تفرجت في مقطع قصير للدكتور الشرقاوي الروداني الخبير في الدراسات الجيوسياسية من العاصمة الموريتانية نواگشوط و هو كيدعو موريتانيا لكي تحذو حذو فرنسا و إسبانيا و الولايات المتحدة اللي إعترفت مؤخرا "بمغربية الصحراء" (....).
يبدو أن هاد السيد حقيقة لا يفقه شيئا في الجيوبوليتيك و لا يعرف خصوصية المجتمع البيظاني حينما تكلم بتلك الطريقة الفوقية و التي لم تحترم القرار السيادي لموريتانيا.
يبدو كذلك أن الدكتور الشرقاوي ما عارفش بأن موريتانيا وقعات إتفاق سلام مع الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب في سنة 1979 بعد حرب ضروس تكبدات فيها عناصر الجيش الموريتاني خسائر كبيرة بل كانت قد وصلت قوات البوليساريو إلى العاصمة نواگشوط و إضطرت في النهاية موريتانيا أنها تخرج من هاد الصداع اللي تورطات فيه و إنسحبات من إقليم وادي الذهب مقابل الإعتراف بالجبهة كممثل شرعي و وحيد للشعب الصحراوي و إحترام الوحدة الترابية للشعبين الموريتاني و الصحراوي (شوف نص الإتفاق في التعليق)
يبدو كذلك أن الدكتور الشرقاوي الروداني ما عارفش خصوصية و طريقة تفكير المجتمع الحساني، وما عارفش أن ما يربط الموريتانيين بالصحراويين أكبر بكثير من ما يربطهم بالمغاربة، بحال تقدر تقول إلى كان المغربي أخ، فالصحراوي شقيق ولد باه و مو.
موريتانيا إلى حدود الساعة تقف على الحياد الإيجابي في موضوع نزاع الصحراء الغربية، تحتفظ بمدينة الگويرة و تطالب بتقرير مصير للشعب الصحراوي، و ما كرهاتش اليوم قبل غدا يتحل هاد المشكل الحدودي فشمال البلاد، لأن موريتانيا عدد أفراد الجيش ديالها لا يتجاوز 25 ألف جندي و خاصهم يراقبوا حدود شاسعة تصل إلى خمسالاف كلمتر، و عدم الإستقرار في الشمال يؤثر على الأمن القومي الموريتاني و على الإستقرار السياسي فالبلاد.
هاد الخرجة الإعلامية للنائب البرلماني عن حزب الأصالة و المعاصرة سابقا من قلب نواگشوط خلات واحد الصدى سلبي و اثارت سخط عارم لدى الرأي العام الموريتاني اللي شافوا أن طريقة طرح الدكتور الشرقاوي الروداني للموضوع كان فيه الكثير من التعالي والكثير من الإهانة لإستقلالية القرار السيادي الموريتاني و عطا إنطباع و كأن موريتانيا حديقة خلفية للمغرب، اللي للإشارة هاد الأخير كان كيرفض الإعتراف بإستقلالها من 1960 حتى ل 1969 حتى رضخ العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني فنهاية المطاف للقانون الدولي و إعترف بموريتانيا دولة مستقلة كاملة السيادة في مؤتمر القمة الإسلامي الأول في الرباط.
الرباط بالمناسبة اللي خدمات على اللوبيينغ فموريتانيا بشكل كبير فالسنوات الأخيرة و قدرات أنها تخلق تيار موريتاني داعم لمغربية الصحراء لكن ما وصلش هاد اللوبيينغ إلى مستوى تغيير القرار السياسي الرسمي لموريتانيا بخصوص هاد الملف ديال الصحراء الغربية.
الموريتانيين لحد الساعة دايرين الخاطر للجميع، كيستقبلوا العاهل المغربي و كيستقبلوا زعيم جبهة البوليساريو و كيفرشوا ليهم السجاد الأحمر بجوج، لكن اللي فراس الجمل فراس الجمّالة.
(الصورة من حفل توقيع إتفاق السلام بين موريتانيا و الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب في الجزائر في الخامس من غشت سنة 1979 بين بشير مصطفى السيد من البوليساريو و المقدم أحمد سالم ولد سيدي من موريتانيا (هاد الأخير تعدم في 1981 بعد محاولة انقلاب فاشلة تورط فيها ضد الرئيس ولد هيدالة).
بقلم الناشط المغربي هشام شارم