في زمنٍ عزّ فيه الوفاء وقلّ فيه الصمود بزغ نجم من أبناء الصحراء اسمه بزيد بونا باب حمو من سلالة المجاهدين الأحرار وولدٍ و تربّى على الكرامة والشهامة في كنف المجد والكفاح.
في عام 1956م لم يكن الفتى بزيد قد بلغ من العمر مبلغ الرجال لكنه كان يحمل في صدره قلب أسد انخرط في صفوف الجيش الإسباني قادماً من مدينة افديرك الموريتانية، وما لبث أن أُرسل إلى مدينة العيون التي كانت لا تزال ترفرف فوقها الراية الاسبانية التي ترمز للسيادة علي هذه المدينة وهي المستعمر انذاك الا ان في هذا الزمن أراد عملاء الدولة الجارة المغرب ان ينصب علم المغرب علي احد المنازل بمدينة العيون
وفي لحظة أراد فيها القائد العسكري الإسباني مخاطباً جنوده وضباطه:
"من منكم لديه الجرأة لينزع هذا العلم المغربي؟"
لم يكن بزيد يُجيد الإسبانية بعد لكنه فهم من رفيقه الصحراوي ابن الداخلة، معنى السؤال. فسأله:
– "ماذا يقول هذا الرجل؟"
فرد عليه: "يسأل من يجرؤ على إنزال العلم المغربي".
فقال بزيد بشجاعة: "قل له: أنا أنزعه."
وقف الجميع مذهولين حين صعد الشاب الصحراوي ابن المجاهدين إلى سارية العلم المغربي... لم ينزله فقط بل تبول عليه في لحظة تحدٍ جريئة كانت بمثابة صفعة على وجه الاحتلال.
غضب القائد الإسباني، وأدار عينيه نحو أحد ضباطه الذي تردد في تنفيذ الأمر، فجرده من رتبته أمام الجنود وأعلن على الملأ:
"هذا هو الرجل الحقيقي"، ومنح بزيد رتبة عسكرية شرفية تعبيراً عن احترامه لقوة الشخصية والجرأة.
لكن الحقيقة التي لم يدركها القائد الإسباني أن بزيد لم يكن يخدم إسبانيا بل كان يخدم كرامة الصحراء الغربيةوالساقية الحمراء ووادي الذهب ويُمهّد لطريق التحرير بالصمت والثبات.
مرت السنون ورحل المجاهد بزيد، ولكن ظلت قصته خالدة تُروى على لسان الأحرار، تروي كيف أن شاباً بسيطاً من دم المجاهدين رفض أن يرى علم غير العلم الذي يعرفه كل الصحراويين وهو علم الأسبان في ذلك الوقت فأثبت للجميع أن الكرامة لا تُشترى وظل هذا المجاهد علي هذا الحال والنخوة وكان من الأوائل الذين انضموا لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب .
رحم الله بزيد بونا باب حمو كان رحمه الله داعما مباشرا للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ،حيث قدم لها المال،والابل .
إلتحق بصفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي 1975 كان قائد كتيبته ولد اعلاتي ولد مياره و.كان معه في نفس الكتيبة كل من: احمد بنجارا، وجلول عمار ،وعالي ولد ديدي ،وهؤلاء جميعهم لازالوا على قيد الحياة.
ثم انتقل الى وزارة التعليم التي ظل تابعا لها الى حين وفاته رحمة الله عليه في شهر نوفمبر 1997 م وكان رحمه الله من الاعيان الذين يراعون المصلحة العامة في فض المنازعات .
كما كان رحمه الله يحب الخير للصحراويين، وللجميع وكان ينفق على الضعفاء من ماله الخاص اللهم أسكنه فسيح جناته، واجعل روحه مع الشهداء والصدقين.
للتاريخ معني