القائمة الرئيسية

الصفحات

أتاي.....و حربنا الثقافية"!


بسم الله الرحمن الرحيم!
" أتاي.....و حربنا الثقافية"! 
أعتقد بأنكم سمعتم ب" التطبيع الثقافى"*. 
و أعتقد بأن الكثيرين منكم سمعوا كذلك ب" الرأسمالية الثقافية"*.
حدثني صديق قديم - و العهدة على الراوي - ، بأن أهلنا في مناطقنا المحتلة، أصبحوا يشربون" أتاي" من أيادي غريبة.
من يصنع لك " أتاي"، في بيتك، سرق منك جزء مهم و أساسي من ثقافتك.
دعونا، نبتعد قليلآ عن الموضوع، لنقترب منه أكثر.
دخلت موقع " ويكيبيديا" للبحث في موضوع" أتاي".
ما شد إنتباهي، أكثر من أي شيء آخر، هو وجود" أتاي"، ضمن الأسماء المتعارف عليها في" ويكيبيديا".
" أتاي"، بشحمه و بلحمه.
_ شاي" إرل غري".
_ الشاي الأخضر.
_ " آتاي" - الله أكبر - . 
" تويننجر".
_ شاي " عدني "، نسبة، لمدينة" عدن" في اليمن.
_ شاي" كركي"، نسبة لمدينة" الكرك، في الأردن.
_ شاي" ليدي غراي".
بالعودة لتاريخ" إتاي" قليلآ، لا مفر من المرور و لو - مرور الكرام - ، على بعض" الشموع" التاريخية و الثقافية و ألتي قد تضئ طريقنا في رحلتنا مع" آتاي".
كانت المبادلات الثقافية و التجارية المعقدة، المرتبطة بالشاي - آتاي و بثقافته، نتيجة مباشرة ساهمت في زيادة حركة التجار و المبشرين و ألاطباء و المشعوذين، على طول" طريق الحرير".
الشاي - آتاي، أصبح" ثقافة" و" سياسة"، أكثر منه، مشروبآ.
القهوة و الشاي - أتاي، أصبحا ميدانآ للحروب و للإستلاء و للإستلاب.
يا أهلنا في مناطقنا المحتلة، إنتبهوا.
من يعد لكم" آتاي" في بيوتكم و في دوركم، يتقاضى" أجران".
أجر منكم و" أجر" من " المخزن".
في بيوتكم" عيون"، تتقاضى"  أجران".
و أنتم أجركم على الله.
و في لحظة" سهو" من التاريخ، قد تقوم هذه" العيون" بتفجير" بيدجرات" أو بتفخيخ بيوت أو بتسميم رجال، كما حدث في لبنان.
الشاي - آتاي، ثقافة - Tea Culture - . 
إجتماع العائلة حول" طبلة" أتاي كفاح و نضال و حفاظ على الهوية و على" قطعة" من قلوبنا و من" أكبادنا"نحن الصحراويين.
نضال، حتي مع صمت أهله، حول موائد آتاي.
الصمت، حول" الطبلة"، صراخ في وجه المحتل و" عيطة" في وجه" مخازنيته" و " حناشيه" و " قواته المساعدة".
أنتم، لا تصمتوا.
تحدثوا.
شدوا، أخبار " السحاب".
يا أهلنا في مناطقنا المحتلة، حذاري، من أن يحولكم المحتل، إلي مستهلكين ثقافيين.

حذاري، من أن يحولكم من أصحاب قضية و أصحاب أرض، لضحايا" الرأسمالية الثقافية".

تحملوني، قليلآ.

سأشرح، لكم.

أعلنت الشركة الأمريكية العملاقة " ستاربكس - Starbucks ", حملتها الإعلامية الجديدة بالنص التالي..." عندما، تقوم بالشراء من ستاربكس، - سواء أدركت ذلك، أم لم تدركه، فأنت تستثمر في أكثر من مجرد كوب من القهوة".

 نحن، لطبيعة ثقافتنا، سنستبدل عبارة القهوة.... بآتاي.....

" بشرائك، كوب قهوة - آتاي، فأنت تشارك في بعد أخلاقي و قييمي و جمالى للقهوة" - حسب شركة " ستاربكس".

هل، فهمتم شيئآ من هذا؟

سأشرح لكم.

هل تفطنتم لدخول عنصر و " علم" جديدان و عامل ذو بعد آخر على " القهوة '- آتاي"؟

إنه، علم النفس، يا سادة.

أن، يأتيك كأس من آتاي" قاطع"، خمس كيلومترات، من المطبخ حتي صالة الجلوس....إنتبهوا، هنا....

خلال مسافة الخمس كيلومترات، ألتي سيقطعها كأس آتاي من المطبخ، حتي صالة الجلوس، سيتحول من آتاي، إلي" لاتاي".

لقد تم إفراغه من محتواه.
لقد، أصبح" لاتايآ" منزوع" الدسم"، الإجتماعي و النفسي و المعنوي و القييمي و الأخلاقي.

يتيم الأبوين.
لقد تم ضرب جلسة العائلة حول طبلة آتاي.
لقد تمت عملية" السرقة " بهدؤ.
لقد سرقوا " قطعة من ثقافتكم.
هذا، بالضبط، هو ما يطلق عليه" الرأسمالية الثقافية"، ألتي أخاف، بأن يتم " سوق"، أهلنا في مناطقنا المحتلة لها وهم مفتوحوا العينين.
" الرأسمالية"، هنا، تختلف عن الرأسمالية المتعارف عليها، كإصطلاح.
" الرأسمالية" ألتي يتم الحديث عنها، هي فلسفة تحويلك لمستهلك أعمى و أبكم و أطرش.
حدثني، نفس الصديق - و العهدة على الراوي - ، بأن 90% من شبابنا في مناطقنا المحتلة، لا يعرف" يسلخ".
الذبائح، في المناسبات و في الأعياد تأتي ل" الدار" جاهزة.
" سرقة" موصوفة، أخرى. 
" السليخة" و طريقة تقطيع العظام، ثقافة صحراوية، لا يجب وضعها في المزاد. 
أي شيء، يفصلنا أحنا و الرجلي" التلي"، يجب المحافظة عليه.

مثال آخر....

" إذا كنت تفكر في بؤساء إفريقيا و في أطفالها، فأنت ربما فى حاجة لحذاء جيد....".
أحذية" تومز - Toms ", تقترح عليك شراء حذاء لك و هي ستقوم نيابة عنك بإرسال حذاء - مجانآ - لأحد أطفال إفريقيا.
فكرة، في غاية البساطة.
يقول، الروس... "بأن الجبن بالمجان، يوجد في صائدة الفئران، فقط".
"...هدفنا، هو إستخدام قدرتك الشرائية، لإسعاد طفل بائس، في مكان بعيد عنك من هذا العالم...".
نحن في" المخزن" كذلك، هدفنا هو إستخدام قدرتكم الشرائية، أيها الصحراوييون لزرع جواسيسنا و سلاخينا و معدي أتاي و منظفات البيوت و الجالسات مع الأطفال و مربياتهم و حاضناتهم و منظفاتهم و" مسدراتهم" و غاسلات الملابس و الطباخات و الطاهيات و معدات الحلوي و تقني الكهرباء و موجه" كصعة" البث...

أهدافنا نبيلة.

حذاري، من أن تشكوا في نوايانا.

إنتبهوا للعلاقة الجدلية بين الأنانية الإستهلاكية و العمل "الخيري". 

" المستوطنون"، كذلك في مناطقنا المحتلة، يقومون بعمل جد "خيري".

هنا، ملتقي" البحرين".
" بحر" الإستهلاك و" بحر" الإستلاب.
....السفر، ليس التنقل من نقطة" أ"، للنقطة" ب".
السفر، هو مع من ستتنقل من نقطة" أ" للنقطة" ب"؟
تنقل معنا.
دعاية، لشركة أخرى.
لقد إنتقل" المستوطنون" المغاربة من نقطة" أ" للنقطة" ب"، بهدف القضاء على المكون الصحراوي، كشعب و كجنس و كمكون و كثقافة و كنوع.

النقطة"ب"، أصبحت في خطر.

في إحدى ليالي مدينة "برلين" الباردة جلس رجلان يحتسيان القهوة.
كان، أحد الرجلين يقوم بتحرك الملعقة في الكوب لتذويب السكر من اليمين إلى اليسار.
قام، الشخص الثاني - عنادآ - بتحريك الملعقة من اليسار إلى اليمين.
سأل صاحب ملعقة" اليمين" صاحب ملعقة" اليسار"، لماذا تحرك ملعقتك من اليسار إلى اليمين؟
أجاب، صاحب" اليسار"، نحن في" اليسار" نبحث عن كل ما يميزنا عنكم، أنتم، أصحاب" "اليمين".
صاحب" اليمين"، كان رئيس الحزب اليميني، الروسي في ذلك الوقت و صاحب ملعقة" اليسار"، كان الثوري و الماركسي البارز و أحد مفجري الثورة" البلشفية"، ليف دافيدوفيتش تروتسكي.
أهلنا، في مناطقنا المحتلة، كذلك، إذا جلس أحدهم أمام أحد المستوطنين، يحرك ملعقته من اليمن إلى اليسار، ولدنا أحنا و ألا منتنا، خاصو إحرك" كوتشارتو"، من اليسار إلى اليمين - عنادآ -.
لودوا للإختلاف.
و لاهي أتعدلوا أنا شي ما إقد يوتصف بيه الزين لعتو أتييو لروسكم و تسلخوا لروسكم و" محماد"، ما إكيط منكم ماهو شي تل الحدود المعترف له بها دوليآ.
إبحثوا، في" اليوتيوب" عن أغنية للفنان" عالي"، غناها في مهرجان" الشبيبة" بولاية" أوسرد"، إن لم تخن الذاكرة، صائفة ( 1986 - 1985).
" سنعود، للأوطان...كلما....نادت الأوطان....شدوا.... الرحل....سنعود...".
د : بيبات أبحمد.
# "التطبيع الثقافى"، عبارة مستجدة على قاموسنا اللغوي و الثقافي و هي مرتبطة -  حصرآ - , بالتطبيع غير المباشر لبعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني.
كالحفلات و تبادل الزيارات الثقافية و الأمسيات الشعرية و الأنشطة و الفعاليات الجامعية و الأكاديمية.
# " الرأسمالية الثقافية"، مفهوم، هلامي، يتم إستخدامه - عادة - ، كنوع من السيطرة الثقافية، قصد الربح المادي.
تجريدك، من ثقافتك و هويتك للسيطرة عليك و لإستغلالك ماديآ و نفسيآ و فكريآ.
شعب، أو فرد، أو وطن بلا هوية، مسخ ثقافي و إيديولوجي و ديني.

إذا أعجبك محتوى الوكالة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الاخبار السريع ليصلك الجديد أولاً بأول ...