القائمة الرئيسية

الصفحات

20 ماي 1973م؛ يوم لبناة المجد الصحراوي المعاصر.


إن الأمم العظيمة ؛ الناجحة في تاريخ البشرية ماهي إلا الشعوب التي تحيي ذكرى النوابغ والأبطال والأخيار من أبنائها في ذاكرتها الجماعية و ترسيخها في وجدان نشئها الصاعد وقد سعى الشعب الصحراوي في تاريخه الحديث ليأخذ من ذلك بحظ وافر ؛ فكلما أطل يوم أغر من أيام المجد يقف عن بكرة أبيه ، مستضرا جلال الحدث وعظيم فعال من صنعوه .
في هذا ؛ يختار القدر من سجل الزمن وسير العظماء يوم: 20 ماي 1973م ، يوما فاصلا في تاريخ شعبنا ويخطه بقلمه، جاعلا منه ومن صانعيه محط إعجاب وتقدير في الصلابة والمجاهدة والعبقرية والنموذجية والأسوة في مسارالبناء والتحرير، بقامته المتألقة التي قدمها للشعب الصحراوي وللعالم ـ أجمع ـ إنه شهيد الحرية والكرامة ـالولي مصطفى السيد ـ يوم ، هو الأقرب لنا في مسارعمر الشعوب، كاشفا جوانب مشرقة من سيرورة حركة شعبنا المكافح ؛ تلاحقت على مدار إثنين وخمسين عاما ، ولازالت متواصلة بوحدة وعطاء وشموخ وإقتدار، بفضل تنظيم وطني أصيل ـ الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ـ ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الصحراوي .
ومن المفارقات العجيبة؛ أن يوم العشرين ماي 1973م ، كان يوم جمعة وفضلها وعظمة شأنها ـ ليس بخاف على أحد ـ والنبأ الأول ـ أيضا ـ لعمليته التاريخية في الخنكة تردد خارج الوطن، تناقلته الصحف في سرعة قياسية ، رغم التعتيم الإعلامي المضروب على الإقليم وضعف التجربة التنظيمية للمناضلين الأوائل الذي تحملوا إشعاع (( الثورة الآن أو أبدا))، إنسجاما مع الأبعاد الفكرية والعقائدية للبيان التأسيسي وإعتباراته للأوضاع الداخلية والخارجية ومحاشاته للتأويلات الخاطئة ـ أنذاك ـ ومحدداته للطبيعة الإستعمارية والمهام المرحلية للثورة ( النشأة الوطنية ، العمق الإسلامي ، الإنتماء العربي الإفريقي ، التأطير الجماهيري والعمل المسلح ) .

بهذا الفعل ـ المعجزة ـ سيظل الأوائل ومن على دربهم ، ساعين بكل ثقة ويقين ليتحقق المبتغي الوطني ، المتمثل في الإستقلال وبناء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على أديم الساقية الحمراء ووادي الذهب ـ كاملا غير منقوص ـ ويظل فعلا واقعيا ، دلاليا يحفز النشأ الجديد الذي يمتلك ـ دون شك ـ القدرات لينتج للشعب نماذج ونسخا متأصلة من بناة المجد في شتى المجالات العسكرية والتنظيمية.
إبراهيم السالم أزروك

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...