في سنة 2016م، دفع الديمقراطيون الأغبياء هيلاري كلينتون لمنافسة الوحش الثري ترامب. في أول يوم من الحملة الانتخابية، قال ترامب أنه سيهزمها بسهولة، وأنها ضعيفة أمام فحولته، وبدل أن تحاول هيلاري التركيز على مجالات أخرى، راحت تحاول أن تدفع عنها تحرش ترامب وترد عليه، بينما واصل هو التحرش بها حتى من فوق منابر حملته الانتخابية. تعاملت المرشحة الديمقراطية هيلاري مع ترامب، في الحملة الانتخابية، مثلما تتعامل امرأة تحرش بها رجل جسور في الشارع؛ تتبع الغريزة، وتحاول الدفاع عن نفسها فقط بدل أن تهاجم.
في سنة 2020م، نافس بإيدن "لَمَسْوسْ" ترامب، ورغم الفرق الشاسع بين الرجلين في كل شيء إلا أن بايدن، الذي لا يعرف بماذا تغذى أمس، فاز لأن ترامب لم يستطيع التحرش به. الآن-2024-بدا واضحا أن الديمقراطيين الأغبياء لم يفهموا درس 2016م عندما رشحوا امرأة يحمر وجهها خجلا كلما تحرش بها ترامب. بدل من أن يرشح الديمقراطيون رجلا، رشحوا امرأة أخرى أقل ثقة في نفسها، وأكثر هشاشة أمام التحرش من هيلاري التي ترشحت سنة 2016م. المرشحة الجديدة، كمالا هارس، ركزت هي الأخرى على رد تحرش ترامب بها، وراحت تنتظر أن يقول لها كلمة ما لترد عليه بخطاب من على منابر حملتها الانتخابية تماما مثلما تفعل أية امرأة مرتبكة إذا تحرش بها رجل في الشارع. من خلال سيرته المتوحشة، والقضايا المرفوعة ضده من طرف النساء، ظهر أن ترامب له خبرة واسعة في التحرش، وفي معرفة خبايا غريزة المرأة التي تحاول دائما الدفاع عن شرفها وعن نفسها. فحين رشح الحزب الديمقراطي كمالا هاريس احتفل ترامب، وقال في أول تجمع انتخابي له: هذه هزيمتها أسهل من هزيمة بايدن بكثير. تتذكرون أنه في المناظرة التي جرت بين الإثنين-ترامب وهاريس-فازت عليه، لأن من اداروا المناظرة كانوا يطرحون الأسئلة، وقيدوا ترامب بإجابات محددة ولم يتركوا له المجال ليتحرش بكمالا هاريس على المباشر، فانهزم. بعد المناظرة مباشرة، قال ترامب: لا مناظرة بعد اليوم مع هذه المرأة، لكن سأهزمها في مناظرات أخرى ليس أمام الصحافة الغبية. بدل أن تركز كمالا على المهم، وتُخرج ترامب من ذهنها بقيت حبيسة محاولة معرفة ما هي المناظرات السرية التي سيهزمها فيها ترامب بعيدا عن أعين الجمهور والصحافة الغبية. فاز ترامب لكن ليس كسياسي ماهر ورجل دولة، إنما كمتحرش مشهور بغزواته النسائية، ومن حسن حظه أن الحزب الديمقراطي الأمريكي الغبي لم يفهم عقلية الضبع ترامب ووضع في طريقه غزالتين ضعيفتين أمام التحرش.
السيد حمدي يحظيه