القائمة الرئيسية

الصفحات

تعزية في وفاة الام الفاضلة: فاطمة منت محمد سالم ولد البشير


بسم الله الرحمن الرحيم!
" كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ". 
وصلني بديار الغربة خبر إنتقال جارتي الطيبة ، المناضلة،  الحنونة،  أمي و صديقة والدتي و كل عائلتي، أمنا و أختنا و جارتنا ، المغفور لها بإذن الله تعالى،  فاطمة منت محمد سالم ولد البشير. 
لقد رحلت عن هذه الفانية ، شخصية فذة و مكافحة و منافحة عن كرامة هذا الشعب و عن حريته. 
عرفتك ، مسوؤلة عن شباب حي "1"، و كان يطلق عليه  حي " 2 " ، حينها ، مسوؤلة عن حضورنا لمقر الدائرة ساعة يدق الجرس .

لم، آت يومآ لمقر الدائرة إلا و وجدت ، الأم الفاضلة ، فاطمة منت محمد سالم ، في كامل " عسكرتها " ، عاقدة أحزامها تتقدم الصفوف في حملات التثقيف الشعبي و في التجييش و في " معاركنا " الكروية و الفنية مع دائرة "بئر لحلو ".

هناك، كوكبة من نساء دائرة حوزة،  كانت فاطمة منت محمد سالم تتقدمهن نهار " لكريهة ".

أنكية منت سيدي موسي ، نزه و البرهان أمنات أفظيلان، وقاقو من السوداني سهلة ، مغلي منت الصالح ، أغيلة منت لحويمد ، منت مغيا .

لم تستطع سنون الدراسة و الغربة أن تمحي من ذاكرتي مشهد خروجنا من مقر الدائرة، و نحن نتجه لملعب الولاية في "معركة" أخرى من معاركنا الكروية الطاحنة مع دائرة من دوائر الولاية.

ستجد نساء الدائرة و تحت قيادة منظمة ، يتقدمن الصفوف و تحمل كل منهن بطاكة خمسة "مجلدة"، تحمل الماء المحلي بالسكر ، لمساعدة فريق الدائرة على الصمود في مقابلة،  ستقام في عز الصيف.
حمارة الغيظ - إطير  الطير أو ينشق - ، تلتفت و تجد فاطمة منت محمد سالم ، " مسنكة خالفة " و لا قط جاءنا " لعدو " من عندها. 

كانت - رحمة الله عليها - هي و بقية قادة " الكتائب " من نساء الدائرة ، يرددن.....
" يا ألي فالملعب تتموجا....صيب رأسك ، جاتك حوزة ".
لقد كانت مقاتلة شرسة في كل ما يخص " معارك " الدائرة. 
كانت عريفة و مربية  و أمآ .
لن ، تر ، فاطمة منت محمد سالم ، أمام مقر الدائرة، إلآ و أطفالها قد سبقوها. 
مولاي أحمد ، الغوث، باكينا ، أبا ، خطري ، السالكة، عزائي اليوم و عزاكم واحد .

أنتم ودعتم، أمآ ، نقية ، طاهرة ، صابرة ، محتسبة و أنا فقدت أمآ و صديقآ و ناصحآ و جارة ، سيبكيها كل من عرفها. 

تغيبت يومآ ، عن التجييش،  و كانت فاطمة منت محمد سالم ، هي و فتاتة منت هلي - رحمها الله - و أزرادة، راسلهم لي مولانا ، بإعتبارهن  مسوؤلات عن الصف من المخيم ألذي أسكن فيه ( فاطمة عموديآ و فتاتة و أزرادة أفقيآ ) .

كن، يمرن على في الذهاب مع الحي و في رجوعهن مع الحي. 
" يا و يلي،  أنت مزلت هون؟".
في أحد الأيام، لم إت للتجييش، بسبب وعكة صحية - حكمتني الرقبة - .
بعد 10 دقائق،  كانت عندي " كتيبة " النساء،  المكلفة بحضور كل طلبة الحي " للجمع " .
الدائرة " أمثقبها  - غادي فيها النار - " آبيه ولد صلاحي و غوثاه ولد عبد الله  - إن كان حيآ ، آطال الله في عمره و إن كان إنتقل لدار البقاء ، غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر .
المهم، وصلت " الكتيبة " و وجدن الوالدة رحمة الله عليها " تخظ " شي من العلك ، و أنا في حالة يرثى لها. 
قالت ، الأم الحنون ، فاطمة منت محمد سالم ، " يحرك بوك ، البب ( من بيبات ) أمالو تاكي؟
قالت ، لهن الوالدة ، من يامس هذي تكيتو. 
أصل ما أنفقعت فاطمة  و لا صكت - يرحمها  - . 
جلست عند راسي، و قالت ، يكلع اهلك ، أنت أمالك؟

لم، أكن أقدر على الكلام. 

هرعت هي و بقية " الكتيبة " لخيامن و أحضرن الدواء التقليدي و جلسن،  حد إبرد و حد إحمي و حد إفيظ. 

و أنطلقت ، إحداهن مسرعة لمستشفي الولاية،  و حضرت و معها " البولنصيا " و حملن و ركبن معي ، و بقين معي في المستشفى، حتى " أطلس مولانا أسراحي ".

رحم الله، زمنآ لم نسمع فيه ، ذاك ولد أفلان و ذاك ولد أفلان. 

كنا، نسمع ، ألا أنت من أي " الدوائر "؟
لقد كنا " قبليين " كبارآ، و لكن قبليتنا،  كانت هي " دائرتنا " و " ولايتنا " و " كتيبتنا ".

كان ، يجمعنا شيء،  أكبر من القبيلة. 
شيء ، إسمه الوطن .
فاطمة، لم تكن تعترف ، إلآ بحقيقتين :
بدائرة " حوزة " و بالوطن.  
لقد رحلت أليوم و أخذت معها جزء منا و جزء من الوطن.  
رحمك ، الله يا فاطمة و زفك اليوم عروسآ من خير نساء أهل الجنة و جعلك مع النبئين و الشهداء و الصديقين و حسن أولئك رفيقا. 
أخي و صديقي البشير، لقد فقدت و فقدنا معك " خالفة " من أخوالف هذه القضية. 
كان على الله إتمام وعده و عليك بالصبر. 
فصبرآ جميلآ.
الدكتور  : بيبات أبحمد.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...