تقول النكتة أو الحقيقة أن السوريين، منذ حكمهم الأسد الاب والأسد الابن، تم استصدار مرسوم ينزع كل كلمة "أسد" من الكتب المدرسية واستبدالها بكلمة "سبع"، وأنه كانت هناك متابعات من طرف الأمن الفكري للكُتاب الذين يكتبون كلمة " أسد" في نصوصهم حتى الأدبية منها. في بعض الفيديوهات، بعد هروب الأسد، يظهر بعض الشبان يصرخون: الأسد حيوان، الأسد حيوان.
الآن تبع بشار الأسد كوكبة الديكتاتوريين الذين سبقوه، والذين كانوا خارجين عن إملاءات أمريكا مثل صدام، القذافي، زين العابدين، صالح، البشير، والمفارقة أن كل هؤلاء حكموا أكثر من خمسة وعشرين سنة وحكمت معهم زوجاتهم وأصبح ابناؤهم هم الحكومة، وسقطوا بسهولة، وتحولت بلدانهم بعد سقوطهم إلى جحيم عظيم وفقر واقتتال. ترى هل سيحدث لسوريا ما حدث للبلدان العربية التي ثارت على حكامها، وتتحول هي الأخرى إلى خراب؟ سيكون الأمر محزن جدا، ولا أحد يتمنى ذلك، ولا أحد يتمنى أن يسمع يوما ما شخصا يتأسف على أيام الديكتاتور الأسد مثلما تأسفوا في العراق على أيام صدام، وفي ليبيا على أيام القذافي. أول من استغل الفرصة هي إسرائيل، ففي الساعات الأولى بعد هروب بشار "السبع" احتلت شريطا استراتيجيا على الحدود، دمرت مخازن السلاح والطيران العسكري ونفضت يدها من الاتفاقيات ولسان حالها يقول: سوريا عدو تاريخي حَكمها من حَكمها، وهذه فرصة وفوضى يجب استغلالها. المعارضة التي ازاحت " السبع" هي علبة ألوان أو طيف لا أحد يعرف توجهه، وليس من توليفة واحدة، وكله مسلح، وكل مجموعة لها خلفياتها. البعض مدعوم من الغرب، البعض من إيران، البعض من العرب، وربما البعض من إسرائيل، والبعض من تركيا والبعض من روسيا، وبالتالي قد يكون المشهد مستقبلا مثيرا جدا ومخيفا. لا أحد لديه تصور لما هو آت. إسرائيل خائفة، تركيا خائفة، العرب خائفون، إيران خائفة أشد الخوف لأنه، في حالة قيام نظام آخر له علاقة بإسرائيل، فذلك يعني نهاية حزب الله ومعه لبنان. النتيجة الوحيدة المضمونة هي أن كلمة " أسد" ستعود إلى المناهج، وسيصبح الأسد حيوانا غير مقدس مثلما كان على عقود في دمشق.
السيد حمدي يحظيه