في إطار البرنامج الإنساني والثقافي "سفراء السلام الصحراويين الصغار"، وصل أطفال صحراويون من مخيمات اللاجئين في تندوف إلى إيطاليا لبدء إقامة صيفية مليئة بالتضامن والرعاية الصحية والتوعية السياسية.
في السادس من يوليو، حطّ الأطفال رحالهم في مطار روما-فيوميتشينو الدولي، حيث استُقبلوا بحرارة من طرف فاطمة المحفوظ، ممثلة جبهة البوليساريو في إيطاليا، إلى جانب أعضاء الشبكة الإيطالية للتضامن مع الشعب الصحراوي، ومتطوعين، وجمعيات محلية متضامنة. ورغم الصعوبات اللوجستية، فقد اعتُبر وصولهم فعلاً من أعمال الأمل والمقاومة. وقالت المحفوظ: "ليس مجرد استقبال إنساني، بل هو فعل سياسي ذو كرامة عميقة".
وخلال إقامتهم، سيشارك الأطفال في برنامج واسع يشمل فحوصات طبية، وأنشطة ثقافية ورياضية وتعليمية، بالإضافة إلى لقاءات مؤسساتية مع السلطات الإيطالية. ويهدف البرنامج إلى منحهم فترة استراحة من الظروف الصعبة في المخيمات، وإلى تسليط الضوء دولياً على قضية الشعب الصحراوي.
ومن أبرز فعاليات الأسبوع، عُقدت مائدة مستديرة في 11 يوليو بمقر بلدية روفينا في إقليم توسكانا، بمشاركة عمداء بلديات متوأمة مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، مثل باغنو أ ريپولي، رينيانو سول أرنو، بيلاجو، وبونتاسيفي. ونظمت الحدث جمعية "صحراوينسييمي"، حيث تم التأكيد على أن الاستقبال هو بحد ذاته فعل سياسي، وأن كل طفل صحراوي يتم استقباله يُعد بمثابة إدانة حية للاحتلال المغربي للصحراء الغربية.
وأكدت ناديا كونتي، رئيسة الشبكة الصحراوية، أن "المجتمعات المحلية تستطيع أن تصنع الفرق عندما تلتزم المؤسسات الدولية الصمت"، في حين قدّم عبد الله بوشيبة، ممثل الجبهة في توسكانا، تحديثاً حول الأوضاع في الأراضي المحتلة، وشكر الدعم الثابت من النسيج الاجتماعي الإيطالي.
كما تم استقبال الأطفال رسمياً في عدد من البلديات الإيطالية خلال الأسبوع ضمن اللقاءات المؤسساتية للبرنامج:
7 يوليو: سكانديانو (ريجو إيميليا)
8 يوليو: فوتشيكيو (فلورنسا)، نابولي، سيستو فيورنتينو
9 يوليو: غروتامييناردا، مونتيسبيرتولي، نوفيلاّرا، سان جورجو بيغاريّيلو، روبييرا
يُذكر أن برنامج "مشروع سفراء السلام الصحراويين الصغار"، النشط منذ أكثر من 30 عاماً، لا يزال يشكل أداة فعالة للدبلوماسية الشعبية وشاهداً حياً على نضال الشعب الصحراوي. فكل طفل يتم استقباله هو رمز للمقاومة والأمل، وكل فعل تضامني هو خطوة نحو العدالة.