كشفت وثيقة سرية صادرة عن مكتب الاتصال المغربي في تل أبيب، تشير إلى مقتل اثنين من ضباط الجيش المغربي وإصابة ضابط ثالث بجروح خطيرة، جراء قصف إيراني استهدف قاعدة "ميرون" العسكرية شمال إسرائيل.
وبحسب ما ورد في البرقية، فإن الضباط المغاربة وهم ( النقيب مهدي جنور و الرائد جمال الادريسي ) كانوا متواجدين داخل القاعدة الإسرائيلية في إطار تعاون عسكري مشترك بين القوات المسلحة الملكية المغربية والجيش الإسرائيلي، في سياق اتفاقيات التعاون الأمني والتقني التي توسعت بشكل ملحوظ منذ توقيع اتفاق التطبيع بين البلدين عام 2020 ضمن ما يُعرف باتفاقات أبراهام.
وتؤكد الوثيقة أن الضابط المغربي المصاب المسمى ( الضابط المتربص نور الدين التازي ) يخضع حالياً لرعاية طبية دقيقة، نظراً لخطورة إصابته، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول طبيعة المهام التي كانوا يؤدونها داخل القاعدة العسكرية التي تشرف على تسيير الطائيرات بدون طيار لاغراض الاستطلاع والتجسس وكذلك التنصت على مكالمات الشعب اللبناني والسوري وتراقب الانشطة العسكرية للدول المجاورة للأراضي المحتلة .
وتعد هذه الحادثة، في حال تأكدت صحتها، أولى الخسائر البشرية المعلنة للجيش المغربي على الأراضي الإسرائيلية، مما يسلّط الضوء على مستوى التعاون العسكري غير المسبوق بين الرباط وتل أبيب، ويثير تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية حول مدى انخراط المغرب في صراعات إقليمية معقدة تتجاوز حدوده الجغرافية.
يُذكر أن إيران كانت قد أعلنت قبل 5 أيام مسؤوليتها عن استهداف عدة مواقع عسكرية إسرائيلية من بينها قاعدة ميرون ، في إطار ما وصفته بـ"الرد المشروع" على عمليات إسرائيلية داخل الأراضي السورية.
ويرى مراقبون أن هذا التطور قد يثير ردود فعل غاضبة داخل المغرب، لاسيما في ظل الجدل المستمر حول العلاقات مع إسرائيل، ووسط تصاعد الأصوات الرافضة لأي شكل من أشكال التعاون العسكري مع تل أبيب.