أثارت مشاهد نقل سيّدة مغربية حامل على متن نعش مخصص للأموات في منطقة “تكوخت” الجبلية التابعة لجماعة أيت تمليل بإقليم أزيلال، جدلا واسعا، بين من ندّد بالظروف القاسية والعزلة التي يعيشها السكان، ومن ألقى باللوم عليهم لاستمرارهم في العيش في مناطق يصعب الوصول إليها.
ووفقا للصور المتداولة، ظهر أهالي المنطقة وهم يحملون نعشا مخصّصا لنقل الأموات فوق أكتافهم، قالوا إنّهم اضطروا لحمل سيّدة حامل داخله بعدما باغتها المخاض، كانوا يسيرون على الأقدام وفي جبال وعرة، من أجل الوصول إلى سيارة الإسعاف التي تعذّر عليها الوصول إلى المنطقة بسبب صعوبة الطريق، حتّى يتم إيصالها إلى المستشفى.
وأثارت القصة تفاعلا واسعا وسط المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقد مستخدمون تدهور البنية التحتية بالمنطقة وغياب الطرقات المؤدية إليها، وكتب الناشط عبد الرحيم وزاني تعليقا قال فيه “مشهد يهزّ القلوب ويعكس واقعا مريرا من التهميش وضعف البنية التحتية في المناطق النائية، متى ستتحرك المسؤولية لإنقاذ أرواح تعاني في صمت بين الجبال؟
أما الناشط عبد الرزاق فرحان، فعلّق قائلا “هذا الأمر يتكرّر تقريبا كل سنة”، بينما تساءل مدوّن آخر يدعى ياسين المغاري، عن عدم إرسال مروحية لنقل المرأة الحامل إلى المستشفى.
في المقابل، حمّل الناشط عبدالله ورزان المسؤولية للسكان واختيارهم العيش في مناطق جبلية وعرة، وكتب “هؤلاء الناس يجب عليهم السكن في مناطق سهل الوصول إليها وليس في الأماكن الوعرة بين الجبال، حتى المروحية لا تستطيع النزول فيها، وفتح طريق سيكلّف الدولة ميزانية كبيرة”، وهو الأمر الذي دعمه فيه المدون عزيز الخلوفي، الذي دعا المواطنين إلى بناء منازل على جوانب الطرقات.
المصدر: دزاير توب