في ضوء الاستعدادات الحكومية لمواجهة الأمطار المرتقبة والعلم عند الله، ظهر وفد رسمي يقوده الوزير الأول بشرايا حمودي بيون يستعرض شاحنات قديمة من بينها الشاحنة الأسطورية "الفرفور" وعلى الرغم من أن هذه الشاحنة كانت أيقونة حقيقية في وقتها وشاهدًا على صمود وكفاح الشعب الصحراوي، إلا أن استعراضها في هذا الزمن يثير تساؤلات عديدة بين أوساط الشعب.
لا شك أن الشاحنة "الفرفور" لعبت دورًا كبيرًا في الماضي، عندما كانت إحدى الوسائل الأساسية التي اعتمد عليها الشعب في ظروف صعبة، لكن الاستمرار في الاعتماد على وسائل قديمة وعفى عليها الزمن في عام 2024 يثير التساؤلات حول أولويات الحكومة وقدرتها على تلبية احتياجات المواطنين المتجددة. فاليوم، ومع توفر موارد الدولة وإمكانات مالية كافية، تتساءل الكثير من الأصوات لماذا لا يتم توفير شاحنات أو وسائل نقل حديثة أكثر راحة وكفاءة تليق بالمواطنين وبالتحديات المعاصرة.
هذا الاستعراض للشاحنات القديمة يمكن تفسيره بأنه محاولة من الحكومة لإبراز إنجازات الماضي والتأكيد على صمودها المستمر، لكن هذه الرسالة تبدو بعيدة كل البعد عن طموحات المواطنين الذين يتطلعون إلى خدمات أكثر حداثة وكفاءة، فبدلًا من أن تعكس هذه الاستعدادات صورة إيجابية، أصبحت بالنسبة للكثيرين دليلًا على تخبط الحكومة في أولوياتها وانشغالها بإظهار القوة في وقت يعاني فيه الشعب من نقص الخدمات الأساسية وتدهور الأوضاع المعيشية.
من حق الشعب أن يتذمر من هذا الوضع، فالأمطار المرتقبة تتطلب استعدادات حقيقية وفعّالة تحميهم من المخاطر المحتملة، وفي ظل انتشار الفساد وغياب الشفافية في إدارة الموارد، تزداد الفجوة بين المواطن وحكومته، فالحكومة التي يُفترض أن تكون في خدمة الشعب، تبدو وكأنها منشغلة لأغراض أخرى غير توفير حياة كريمة للمواطنين.
إن هذه التحضيرات تمثل رمزًا لما يراه البعض استعراضًا للعضلات دون نتائج فعلية على الأرض، وفي ظل غياب رؤية واضحة وشاملة لتحسين الظروف المعيشية، يصبح السخط الشعبي مفهومًا، يتطلع المواطنون إلى حلول حقيقية تستجيب لتطلعاتهم، وليس إلى شاحنات قديمة تجسد فترة من التاريخ قد مضت.
وفي النهاية، يجب على الحكومة أن تدرك أن الاستمرار في التمسك بالرموز القديمة دون تقديم حلول عملية وحقيقية لن يؤدي إلا إلى تعميق الفجوة بينها وبين شعبها، يجب أن تتركز الجهود على تحسين وتحديث وسائل النقل وتقديم خدمات تليق بالمواطنين في القرن الحادي والعشرين.
بقلم الإعلامي: محمدلمين حمدي