القائمة الرئيسية

الصفحات

حادثة هزت كل كياني و كل جوارحي


بسم الله الرحمن الرحيم! 
" حادثة هزت كل كياني و كل جوارحي ".  
قصاصة الليلة، ستخرج عن فلسفة و أبجديات القصاصات السابقة. 
قال، صلى الله عليه و سلم "....إذا مات إبن آدم إنقطع عمله ، إلآ من ثلاث :
صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ".

و قال صلى الله عليه وسلم "...إن من أبر البر ، أن يصل الرجل أهل ود أبيه، بعد أن يولي".

خلال زيارتي للمخيمات في فصل الصيف الماضي، شأءت الأقدار إن إنتقلت إلي الرفيق الأعلى،  إحدى جاراتنا. 

كان، أولادها أصدقائي منذ الطفولة .

ذهبت لأعزي أصدقائي في مصابهم. 

كان، المعزون يأتون زارافات و وحدانا. 

يعزون و يغادرون. 

في لحظة ، دخلت علينا سيدة عجوزآ تستند على عكازها و على وجها الكثير من الوقار. 

متحزمة ب " ملحفة " و تلف على رأسها " ملحفة ".

دخلت و قالت...." عظم الله أجرنا و أجركم....ذيك هي أطريقها و ألي ما أمشى اليوم ماشي الصبح....ويلو ألا حد غرتو ".

واصلت حديثها و هي تستند على عكازها و تجول بعينيها بين الحضور. 

أضافت..." هون ، حد من أولاد المرحومة "؟

قلنا نعم. 

قالت "....شوفو يا أولادي....من ليلة أربعين والدتكم، لاهي أتم هي و والدكم يقعدوا عند كفية أخيامكم....إحانوا صدقة من عندكم و لا فعل خير لاحقهم منو شي و لا برور حد من أحبابهم فالدنيا و ألا أتريكة أصغيريين تاكلينهم اعليكم وراهم.....

و هذا - راهو يا أولادي فالصيف و فالشتاء و فتيفسكي و فلخريف -.

إباتوا قعود عن كيفيتكم، كانكم تذكروا ذيك لرواح لسهرت معاكم و تعبت و شغات و جاعت باش تشبعوا و عرات باش تلبسوا. 
أمنين يتناص الليل ، إقول البو للأم....قومينا، الليلة ألا كيف البارح....تركتنا أغلبهم هم الدنيا و أنساونا. 
أتقوم الوالدة بيها الحنان تعتذر عن تركتها و تقول للبو....حاني نفوتوا أشوي....هوما راهم حتى هوما فارقة عليهم هموم الدنيا و عندهم عيال أصغيير. 

ينتظر الوالدان و هما ينظران للسماء. 

و عند طلوع " أنجيمة " الصبح، ينسحبا في هدؤ تام....أحشاما....ما روحو شي....لأنهما سيلتقيان برفاقهما في المقبرة و كلها لاهي إقول أشروحت لو تركتو. 

و هذا....يا أولادي....كل ليلة معبود....
لا تحشموا والديكم....و لا لعادت لعقوبة للنار". 

لا أريد الحكم على " رائعة " هذه الوالدة....و لكنها هزتني و بكل عنف. 

إنسحبت، العجوز ....كما دخلت في هدؤ تام و في سكينة تامة. 

قالت"....كلها يصنت لكفيتو". 

ودعتها بنظرة و هي تخرج من باب " الحوش " و لأول مرة....أفرق بين مفهومين ،الجهل الأكاديمي و الجهل المعرفي. 
كنا....في ملكوتنا و " الحاجة " كانت في ملكوت آخر. 

إذاعاتنا - نحن و " الحاجة " -...تبثان على موجتين مختلفتين . 

إذاعة " الحاجة " كانت أكثر نقاوة و أكثر صفاءآ من إذاعتنا. 

" أقصاعينا" كانت موجهة للأرض و قصعة " الحاجة " موجهة للسماء. 


أنا، متأكد بأن هذه " الحاجة " لا تعرف كيف تكتب إسمها....و لكن الجهل في تلك الليلة " أتوالانا " أحنا. 
هنا عناق أبدي بين الدين و التراث. 
عناق ، لا يفسد للود قضية. 
هناك، لحظات في هذه الدنيا يتوقف فيها الزمن.
كانت، تلك اللحظة ، إحداها .
دكتور  : بيبات أبحمد.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...