لم أتقدم ولن أتقدم مطلقا بأي طلب للتعويض المادي عن فترات الاعتقال السياسي التي قضيتها في السجون المغربية.
أود التأكيد بداية أنني لم أتقدم أبدا بأي طلب للتعويض المادي أو المعنوي عن فترات الاعتقال السياسي التي مررت منها بالسجون المغربية، كما لم أطالب في أي وقت بالعودة إلى وظيفتي التي طردت منها تعسفا بتاريخ 1 يونيو/ حزيران 2002 ضمن إجراءات عقابية تندرج في إطار العزل الاقتصادي، عقب تهجيري قسرا من مدينة أسا إلى مدينة مكناس بالمغرب.
في سياق النضال المشروع من أجل الحق في التعليم الجامعي، الذي تمت مصادرته من قبل الاحتلال المغربي منذ سنة 2007 إلى الآن (1)، تقدمت بتاريخ 21 مايو/ آيار 2012 برسالة مفتوحة إلى وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المغربي، طالبت من خلالها بتمتيعي بحقي في متابعة الدراسة الجامعية (2) ، وهو حق مكفول بموجب المواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان.
وردا على ذلك، نشر الصحفي المغربي عبد الله البقالي، القيادي بحزب الاستقلال والأمين العام لنقابة الصحفيين المغاربة آنذاك، مقالا في الصفحة الأولى جريدة "الــعلــم" الناطقة باسم حزب الاستقلال المغربي في ركن "حديث اليوم" عدد 22294 الصادرة بتاريخ 24 مايو/ آيار 2012 (3)، طالبني من خلاله بصيغة تهكمية بالتوجه إلى جامعات "الرابوني" المقر الإداري لمخيمات اللاجئين الصحراويين، لإكمال دراستي الجامعية، مدعيا أنني قد استفدت من التعويض المادي عن فترات الاعتقال السياسي بالسجون المغربية من هيئة الإنصاف والمصالحة المغربية.
وقد كان ردي واضحا وصريحا بأنني لم أتقدم ولن أتقدم بأي طلب للتعويض المادي والمعنوي، سواء لدى هيئة التحكيم المستقلة لتعويض ضحايا الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، أو لدى هيئة الإنصاف والمصالحة المغربية، وقد دعوت المعني إلى تقديم أدلة تثبت مزاعمه، غير أنه لم يتقدم بأي رد أو دليل يثبت ذلك4
خلال هذه الأيام تتداول بعض وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بالمخزن المغربي فيديو يجتر نفس افتراءات "بَرْاحْ" المخزن عبد الله البقالي الذي إدعى زورا أنني حصلت على التعويض المادي في محاولة للإساءة لي وتشويه سمعتي والنيل من مواقفي.
أؤكد على:
• أنني لم ولن أتقدم بأي طلب للتعويض المادي أو المعنوي من أي هيئة مغربية، وقرار عدم التقدم بهذا الطلب هو قرار شخصي ينبع من قناعاتي الخاصة، ولم أجاهر به يومًا للتفاخر أو المزايدة على أي كان كائنا، من منطلق لكل تقييمه وقناعاته وزاويته في التعاطي مع مسألة التعويض، والتي لا تلزم أحدا.
• لم أتقدم بأي طلب للعودة إلى الوظيفة منذ طردي منها تعسفا بتاريخ 01 يونيو/ حزيران 2002 وتهجيري قسرًا إلى مدينة مكناس بالمغرب.
• إن ما يروّج ضدي من أخبار زائفة لا أساس لها من الصحة، وأعتبرها جزءا من الحملات الدعائية التحريضية والتشهيرية المؤطرة من قبل الاحتلال المغربي وامتداداته بطرق متعددة ضدي، والتي تنوعت بين وصفي بعميل للمخابرات الجزائرية أو المغربية كما زعم رضا الطاوجني في الجريدة الأسبوعية "الصحيفة المغربية" العدد 207، الصفحة 02 الصادرة بتاريخ: 20/26 أبريل 2005، أو عميل للمخابرات الإسبانية، أو انتهاج طرق أخرى مثل الضغط على بعض أفراد عائلتي لدفعهم للتبرؤ مني، كما حدث بتاريخ 05 مايو/ آيار 2005 (5)، أو القرار الذي اتخذه الاحتلال المغربي بوضعي في مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بإنزكان/ المغرب بتاريخ 01 غشت / أغسطس 2005، أو منعي من دخول الصحراء الغربية بتاريخ 24 يوليوز/ تموز 2006(6)، أو التحريض ضدي عندما أمارس أي حق من حقوق الإنسان، مثل الحق في الصحة كما جرى بتاريخ 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 عندما أجريت عملية جراحية(7) ، وغيرها من الافتراءات والسيناريوهات الاستئصالية.
كل هذه المزاعم وحملات التشهير والتحريض لا تخرج عن سياق استهدافي المباشر بسبب مواقفي السياسية العلنية، التي تدعو لاحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وإقامة دولة صحراوية مستقلة، إضافة إلى التزامي المبدئي بالدفاع عن حقوق الإنسان في بعدها الكوني والشمولي، وصون الكرامة الإنسانية.
ولمن يفتقد للبوصلة الأخلاقية ويسعى اليوم إلى تبييض سجله الجنائي المعروف، ومساره الارتزاقي الذي بلغ أقصى درجات الانحطاط والقذارة والدنس، طمعا في فتات "الباگي من الباگي" من موائد المخزن أقول: افعل ما شئت، لكن ليس على حساب جثث، ودماء ومعاناة، وآهات، وجراح شرفاء هذا الوطن الجريح.
إلى الذين يدركون أهمية تعميق التناقض الرئيسي مع الاحتلال بوعي ومسؤولية، أقول: لا تنشغلوا بالتناقضات الثانوية، وارتقوا فوقها فالصراع في الوحل لا يلوثكم فقط، بل يمنح خصمكم متعة لا يستحقها.
أشد المعارك شراسة تلك التي تخوضها دفاعا عن الحقيقة في زمن يكافأ فيه الكذب.
العيون / الصحراء الغربية
09 تموز / يوليوز 2025
الهوامش:
1/ المنع من التعليم الجامعي من الجامعات المغربية.
https://www.frontlinedefenders.org/ar/case/case-history-ali-salem-tamek
https://www.hespress.com/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D9%85%D9%83-%D9%85-1781.html
https://www.atmf.org/?tag=ali-salem-tamek-autodetermination
https://www.frontlinedefenders.org/ar/profile/ali-salem-tamek
2/ رسالة إلى وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المغربي.
https://www.hespress.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%91%D8%A7%D9%85%D9%83-%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%91%D8%A7%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%85-%D9%88-88542.html
https://www.sahara24.net/article-34822/
3/ رد الصحفي المغربي عبد الله البقالي في جريدة العلم المغربية عدد22294 الصادرة بتاريخ 24 ماي 2012 ورد عقب ذلك نشر في نفس الجريدة.
4/ رد علي سالم التامك على الصحفي المغربي عبد الله البقالي نشره الموقع الإعلامي لجريدة "لكم" المغربية.
https://www.maghress.com/lakome/14979
https://assazag24.blogspot.com/2012/06/blog-post_9903.html
5/ بيان التــبــرأ من علي سالم التامك صادر عن بعض افراد من عائلته بضغط من الاحتلال المغربي.
Ali Tamek renié par les siens – Aujourd'hui le Maroc
6/ المنع من دخول الصحراء الغربية.
https://rebelion.org/marruecos-impide-al-activista-saharaui-ali-salem-tamek-entrar-en-territorio-del-sahara/
7/ مثال على التمييز والتشهير بعد اجراء عملية جراحية بتاريخ: 21 نونبر 2021
https://ar.le360.ma/politique/185662/