وقد تبنى الجيش الجزائري منذ الوهلة الاولى للاحتلال العسكري الذي تعرضت له الصحراء الغربية، موقف الشعب و الدولة الجزائرية في دعم الشعب الصحراوي والوقوف الى جانبه وتقديم يد العون لالاف الصحراويين الفارين من حرب الابادة المغربية، والمرافعة عن القضية الصحراوية في مختلف المحافل من اجل تقرير المصير وتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وفق ما تنص على ذلك الشرعية الدولية.
وخلال العقود الماضية، سجل الشعب الصحراوي للجيش الجزائري العديد من المبادرات الانسانية النبيلة في التخفيف من معاناة الصحراويين بمخيمات اللاجئين، وتقديم المساعدات الانسانية، حيث كان السباق في التدخل في كل الفيضانات التي شهدتها مخيمات اللاجئين من خلال فرق التدخل والجرافات وتسهيل إجلاء العائلات الى المناطق الامنة، وهذا بشهادة المنظمات الدولية العاملة بالمخيمات ووكالات الامم المتحدة.
وشحن الطائرات العسكرية من المواد الغذائية والافرشة والمساعدات الطبية للاجئين الصحراويين خلال الازمات والكوارث الطبيعية، مع تسجيل سفر المرضى والطلبة عبر جسور جوية دائمة.
كما كانت مبادرته خلال جائحة كرورنا التي القت بظلالها على كل دول العالم في مستشفى ميداني داخل مخيمات اللاجئين الصحراويين وتقديم الدعم الطبي وإجراء مختلف الفحوصات والعلاج.
حيث وضع الجيش الجزائري مستشفى طبيا جراحيا ميدانيا تحت تصرف الشعب الصحراوي بمخيمات اللاجئين الصحراويين ، وذلك في إطار دعم جهود التضامن وتعزيز الروابط الإنسانية والأخوية بين الشعبين الجزائري والصحراوي لاسيما في ظل الوضع الصحي المتعلق بانتشار وباء كورونا المستجد (COVID-19) .
المستشفى الميداني العسكري مجهز بكل الوسائل الطبية الضرورة ، بداية بمقر للتعقيم ، صالات للاستقبال ، مقر إجراء الفحوص الطبية الأولية ، مقر للتنفس الاصطناعي ، مقر للولادة ، ومقر للعمليات الجراحية ، أشعة الراديو والمخبر ، مصلحة الأنف والحنجرة ، طب العيون ، بالاضافة الى جناحا خاصا لمتابعة مرضى فيروس كورونا مع وجود أطباء ودكاترة أخصائيين في مختلف التخصصات التي يحتويها المستشفى الميداني العسكري الجزائري في إطار الجهود الإنسانية التي تبذلها الجزائر من خلال مصالح الصحة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الجزائرية.
وقد أشادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بهذه المبادرة، مؤكدة على الدور الذي سيلعبه هذا العمل الانساني في توفير رعاية صحية للشعب الصحراوي.
وحيت المفوضية، على موقعها الالكتروني، بالمستشفى الميداني العسكري الذي قالت أنه يأتي خلال الفترة من الأزمة الصحية الناجمة عن انتشار وباء كورونا، مؤكدة على الدور الكبير الذي يلعبه هذا المستشفى الميداني من رعاية صحية عالية الجودة للشعب الصحراوي، وهو ما يؤكد التضامن القوي للشعب الجزائري مع الشعب الصحراوي
مواجهة التهديدات الارهابية المدعومة من نظام المخزن
لقد ساهم الجيش الجزائري في حماية مخيمات اللاجئين الدين يعيشون داخل التراب الجزائري من التهديدات الارهابية المدعومة من الاحتلال المغربي، حيث بعد حادثة إختطاف ثلاثة رعايا اجانب من مخيمات اللاجئين من قبل جماعة "التوحيد والجهاد" التابعة للمخابرات المغربية، لضرب الاستقرار داخل المخيمات وترهيب المتضامنين مع كفاح الشعب الصحراوي والتأثير على حركة التنقل الى الشعب الصحراوي، وفي رد على هذه المؤامرات المغربية، اقام الجيش الجزائر حواجز امنية على الحدود مع موريتانيا ومالي، لمنع كل التهديدات الامنية التي تستهدف مخيمات اللاجئين الصحراويين وهو ما ساهم في حالة الاستقرار التي ينعم بها الشعب الصحراوي داخل المخيمات التي تستقبل سنويا الالاف من المتضامنين الاجانب وتنظيم مختلف التظاهرات الدولية بكل طمأنينة وامن وساعد السلطات الصحراوية في تركيز جهودها على التأمين الداخلي وعلى حدود الولايات والمؤسسات الوطنية للدولة الصحراوية.
مجلة الجيش الجزائري منصة للمرافعة عن عدالة القضية الصحراوية
خصت مجلة الجيش الجزائر في اعدادها المختلفة القضية الصحراوية بملفات خاصة، للتعريف بالقضية الصحراوية وعدالة كفاح الشعب الصحراوي والموقف الجزائري الثابت والداعم للشعب الصحراوي في مسعاه الرامي إلى استعادة حقوقه وتقرير مصيره وفقا للمواثيق الدولية والقرارات الاممية.
وجاء في افتتاحية مجلة الجيش أن "الشعب الجزائري الذي تشبث وبكل قوة وإرادة بحقه في تقرير مصيره مستخدما كافة الوسائل الممكنة والمتاحة قانونيا حتى تمكن من استرجاع سيادته وحريته وكرامته يؤكد اليوم ثبات موقفه وموقف الجزائر على دعم ومساندة الشعب الصحراوي في مسعاه الشرعي الرامي إلى استعادة حقوقه المسلوبة وفي اختيار مستقبله ومصيره وفقا للمواثيق الدولية والقرارات الأممية"
واستدلت افتتاحية المجلة في هذا السياق بالرسالة التي وجهها الرئيس الجزائري بمناسبة ذكرى إعلان تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية التي أكد فيها أيضا بموقف الجزائر الثابت إزاء القضية الصحراوية الذي هو "ليس وليد اليوم وإنما نابع من مبادئ الثورة التحريرية وقيمها".
وأضاف الرسالة نفسها أن "الجزائر تبقى متيقنة من انتصار الحق وبلوغ الشعوب الدائبة في نضالها غايتها المنشودة مهما طال الزمن ومهما كثرت العراقيل والعقبات".
كما ذكرت الافتتاحية بالمناسبة بما "عانته الجزائر من ويلات الاستعمار طيلة قرن وثلث القرن عاش خلالها الشعب الجزائري أسوأ أيامه في ظل الفقر والجوع والنفي والإبادة الجماعية وسلب ثرواته دون مراعاة لأدنى حقوق الانسان التي نصت عليها القوانين الدولية والشرائع السماوية".
وفي الاخير وأمام نبل الجيش الجزائري، وقيمه الراسخة في دعم العدالة والوقوف الى جانب الشعوب المكافحة، يستحضر الشعب الصحراوي بكل الم ومرارة، الغزو العسكري المغربي، الذي لم يفرق بين الاخضر واليابس، وجرائم الجيش الملكي المغربي في حق الشعب الصحراوي ،وقتل وإبادة الصحراويين بدون رحمة ولا شفقة، ولا تزال طائرات الاحتلال المغربي تزهق ارواح الصحراويين بالأراضي المحررة من الجمهورية الصحراوية بشكل متكرر.