أعلنت شركة “إنرجيان” اليونانية، المتخصصة في التنقيب عن الغاز، احتمالية انسحابها من مشروع استخراج الغاز في حقل “أنشوا” البحري بالمغرب.
جاء هذا الإعلان بعد تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة، ماثيوس ريغاس، الذي كشف أن نتائج الحفر لم تحقق ما كان متوقعًا، حيث لم تسفر عن كميات الغاز المطلوبة.
وأثار إعلان ريغاس موجة من القلق حول مستقبل الأمن الطاقوي للمغرب. فبعد أن روجت الحكومة المغربية لهذا المشروع على أنه اكتشاف واعد سيحل أزمة الطاقة التي يعاني منها المغرب، وضع هذا الانسحاب علامة استفهام كبيرة حول جدوى هذا الاستثمار.
وأشار ريغاس إلى أن المشروع قد يكون مناسبًا لشركة أصغر، مؤكدًا أن شركته ستوجه جهودها نحو مناطق أخرى مثل شرق المتوسط والشرق الأوسط واليونان، على أساس أن الأخيرة هي البلد الأم التي انطلقت منها الشركة.
وعلى الرغم من تواجد الغاز في الحقل، إلا أن الكميات المكتشفة ليست بالحجم الذي يطابق تطلعات “إنرجيان”. وتجنب ريغاس الإفصاح عن حجم الاكتشافات، قائلاً إن الحكومة المغربية لم تكشف عنها بعد.
ورغم هذه التصريحات، التزمت وزارة الطاقة المغربية الصمت دون تأكيد أو نفي.
الجدير بالذكر أن الاتفاق المبرم بين المغرب و”إنرجيان” تضمن نسبة 45% للشركة اليونانية، بينما حصلت “شاريوت” البريطانية على 30%، مع امتلاك المكتب الوطني المغربي للهيدروكاربورات والمعادن نسبة 25%.
وبعد الحفر على عمق 3045 مترًا، بوساطة سفينة الحفر ستينا فورث، في مساحة 349 مترًا من الماء، تأكد أن طبقات الغاز أقل من النموذج الجيولوجي قبل الحفر، كما أن هناك خزانات أخرى كانت مستهدفة، اتضح أنها تحمل المياه، هذا ما دفع الرئيس التنفيذي لشركة إنرجيان ماثيوس ريغاس، إلى إعلان انسحابه من المشروع، بسبب ما وصفه “نتائج غير متوقعة ولا ترقى إلى مستوى التطلعات”.
ليست هذه المرة الأولى التي تفشل فيها شركة أجنبية في استخراج الغاز، إذ أعلنت شركة “بريداتور أويل آند غاز” البريطانية في جانفي 2023 فشلها خلال عمليات الحفر في الوصول إلى عمق يسمح لها باستخراج الغاز من حقل غرسيف في المغرب.
يأتي هذا التطور وسط أزمة طاقة يعاني منها المغرب، خاصة بعد توقف إمدادات الغاز الجزائرية نتيجة السلوك العدواني للرباط تجاه الجزائر، وتهديد أمن المنطقة بعد التحالف المغربي مع الكيان الصهيوني مما أدى إلى اعتماد المغرب على استيراد الغاز المسال بتكلفة مرتفعة عبر السفن.
وتسعى المملكة المغربية لتعويض إمدادات الغاز الجزائري، من خلال تسريع الاستثمارات للتنقيب على الغاز بعدة مناطق، لكن اكتشافات الغاز الطبيعي في المغرب تبقى مجرد إعلانات، ولم تستطع توفير مخزون استراتيجي قابل للاستهلاك.