شهدت العاصمة المجرية بودابست من 8 إلى 10 نوفمبر 2024 انعقاد المنتدى الأوروبي الثامن للقوى اليسارية والخضراء والتقدمية، حيث أتاح المنتدى منصة مهمة لقضية الصحراء الغربية. وقد قامت جبهة البوليساريو بتسليط الضوء على نضال الشعب الصحراوي المستمر من أجل تقرير المصير، معززةً موقفها بقرار محكمة العدل الأوروبية . في 4 أكتوبر، ألغت المحكمة الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب التي شملت الصحراء الغربية، وأكدت أن هذه الاتفاقيات قد أُبرمت دون موافقة الشعب الصحراوي. ويُعتبر هذا القرار خطوة تاريخية في تأكيد حق الصحراويين في تقرير مصيرهم، والحد من الاستغلال الاقتصادي المغربي لموارد الإقليم.
الأهداف الرئيسية لهذه المشاركة: في المنتدى، شددت جبهة البوليساريو على أن على أوروبا احترام قرار محكمة العدل الأوروبية، والتوقف عن كل الاتفاقيات التجارية مع المغرب التي تستغل موارد الصحراء الغربية. ودعت إلى:
تنفيذ قرار محكمة العدل الأوروبية: حثّ الوفد الحكومات الأوروبية على اتباع قرار المحكمة، والضغط على مؤسسات الاتحاد الأوروبي لاحترام حقوق الشعب الصحراوي وحماية موارده من الاستغلال غير المصرح به.
تعزيز الدعم لتقرير المصير: دعت بعثة الصحراويين الأحزاب اليسارية الأوروبية إلى دعم استفتاء سلمي، مدعوم من الأمم المتحدة، يسمح للصحراء الغربية بتحديد وضعها السياسي.
التضامن الدولي: من خلال رفع الوعي حول قرار المحكمة، عزز الوفد قضية الصحراء الغربية في الكفاح من أجل تقرير المصير، مسلطًا الضوء على التشابه بين نضال الصحراويين والحركات المناهضة للاستعمار في أوروبا وحول العالم.
إعلان المنتدى الختامي وقضية الصحراء الغربية: أعرب الإعلان الختامي للمنتدى عن دعمه الصريح لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وحثّ الاتحاد الأوروبي على إنهاء الاتفاقيات التي تشمل الصحراء الغربية دون موافقة شعبها. من خلال تكرار لغة قرار محكمة العدل الأوروبية، أكّد المشاركون في المنتدى أن احترام سيادة الصحراويين ضروري لأي اتفاقات دولية شرعية تتعلق بأراضيهم ومواردهم.
أهمية مشاركة الصحراويين:
تعزيز الشرعية القانونية والسياسية: قدّم قرار محكمة العدل الأوروبية للوفد الصحراوي أساسًا قانونيًا قويًا للطعن في ادعاءات السيادة المغربية واستغلالها الاقتصادي للصحراء الغربية. وأكد أن المجتمع الدولي، خصوصًا الاتحاد الأوروبي، يجب أن يضع حقوق الإنسان والنزاهة القانونية في مقدمة أولوياته.
توسيع التحالفات في أوروبا: ساعدت مشاركة جبهة البوليساريو مع اليساريين الأوروبيين في بناء تحالف يدعو الاتحاد الأوروبي إلى احترام قرار المحكمة الأوروبية. ويمكن أن يُترجم هذا التضامن إلى تغييرات في السياسات داخل البرلمان الأوروبي وبين الدول الأعضاء، مما يضغط على الاتحاد الأوروبي للتوقف عن الأنشطة الاقتصادية في الصحراء الغربية التي تنتهك قرار المحكمة.
تعزيز حقوق الإنسان والدعوة البيئية: من خلال دمج حقوق الإنسان والعدالة البيئية في رسالتهم، ربطت البوليساريو أهدافها بالمخاوف التقدمية الأوروبية الأوسع، مؤكدين أن استغلال موارد الصحراء الغربية دون موافقة هو قضية بيئية وحقوقية.
إن تأييد المنتدى للقضية الصحراوية واعترافه بقرار محكمة العدل الأوروبية كأساس للعمل يشكل خطوات هامة نحو بناء دعم دولي لحل سلمي لنزاع الصحراء الغربية. ومع دعم الناشطين والسياسيين الأوروبيين لحق الصحراويين في تقرير المصير، تكتسب الجهود الدبلوماسية لجبهة البوليساريو زخمًا، مما يعزز من ظهور الحركة الصحراوية وتأثيرها على الساحة الدولية.