تشهد مخيمات اللاجئين الصحراويين منذ أيام أوضاعًا جوية قاسية، حيث ضربت أمطار غزيرة ولاية الداخلة تحديدا ، ما أدى إلى فيضانات مدمرة زادت من معاناة السكان. مئات الخيام التي تمثل المأوى الوحيد للعائلات الصحراوية تضررت أو جرفتها المياه، تاركة العديد من العائلات بلا مأوى في ظروف معيشية صعبة، وسط نقص حاد في الموارد والخدمات الأساسية.
في شهادات من داخل المخيم، أكد العديد من المواطنين أن الفيضانات تسببت في تدمير الممتلكات والملاجئ البسيطة. أحد سكان المخيم قال: “المياه اجتاحت كل شيء، وفقدنا ما نملك، لكننا رغم كل شيء متمسكون بالصمود”. وأضافت سيدة أخرى: “معاناتنا بدأت قبل الفيضانات بكثير، لكنها الآن تفاقمت. ورغم ذلك، نحن لا نتخلى عن حلمنا بالحرية”.
الفيضانات الأخيرة هي جزء من سلسلة طويلة من الكوارث الطبيعية التي يعاني منها اللاجئون في المخيمات، حيث يتعرضون لظروف مناخية قاسية على مدار العام، من حرارة شديدة وجفاف إلى فيضانات وعواصف. لكن جذور هذه المعاناة تعود إلى الغزو العسكري المغربي للصحراء الغربية في عام 1975، والذي أجبر الآلاف من الصحراويين على الفرار من أراضيهم واللجوء إلى المخيمات بالجزائر المضيافة.
ورغم مرور أكثر من خمس عقود، ما زال اللاجئون الصحراويون يواجهون نفس المصير في هذه المخيمات التي أضحت موطنهم المؤقت، إلا أن أملهم في العودة إلى ديارهم لم يتبدد. اللاجئون يرون في صمودهم مقاومة مستمرة ضد الاحتلال، مؤكدين أن حريتهم وحقوقهم المشروعة لن تتحقق إلا من خلال النضال والمثابرة.
جدير بالذكر ان الحكومة الصحراوية شكلت لجان طوارئ لهذا الوضع وتجهيز وتوفير كافة الإمكانيات لمواجهة ذلك ، بتظافر جهود الجهات الوطنية الشريكة .
في ظل هذه الأوضاع الكارثية التي تعصف بمخيمات اللاجئين الصحراويين، تتزايد الحاجة الماسة لتدخل المنظمات الإنسانية الدولية بشكل عاجل. الفيضانات الأخيرة التي دمرت العديد من المساكن المؤقتة وقطعت السبل على مئات العائلات تستدعي استجابة فورية لتوفير الإغاثة الطارئة. يُوجه سكان مخيم ولاية الداخلة نداءً للمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم في شكل مواد إغاثية، مثل الخيام، المواد الغذائية، والمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى تعزيز الخدمات الصحية .
اللاجئون، الذين يعانون منذ عقود من تبعات النزاع والتهجير القسري، يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الخارجية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وفي ظل الظروف الجوية القاسية التي تفاقم من حجم الأزمة الإنسانية، بات من الضروري أن تسارع المنظمات الدولية لتوفير الحماية والدعم للسكان، وضمان عدم تفاقم الوضع الإنساني أكثر مما هو عليه.
تبقى معاناة الصحراويين في مخيمات اللاجئين تذكيرًا حيًا بالصراع المستمر من أجل الحرية، في انتظار أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات جدية تضمن للشعب الصحراوي تكريس حقه في الحرية و الاستقلال .
موقع الصحراء الغربية