دقّ الباحث الأكاديمي المغربي، محمد الناجي، ناقوس الخطر، محذّرا من مخاطر التطبيع الأكاديمي على مستقبل المملكة، والذي من خلاله يمعن الكيان الصهيوني في اختراق الطلبة والأساتذة لجعلهم أكثر تقبلا للمسار التطبيعي “التخريبي”.
وكشف الأستاذ الجامعي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، في ندوة حول “الاختراق الصهيوني في قطاع التعليم العالي”، أن التعاون الأكاديمي بين المغرب والكيان الصهيوني “ليس مجرد تبادل علمي وتقني كما يُسوّق له، بل يخفي وراءه أهدافًا استراتيجية تتعلق باستحواذ الكيان الصهيوني على البيانات الحساسة للجامعات المغربية واستخدامها لتحقيق أجنداته الاستخباراتية”.
وأكد المتحدث ذاته أن “الاتفاقيات التطبيعية أظهرت المغرب كحقل تجارب لصالح الكيان الصهيوني في مجالات عدة، من بينها الزراعة والذكاء الاصطناعي”، محذرًا من أن هذه المشاريع “قد تهدّد الأمن القومي المغربي من خلال جمع الكيان الصهيوني لمعلومات وتحليلها لما يخدم أجندته الخفيّة”.
وأوضح الباحث أن الكيان الصهيوني يستخدم الجامعات المغربية كـ”جسر للوصول إلى الطلبة والأساتذة وخاصة الأجيال المقبلة التي ستتولى قيادة المغرب في المستقبل”، منتهجًا إستراتيجية التدرّج للوصول إلى أهدافه، من خلال إبرام مذكّرات تفاهم واتفاقيات كوسيلة لتحقيق أهداف أعمق وعلى المدى البعيد.
واعتبر جامعة “محمد السادس متعددة التخصصات” “بطلة” التطبيع الأكاديمي في المغرب، باعتبارها “أول جامعة مغربية تنخرط بقوة في هذا المسار “التدميري”، مع زيارة أربعة طلاب مغاربة للكيان الصهيوني في إطار اتفاقية شراكة بينها وبين جامعة “بن غوريون” الصهيونية، ثم توسّعت الاتفاقيات لتشمل شراكات بين مؤسسات جامعية مغربية مختلفة وأخرى صهيونية، فضلاً عن توقيع اتفاقيات مع وزارة التعليم والبحث العلمي المغربية ونظيرتها الصهيونية، مما أعطى الطابع الرسمي لهذا المسار.
إلى ذلك، انتقد الناجي اتخاذ قرارات توقيع الاتفاقيات مع الجامعات الصهيونية بـ “شكل أحادي وفي الخفاء، دون استشارة الأساتذة والطلبة والأجهزة المعنية داخل الجامعة، في تجاهل تام للقوانين واللوائح الداخلية. أما مضامينها، فيكتنفها الغموض والضبابية، مما يثير تساؤلات عديدة حول مدى شرعيتها”.
وتوقف عند الأبعاد الخفية للتطبيع الأكاديمي والخطر الذي يشكله هذا التعاون على الأمن القومي المغربي، مؤكدًا أن الجامعات الصهيونية “ليست مؤسسات بحثية محايدة، بل جزء من منظومة تدعم الاحتلال والتقتيل في فلسطين”.
فيما وصف شراكات ”المخزن” مع الكيان الصهيوني بأنها “أداة” يستخدمها هذا الأخير لـ “نقل المعلومات للتجسس ودراسة الحالات، معتمدًا على أساليب القرصنة والسرقة سواء في المجال الزراعي أو في التقنيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي”، لافتًا إلى أنه “من أجل تحقيق هذه الغاية، فهو يعتمد أيضًا على بعض الدول لإدخاله كشريك في مشاريع في مجال البحث العالمي لا تضيف شيئًا جوهريًا سوى لتسهيل التطبيع”.