لم تكن صدف التاريخ رحيمة بايمانويل ماكرون ولم يكن هو رحيم مع نفسه فمنذ دخوله الى قصر الاليزي ومكانة فرنسا في المنظومة الدولية تتراجع واقتصادها الوطني يتآكل وبين احتجاجات السترات الصفراء والحرب الروسية الاوكرانية وموجة التحرر الثانية في افريقيا وصعود اليمين المتطرف في أمريكا وأوروبا كانت لعبة السياسية تقلبه كالتلميذ المبتدئ.
عمقت الانتخابات الأخيرة من أزمته في الحكم بعد الصعود المفاجئ لاحزاب اليمين المتطرف التى وجد نفسه مجبرا ان يتقاسم معها السلطة الى درجة أصبح فيها وزير الداخلية يدير السياسية الفرنسية الخارجية في سابقة تسئ لتاريخ الجمهورية الخامسة التى حرص شارل ديغول على أن تكون جمهورية بصلاحيات رئاسية واسعة.
تحول ماكرون الى دمية بيد اليمين المتطرف الحالم بفرنسا الاستعمارية، برامجه وسياساته مبنية على عقيدة الكراهية والحقد والضغينة التاريخية تجاه الشعوب الافريقية ولذا وجدوا ضالتهم في هذا الصبي الذي يفتقر الى الكاريزما والقيادة وسيطروا على المشهد السياسي والاعلامي يبثون رسائل الحقد والكراهية تجاه الاجانب من العرب والمسلمين.
ربما يكون انهيار الجمهورية الخامسة التى تأسست في عصر شارل ديغول على يد ايمانويل ماكرون نتيجة لمجموعة من العوامل لعل أبرزها انحصار النفوذ الفرنسي في افريقيا في المغرب وبعض الدويلات الفرانكوفونية الهشة كالساحل العاج والغابون وتراجع مكانتها الدولية خاصة بعد عودة دونالد ترامب.
بقلم الأستاذ علالي محمود