شهدت مختلف مدن المغرب اليوم الأحد، في الذكرى الرابعة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، تصاعدا في الاحتجاجات الشعبية الغاضبة الرافضة لهذا “التحالف الخياني”، الذي جعل من المغرب شريكا في جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في حقّ الفلسطينيين.
وتأتي هذه الاحتجاجات للتعبير مجددا عن رفض هذا التطبيع الذي لم يعد مجرد خطوة سياسية فحسب، بل تحول إلى مشاركة فعلية في آلة القتل والإبادة التي تفتكّ بالشعب الفلسطيني في غزة، وتطال الأبرياء في لبنان، ففي الوقت الذي يواصل النظام المغربي التواطؤ مع الكيان الصهيوني، يظل الشعب المغربي ثابتا في رفضه لهذا التحالف المذلّ، مطالبا بقطع أي علاقة مع الاحتلال الذي لا يتورع عن ارتكاب المجازر.
المغاربة الذين خرجوا في أكثر من 20 مدينة، من الدار البيضاء إلى طنجة، لم يكتفوا بالتعبير عن رفضهم للتطبيع، بل وصفوا هذه العلاقات بأنها خيانة علنية وإذعان لإملاءات خارجية هدفها سحق كل أشكال التضامن مع فلسطين، مؤكدين أن التطبيع، الذي امتدّ ليشمل المجالات العسكرية، لم يقتصر على كونه جريمة سياسية، بل بات أداة تتيح للكيان الصهيوني التمادي في قتل الفلسطينيين وتدمير مستقبلهم.
وخلال هذه السنوات الأربع، لم تتوقف الساحات والشوارع في المدن المغربية عن المطالبة بإسقاط التطبيع وتجريمه وطرد ممثلي الكيان في الرباط وغلق ما يسمى بـ “مكتب الاتصال”، رغم المضايقات المختلفة التي واجهت بها السلطات مناهضي التطبيع.
فإضافة إلى حصار الاحتجاجات ومنعها، تعرّض مناهضو التطبيع على مدى هذه الفترة للتوقيف والاعتقال، وصدرت في حقهم أحكام سالبة للحرية، وتعرضوا لإصابات خلال الاحتجاجات، لكن ذلك لم يوقف مسلسل مناهضة التطبيع، المستمر إلى اليوم.
وبالمناسبة، دعت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع” إلى المشاركة المكثفة في هذه الاحتجاجات والاحتجاجات المقررة خلال الأيام القليلة القادمة، تحت شعار: “مناهضة التطبيع ودعم كفاح الشعب الفلسطيني، مسيرة واحدة”.
وتشكل الذكرى الرابعة للتطبيع، حسب الجبهة، مناسبة من أجل التعبير من جديد عن الموقف الشعبي الرافض بالكل والمطلق لهذه العلاقات مع كيان مجرم يتابع زعماؤه من طرف المحكمة الجنائية الدولية.
وشددت على أن “التطبيع جعل من المغرب شريكا غير مباشر” في حرب الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، فمن خلال تسهيل مرور الأسلحة عبر موانئه وتوقيع اتفاقيات مخزية في شتى المجالات، يضع النظام المغربي نفسه في صفّ المعتدين، متجاهلا دماء الأبرياء ومعاناة المحاصرين، مضيفة أن هذه الخيانة العظمى ليست فقط طعنة في ظهر الفلسطينيين، بل وصمة عار على جبين كل من ساهم في ترسيخ هذا التحالف المقيت مع الكيان المجرم.