" كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ".
وصلني بديار الغربة خبر إنتقال جارتي الطيبة ، المناضلة، الحنونة، أمي و صديقة والدتي و كل عائلتي، أمنا و أختنا و جارتنا ، المغفور لها بإذن الله تعالى، فاطمة منت محمد سالم ولد البشير.
لقد رحلت عن هذه الفانية ، شخصية فذة و مكافحة و منافحة عن كرامة هذا الشعب و عن حريته.
عرفتك ، مسوؤلة عن شباب حي "1"، و كان يطلق عليه حي " 2 " ، حينها ، مسوؤلة عن حضورنا لمقر الدائرة ساعة يدق الجرس .
لم، آت يومآ لمقر الدائرة إلا و وجدت ، الأم الفاضلة ، فاطمة منت محمد سالم ، في كامل " عسكرتها " ، عاقدة أحزامها تتقدم الصفوف في حملات التثقيف الشعبي و في التجييش و في " معاركنا " الكروية و الفنية مع دائرة "بئر لحلو ".
هناك، كوكبة من نساء دائرة حوزة، كانت فاطمة منت محمد سالم تتقدمهن نهار " لكريهة ".
أنكية منت سيدي موسي ، نزه و البرهان أمنات أفظيلان، وقاقو من السوداني سهلة ، مغلي منت الصالح ، أغيلة منت لحويمد ، منت مغيا .
لم تستطع سنون الدراسة و الغربة أن تمحي من ذاكرتي مشهد خروجنا من مقر الدائرة، و نحن نتجه لملعب الولاية في "معركة" أخرى من معاركنا الكروية الطاحنة مع دائرة من دوائر الولاية.
ستجد نساء الدائرة و تحت قيادة منظمة ، يتقدمن الصفوف و تحمل كل منهن بطاكة خمسة "مجلدة"، تحمل الماء المحلي بالسكر ، لمساعدة فريق الدائرة على الصمود في مقابلة، ستقام في عز الصيف.
حمارة الغيظ - إطير الطير أو ينشق - ، تلتفت و تجد فاطمة منت محمد سالم ، " مسنكة خالفة " و لا قط جاءنا " لعدو " من عندها.
كانت - رحمة الله عليها - هي و بقية قادة " الكتائب " من نساء الدائرة ، يرددن.....
" يا ألي فالملعب تتموجا....صيب رأسك ، جاتك حوزة ".
لقد كانت مقاتلة شرسة في كل ما يخص " معارك " الدائرة.
كانت عريفة و مربية و أمآ .
لن ، تر ، فاطمة منت محمد سالم ، أمام مقر الدائرة، إلآ و أطفالها قد سبقوها.
مولاي أحمد ، الغوث، باكينا ، أبا ، خطري ، السالكة، عزائي اليوم و عزاكم واحد .
أنتم ودعتم، أمآ ، نقية ، طاهرة ، صابرة ، محتسبة و أنا فقدت أمآ و صديقآ و ناصحآ و جارة ، سيبكيها كل من عرفها.
تغيبت يومآ ، عن التجييش، و كانت فاطمة منت محمد سالم ، هي و فتاتة منت هلي - رحمها الله - و أزرادة، راسلهم لي مولانا ، بإعتبارهن مسوؤلات عن الصف من المخيم ألذي أسكن فيه ( فاطمة عموديآ و فتاتة و أزرادة أفقيآ ) .
كن، يمرن على في الذهاب مع الحي و في رجوعهن مع الحي.
" يا و يلي، أنت مزلت هون؟".
في أحد الأيام، لم إت للتجييش، بسبب وعكة صحية - حكمتني الرقبة - .
بعد 10 دقائق، كانت عندي " كتيبة " النساء، المكلفة بحضور كل طلبة الحي " للجمع " .
الدائرة " أمثقبها - غادي فيها النار - " آبيه ولد صلاحي و غوثاه ولد عبد الله - إن كان حيآ ، آطال الله في عمره و إن كان إنتقل لدار البقاء ، غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر .
المهم، وصلت " الكتيبة " و وجدن الوالدة رحمة الله عليها " تخظ " شي من العلك ، و أنا في حالة يرثى لها.
قالت ، الأم الحنون ، فاطمة منت محمد سالم ، " يحرك بوك ، البب ( من بيبات ) أمالو تاكي؟
قالت ، لهن الوالدة ، من يامس هذي تكيتو.
أصل ما أنفقعت فاطمة و لا صكت - يرحمها - .
جلست عند راسي، و قالت ، يكلع اهلك ، أنت أمالك؟
لم، أكن أقدر على الكلام.
هرعت هي و بقية " الكتيبة " لخيامن و أحضرن الدواء التقليدي و جلسن، حد إبرد و حد إحمي و حد إفيظ.
و أنطلقت ، إحداهن مسرعة لمستشفي الولاية، و حضرت و معها " البولنصيا " و حملن و ركبن معي ، و بقين معي في المستشفى، حتى " أطلس مولانا أسراحي ".
رحم الله، زمنآ لم نسمع فيه ، ذاك ولد أفلان و ذاك ولد أفلان.
كنا، نسمع ، ألا أنت من أي " الدوائر "؟
لقد كنا " قبليين " كبارآ، و لكن قبليتنا، كانت هي " دائرتنا " و " ولايتنا " و " كتيبتنا ".
كان ، يجمعنا شيء، أكبر من القبيلة.
شيء ، إسمه الوطن .
فاطمة، لم تكن تعترف ، إلآ بحقيقتين :
بدائرة " حوزة " و بالوطن.
لقد رحلت أليوم و أخذت معها جزء منا و جزء من الوطن.
رحمك ، الله يا فاطمة و زفك اليوم عروسآ من خير نساء أهل الجنة و جعلك مع النبئين و الشهداء و الصديقين و حسن أولئك رفيقا.
أخي و صديقي البشير، لقد فقدت و فقدنا معك " خالفة " من أخوالف هذه القضية.
كان على الله إتمام وعده و عليك بالصبر.
فصبرآ جميلآ.
الدكتور : بيبات أبحمد.