النظام المغربي يتبنى بوضوح الأساليب الصهيونية في القمع والترهيب، ويطبقها بوحشية على شعبه، وكأن دروس الاحتلال الإسرائيلي في غزة قد أصبحت منهجًا رسميًا في التعامل مع الفقراء والمهمشين. الصورة التي خرجت من مدينة فنيدق ليست مجرد دليل على قمع محلي عابر، بل هي انعكاس مباشر لتقنيات التعذيب والإذلال التي اكتسبها النظام المغربي من إسرائيل. هذا التشابه ليس صدفة، بل هو نتيجة تعاون أمني خفي بين الأجهزة المغربية والإسرائيلية، حيث لم يعد الأمر مقتصرًا على العلاقات السياسية، بل امتد ليشمل نهجًا مشتركًا في قمع المدنيين.
النظام المغربي، الذي ظل لسنوات يخفي تطبيعه السري مع الكيان الصهيوني، بات الآن يستخدم نفس الأدوات القمعية التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. الفرق الوحيد أن النظام المغربي لا يحتاج إلى جدران إسمنتية مثل تلك التي تحاصر غزة، فهو يكتفي بترهيب الفقراء وإرغامهم على الخضوع تحت التهديد المستمر بالقمع والاعتقال. وكما أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم حصاره لغزة كوسيلة للتحكم في الشعب الفلسطيني، فإن النظام المغربي يستخدم الفقر والتهميش كأداة لإبقاء المواطنين تحت رحمته.
في السياق ذاته، يمارس الاحتلال المغربي سياسة “الأرض المحروقة” ضد الشعب الصحراوي، متبعًا أساليب قمعية شبيهة بتلك التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي. يتم استهداف المناطق التي تشهد مقاومة من خلال تدمير المنازل، فرض حصار اقتصادي، وممارسة القمع الوحشي بحق المدنيين. هذا النهج يشمل أيضًا استخدام القوة العسكرية لتدمير المناطق السكنية والبنية التحتية، مما يخلق بيئة معيشية غير قابلة للتحمل، تدفع السكان إلى النزوح والتخلي عن مطالبهم المشروعة.
الأجهزة الأمنية المغربية متورطة في أكثر من ذلك، حيث تشير التقارير إلى أن عناصر من هذه الأجهزة قد شاركت فعليًا في قمع وتعذيب الفلسطينيين، من خلال تعاون وثيق مع أجهزة الاحتلال. ما يحدث في السجون الإسرائيلية من تعذيب للفلسطينيين يجد أصداءً له في مراكز الاحتجاز المغربية، حيث يتعرض المواطنون المغاربة لنفس الأساليب الوحشية. هذه العلاقة القذرة بين النظام المغربي والكيان الصهيوني تكشف عن وجه النظام الحقيقي، نظام يتاجر بآلام الشعب الفلسطيني، بينما يطبق عليهم نفس تقنيات التعذيب التي يستخدمها ضد شعبه.
النظام الملكي في المغرب لا يكتفي فقط بقمع الاحتجاجات الشعبية داخل البلاد، بل يستغل القضية الفلسطينية كوسيلة للابتزاز الدولي. تمامًا كما يستخدم الاحتلال الإسرائيلي “مكافحة الإرهاب” كذريعة لاضطهاد الفلسطينيين، فإن النظام المغربي يروج لخطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية للحصول على دعم مالي وسياسي من أوروبا، بينما يمارس قمعًا وحشيًا ضد شعبه.
في نهاية المطاف، ما يفعله النظام المغربي هو نسخة مطابقة لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي: قمع وترهيب، تبرير العنف باسم “الأمن”، وابتزاز المجتمع الدولي. الشعب المغربي، تمامًا كإخوانه الفلسطينيين، يقف أمام نظام يستمد قوته من علاقاته الخفية مع أكبر آلة قمعية في العالم.
المصدر: الصحراء الغربية24.