القائمة الرئيسية

الصفحات

‏أوروبا الجنوبية شعوب مع الحق الصحراوي وحكومات منافقة تخصع لابتزاز المغرب

     


بقلم  الكاتب الموريتاني القدير عبد الله ولد بونا
23 يوليو 2025
بين دعم النخب لحق تقرير المصير وخضوع الحكومات لابتزاز   المغرب، النخب الأوروبية تؤمن بعدالة القضية الصحراوية في عديد من الدول الأوروبية، من إسبانيا إلى البرتغال وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا، تبدي النخب السياسية، الأكاديمية، النقابية، والفنية دعمًا واضحًا وصريحًا لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، انسجامًا مع مبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

النخب البرتغالية:
في نوفمبر 2024، وقّع أكثر من 50 شخصية برتغالية من أكاديميين وفنانين ونقابيين على بيان يطالب الأمم المتحدة بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية، ويدعو حكومتهم إلى "احترام القانون الدولي لا منطق المصالح قصيرة المدى".

كما أصدر الاتحاد العمالي العام البرتغالي CGTP-IN عدة بيانات شديدة اللهجة تدعو لوقف استغلال الموارد في الإقليم وتصف الوجود المغربي بـ"الاحتلال".
إسبانيا:
منذ بداية النزاع، كانت النخب الإسبانية الأكثر تفاعلًا مع القضية، نظراً للمسؤولية التاريخية لمدريد. 
آلاف المثقفين والحقوقيين الإسبان لا يزالون يرفضون الموقف الرسمي الداعم لفكرة  الحكم الذاتي المغربية،فهي ليست خطة ، لأنها لا وجود لها أصلا،  ويرون أن هذا انقلابٌ على الالتزامات الأخلاقية والتاريخية تجاه الشعب الصحراوي. وتظاهرات تنطلق كل سنة في مدريد وبرشلونة وفالنسيا، مطالبة بإجراء استفتاء حرّ.
فرنسا:
رغم ميل الحكومة الفرنسية للموقف المغربي، فإن العديد من الجامعات والنقابات وجمعيات حقوق الإنسان الفرنسية تُصنّف الوضع في الصحراء الغربية كـ"قضية استعمار لم تُحسم بعد". 

شخصيات فرنسية مرموقة من اليسار والخضر وقعت عرائض تدعو لإنهاء الاحتلال المغربي وإجراء استفتاء.

الحكومات تختار "البراغماتية القذرة " أو بمعنى أوضح الخضوع للابتزاز المغربي ببطاقات لعب كثيرة ، منها الهجرة غير الشرعية ، وتسويق وهم الولوج إلى إفريقيا عبر المغرب ، واتخاذ المغرب مهربا لصناعات غربية غير قادرة على الاستدامة في أوروبا بسبب ارتفاع تكلفة تشغيل المصانع وارتفاع تكلفة الطاقة واليد العاملة وغير ذلك.

لكن ذلك الوهم انكشف بحقيقة عزلة المغرب إقليميا وقاريا.
واعتبار تواجده في الصحراء الغربية احتلالا كما يصفه القانون الدولي .

والصحراء الغربية هي صلته البرية الوحيدة مع افريقيا عبر موريتانيا ، أما حددوه الأخرى مع الجزائر فهي موصدة تماما.

ويناور المغرب للتغطية على عدم شرعية وجوده في الصحراء الغربية ، عبر حملة ترويج لحكم ذاتي مزعوم لا قيمة له في ميزان القضية الصحراوية العادلة.

في الوقت الذي تقف فيه المحكمة الأوروبية مع الشرعية الدولية !

وفي تناقض صارخ مع مواقف النخب الأوروبية ، تعتمد حكومات أوروبا الغربية موقفًا منافقا للمغرب، من خلال التصريح  دعم «مبادرة الحكم الذاتي» التي ترفض مبدأ الاستفتاء كأساس الحل؛ لكن غالبا ما تعلن  بعض هذه الحكومات أنها مع الحل الأممي في موقف مستجد !

اسبانيا تريد من المغرب حارسا لاحتلالها لقسم مهم من أراضيه في سبته ومليليه ، فلا حضور لإسبانيا على مضيق جبل طارق إلا من الصفة الإفريقية المغربية ، فجبل طارق مستعمرة بريطانية!

وكأن هناك مقايضة غير معلنة بين صمت المغرب عن احتلال جزء حيوي منه من طرف إسبانيا مقابل الصمت نوعا ما عن جريمة احتلاله للصحراء الغربية وجريمة اسبانيا في تدوير الاستعمار في أراضي الجمهورية العربية الصحراوية !

البرتغال هامش جنوب أوروبا الهش والمثقل بالتخلف عن الركب الأوروبي ، تحاول حكومته الهشة اكتساب حظوة اقتصادية لدى إسبانيا الغارقة أصلا في  تقشفها ولعبة سانسيز الداخلية التي هي روليت سياسي لا أحد يعرف متى ستنطلق رصاصته لتسقط حكومة قابلة للسقوط كل لحظة.

أما المغرب فليس لديه مايقدمه للثنائي الإسباني البرتغالي غير الضغط بالعمالة الرخيصة وقوارب الموت المهاجرة وشحنات الخضروات الرديئة ...والمخدرات..
فهل انكشف زيف أوروبا وشعاراتها التحررية والإنسانية ؟
نعم...الصحراء الغربية كشفت زيف تلك الشعارات
هل لهذه المواقف المرتبكة لدول جنوب أوروبا أثر على عدالة الحق الصحراوي في تقرير المصير ؟ كلا.."

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...