخية المتزامنة مع عيد استقلال الجزائر المبارك ، هو استمرار طبيعي لرسالة الجزائر الأصيلة، التي لم تكن يومًا محايدة حين تعلق الأمر بالحق ، ورسالة مدوية إلى العالم، تؤكد بأن الجزائر بكل مكوناتها الرسمية والشعبية، الثقافية والمجتمعية، لا تساوم على المبادئ، ولا تبيع تاريخها، ولا تخون دماء شهدائها، بل تواصل حمل مشعل التحرر ، وتزرع وتنمي وترسخ وتورث قيم ثورة نوفمير في نفوس ووجدان وذاكرة الاجيال الجديدة ، وما احتضان الاتحاد العام الطلابي الحر برعاية من المرصد الوطني للمجتمع المدني الجزائري لهذه التظاهرة إلا فيض من غيض في هذا المسعى والاتجاه .
لقد عبّرت الجزائر عبر عقود طويلة عن موقفها الثابت تجاه قضيتنا الوطنية، ليس فقط في المحافل السياسية والدبلوماسية، بل في عمق نسيجها الشعبي، من خلال المجتمع المدني الواعي والمنخرط في معركة الوعي والتضامن ، وهو ما يدفعنا إلى ان نثمن عاليا الدور البارز للمجتمع المدني الجزائري، الذي ظل عبر كل المحطات جسرًا حيًا للتواصل والتضامن مع شعبنا ،
ومدرسة في الالتزام والمرافعة المبدئية عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضية الصحراء الغربية. فله منا كل التقدير والاعتزاز .
السيدات والسادة ، الأشقاء الأعزاء :
إن الشعب الصحراوي، وهو يواجه الاحتلال بكل شموخ، ويقاوم بكل الوسائل المشروعة من أجل حقه المشروع في الحرية والاستقلال، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادئ الأمم المتحدة ، يستمد الكثير من عزيمته من مواقفكم الصلبة، ومن دعم الجزائر الثابت ، الراسخ ، الرسمي والشعبي، لهذه القضية التي هي امتداد طبيعي لروح ثورتكم النوفمبرية المباركة . مؤمنا ايمان راسخ بأن الروابط التي تجمع بين الشعبين الصحراوي والجزائري ليست ظرفية ولا عابرة ، بل هي روابط تاريخية ، نُسجت في لحظات المقاومة والكفاح، وتعمّدت بدماء الشهداء ، وتُصان اليوم بإرادة الشعوب والمؤمنين بقيم العدالة وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
السيدات والسادة والحضور الكريم :
إن ما يضفي على هذا الحدث بعدًا استثنائيًا ، هو الحضور المتميز لوفد من بنات شعبنا القادمات من المدن المحتلة من ترابنا الوطني ، اللواتي تخطّين جدران الحصار، وقيود الاحتلال ليكونن بين إخوتهن واخواتهن في الجزائر، حاملات معهن صوت المعاناة، وصورة الصمود ، وذاكرة الأرض التي ما تزال تنزف تحت نير الاحتلال . في وجوههن وجع الوطن، وفي أعينهن بريق الأمل وإصرار على النصر ، لا يعرفن للخوف معنى، ولا تلين لهن إرادة .
وحين تطأ أقدام بنات المدن الصحراوية المحتلة ـــــ من العيون والسمارة والداخلة وبوجدور وجنوب المغرب ــــــ أرض الجزائر الطاهرة الحرة الأبية ، فإنها لا تأتي خفّةً، بل محمّلة بألف معنى، وألف قصة، وألف جرح . إنه حضور جراحٌ منسية تُقاوم النسيان ، حضور جيل وُلد في قبضة القمع، لكنه يحمل في عينيه وهج الحرية والامل بتحقيق حلم الحرية والاستقلال .
إنهن شهودٌ على الحقيقة، وصوتٌ حيٌ لأولئك الذين يقبعون خلف الجدران، يتعرضون للقمع اليومي، يناضلون بأجسادهم ، بفكرهم ، بثقافتهم من أجل الحرية والكرامة. وبرهان ناطق على أن المقاومة مستمرة ، وإن روح النضال لم تُكسر في مدننا المحتلة رغم آلة البطش ، والصمت الدولي ، إنهن شهود أحياء على أن حب الوطن والتمسك بالهوية والثقافة في وطننا المحتل قضايا تحفر في الصخر، وأن الهوية تُروى في زنازن الاحتلال، وتزهر في الخفاء، وتُعلن نفسها كلما سنحت لحظة للظهور، كما هي هذه اللحظة التي صنعتموها لنا في هذه الولاية المضيافة ، بإشراف من الاتحاد العام الطلابي الحر ، ورعاية كريمة من المرصد الوطني للمجتمع المدني الجزائري .
وحضورهن جنبا إلى جنب مع وفدنا القادم من مخيمات العزة والكرامة التي كتب فيها اللاجئون الصحراويون أروع صفحات الصمود الانساني ، وجعلوا منها مدارس للكرامة ومصانع للامل
ومنابر للوفاء ، والذي يضم تمثيل من كل الهيئات القيادية والوطنية لجبهة البوليساريو والدولة الصحراوية ، والمؤسسات الرسمية والشعبية، يعتبر شاهد حيّ على وحدة المصير، وعلى استمرار المعركة من أجل الحرية والانعتاق . و رسالة وفاء من جيلٍ صحراوي أصيل يحمل في قلبه حبا وامتنانًا يجري في عروقه كما تجري الحرية في عروق الشرفاء ، لتلك الجزائر التي نراها ضمير حي في وجدان التاريخ ، ومنارة للقيم ومأوى للقضايا العادلة ، وفي مقدمتها القضيتين الصحراوية والفلسطينية .
السيدات والسادة ، الحضور الكريم :
في الأخير نؤكد لكم أن الشعب الصحراوي، وهو يخوض معركة الصمود في وجه الاحتلال والتواطؤ والصمت، يرى في الجزائر منارة أمل، ودرعًا أخويًا صلبًا، وامتدادًا طبيعيًا لنضاله، وأن كل خيمة في المخيمات، وكل قلب في الأرض المحتلة، ينبض تقديرًا ووفاءً للجزائر الشقيقة ، شعبا وحكومة ومجتمع مدني . فتحية منا لكم من القلب على هذا الموقف النبيل، وعلى ما تبذلونه من جهود جبارة في سبيل إيصال صوت شعبنا إلى كل أحرار العالم، ونعاهدكم بأن شعبنا سيظل وفيًا لهذا الدعم التاريخي، وسيواصل كفاحه العادل ، وسيقاوم بكل الوسائل المشروعة حتى يتحقق النصر وتُرفع راية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية خفاقة فوق كامل ترابنا الوطني ، وخاصة عندما نكون على يقين وقناعة بإننا مدعومين بإيمان لا يتزعزع بعدالة قضيتتنا ، وبسندٍ لا يُقهر إسمه الجزائر .
وختامًا، نجدد لكم باسم شعبنا ، بإسم قيادتنا ، باسم مثقفينا ومبدعينا ، عميق الشكر والتقدير ، ونؤكد أن هذا الفضاء التضامني سيظل علامة مضيئة في مسار كفاحنا المشترك من أجل كرامة الإنسان وحرية الأوطان .
عاشت الجزائر قلعة الثوار، عاش الشعب الصحراوي في مقاومته وصموده ،
عاشت الأخوّة النضالية بيننا، حية فينا، عميقة في ذاكرتنا، وممتدة إلى ما بعد النصر.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته