القائمة الرئيسية

الصفحات

فرصة جبهة البوليساريو لتكسير عظام الأعداء في أوروبا؛


توليفة القانون و السياسة، شبيهة إلى حد بعيد بثنائية المعارضة و الموالاة، لكل منهما أهداف و غايات، يسعى بالطرق المتاحة إلى تحقيقها، و الصدام فرضية قائمة و هي الغالبة، فإن لم يكن للقانون رؤية تستثمر في قوته، عصفت رياح السياسة «الخبيثة» بفاعلية القانون و أفرغته من محتواه و مقصده.
التوجهات السياسية الأوروبية في السنوات الأخيرة، أظهرت عداء كبير للقضية الصحراوية، بل ذهبت إلى السعي وراء إغبارها و شلها و تقويض جهود حلها، و ليست المواقف الإسبانية و الفرنسية إلا غيض من فيض هذه الدسائس، و لو كان الأمر كله بيدهم، لما بقي للشعب الصحراوي قائمة منذ عقود.
صمت الدول الأوروبية المنهزمة و ترك المغرب يصارع تبعات الحكم وحيداً عبر بيان فارغ المحتوى و هزيل، ينبئ بأن الجمع إفترق، و بدأت مرحلة جديدة «ما بعد الحكم»، هذه المرحلة بالذات هي الإمتحان الأصعب، الذي سيختبر قدرات جبهة البوليساريو السياسية و ماهية أهدافها الإستراتيجية و طموحاتها، و هي التي تدخل المعترك متسلحة بقوة القانون.
عنصر المبادرة في مفهوم السياسة مهم جداً، و هو سلاح ليس متاح للجميع و غير متوفر دائماً، ما يعني أن إغتنامه و تحديد ظروف استخدامه و زمانها، جزئية غاية في الأهمية، حتى يحقق أهدافه، و ليس هناك سند أفضل من القانون، للمبادرة بمعركة دبلوماسية و إعلامية و سياسية، تكون بمثابة تكملة لمشوار الإنتصار في المعركة القضائية.

خلال السنوات الثلاثة الماضية، أتيحت لجبهة البوليساريو فرص عدة، لإحداث زلزال في العلاقات الأوروبية المغربية، الفرصة الأولى مثلتها فضيحة التجسس المغربية على عدد من المسؤولين الأوروبيين المعروفة بـ PEGASUS، و الفرصة الثانية MAROC GATE، التي جعلت سمعة الرباط على الهاوية، بعد إنكشاف رشوتها و توظيفها لبعض البرلمانيين الأوروبيين من أجل دعم توجهاتها التوسعية بالصحراء الغربية.
بريق جبهة البوليساريو داخل الأوساط الأوروبية الشعبية لامع، لأن الشعوب الأوروبية، تدرك جيداً بأن الشعب الصحراوي لا صلة له بالإرهاب ولا الجريمة المنظمة ولا الجرائم العابرة للحدود، يدركون أيضاً أن الشعب الصحراوي يشق طريق الحرية بثبات، سلاحه قانونية الكفاح الذي يخوض و شرعية النضال و نزاهة الأسلوب.
ما أريد الوصول إليه، أن المعارك القادمة داخل القارة الأوروبية، دون الإنتقاص من مكانة الرسالة الموجهة للشعوب، يجب أن تركز على إستهداف الطبقة  السياسية بالدرجة الأولى، التي جعلت من النزاع بالصحراء الغربية، ورقة «مقايضة» و «إبتزاز» و «محاباة»، متى إستدعت الضرورة توظفها ضد المغرب أو معه، دون أي شعور بالمسؤولية الأخلاقية ولا القانونية تجاه النزاع.
الفرصة مواتية و الظروف إيجابية إلى أبعد الحدود، و الكرة الآن في مرمى جبهة البوليساريو و عقول إدارة توجهاتها الخارجية، و الإنتصار الذي نتطلع إليه، ليس بالحصول على الحكم القضائي فحسب، بل الإنتصار الحقيقي، يكمن في كيفية الإستثمار في الحكم و استغلاله و توظيفه فيما يخدم أهداف الشعب الصحراوي و تطلعاته.
الشيخ لكبير سيدالبشير.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...